شهدت العلاقات التونسية في الفترات الأخيرة توسعا وخاصة بعد اندلاع الثورة ولعل ذلك يرجع بالخصوص إلى تحرر المستثمرين وغيرهم... من الأطراف الأخرى من القيود التي كانت تكبلهم في العهد السابق وتضع أمامهم المئات من الشروط أهمها شرط الشراكة والأداءات الجمركية وغيرها من الشروط المجحفة ونظرا لتغير المشهد السياسي والاقتصادي والاجتماعي وغيره في ظل رغبة الشعب سارعت العديد من الدول منها دولة الإمارات إلى تفعيل وجودها على الساحة التونسية.
ولا يمكن أن نتحدث عن علاقات تونسية إماراتية إلا من خلال معرفة هذا الشريك فالإمارات دولة عربية إتحادية تقع في شرق شبه الجزيرة العربية في جنوب غرب قارة آسية زادت إطلالتها على الشاطئ الجنوبي للخليج العربي من جمالها ، لها حدود بحرية مشتركة من الشمال الغربي مع دولة قطر ومن الغرب حدود برية وبحرية مع المملكة العربية السعودية ومن الجنوب الشرقي مع سلطنة عمان وتأتي تسمية الإمارات نسبة إلى الإمارات السبع التي شكلت اتّحادا بينها وهي إمارة أبو ظبي وإمارة دبي وإمارة الشارقة إمارة رأس الخيمة وإمارة عجمان وإمارة أم الفيوني وإمارة الفجيرة، والإسلام هو دينها الرسمي والعربية لغاتها. اقتصاد الإمارات واحد من أكثر الاقتصاديات انفتاحا تأتي الإمارات في المرتبة السابعة في العالم من حيث إحتياطاتها النفطية ودولة الإمارات العربية المتحدة تمتلك واحدا من أكثر الاقتصاديات نموا في غرب آسيا، كما تعتبر الإمارات أكبر دولة من ناحية القدرة الشرائية للفرد الواحد. أما عن شكل الحكم فيها فهو حكم ملكي دستوري مع نظام الحكم الرئاسي كما أن الإمارات عضو مؤسس في مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، كما أنها كذلك دولة عضو في جامعة الدول العربية وعضو كذلك في الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وأوبك، ومنظمة التجارة العالمية . واقع العلاقات الاقتصادية بين الإماراتوالولاياتالمتحدة تربط دولة الإمارات علاقات متينة مع الولاياتالمتحدة حيث سجلت أعلى مستوى من حيث صادراتها التي بلغت 8.9 مليارات درهم وبنمو يقدّر ب 113 % كما ارتفع حجم التبادل التجاري غير النفطي بين الإماراتوالولاياتالمتحدة خلال العام 2011 إلى 67.6 مليار درهم بنمو نسبته 43.8 % مقارنة ب عام 2010 وفقا لبيانات مركز الإحصاء التابع لوزارة التجارة الأمريكية. كما أن الإمارات تعد أكبر سوق للصّادرات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط تليها المملكة العربية السعودية خاصة في مجال الآلات ومعدات النقل والصناعات والأغذية والمنتجات المعدنية. ارتفاع الصادرات الأمريكية نحو الإمارات من جهتها رفعت الولاياتالمتحدةالأمريكية من صادراتها وذلك لإعادة تصدير العديد من السلع خاصة السلع الإلكترونية والاستهلاكية والأحجار الكريمة إضافة للسلع النفطية وقد تجاوزت الصادرات الأمريكية إلى الإمارات خلال عام 2011 نسبة 36.15 % لتصل إلى 58.3 مليار درهم هذا وبلغت الصادرات الأمريكية إلى الدولة 5.1 مليارات درهم مقارنة ب4.4 مليارات درهم للعام 2010. لذلك يعتبر اقتصاد دولة الإمارات من أكثر الاقتصادات انفتاحا ومن أفضلها قدرة على التميز والتفرد على مستوى العالم ومن جهة أخرى توفر دولة الإمارات العربية الموحدة الآلاف من الوظائف للمواطنين الأمريكيين بالإضافة إلى أن ما يقارب 800 شركة أمريكية تمارس نشاطها في دولة الإمارات ، إذ تكتسب العلاقات التجارية الإماراتيةالأمريكية أهميتها من التنوع الكبير في نطاق السلع والخدمات المتبادلة بين البلدين. دولة الإمارات فرصة هامة للاستثمار نلاحظ من خلال الخطط الاقتصادية والمشاريع التنموية الإماراتيةالامريكية ان فرص الاستثمار هامة جدا بالنسبة للعديد من الدول الأخرى وخاصة في ما يتعلق ببلادنا باعتبار ما تمثله دولة الإمارات كشريك اقتصادي هام وذي جدوى إذا ومن خلال رؤية أبو ظبي الاقتصادية لسنة 2030 والتي عملت بشكل رئيسي على توسيع القاعدة الاقتصادية للإمارات وتنويع نشاطها الاقتصادي حيث كانت قد وجهت الدعوة للشركات التونسية لدراسة هذه الفرصة واستغلالها لما يعود بالفائدة على اقتصاد البلدين هذا بالإضافة إلى أن هذه الرؤية ركزت على تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص كما لاننسى أن الإماراتوتونس ترتبطان باتفاقية اقتصادية وقعت عام 1974 إضافة إلى العديد من الاتفاقيات الأخرى في مجالات الطيران والبريد وغيرها ولا ننسى دور الثورة والتغيرات التي شهدتها بلادنا حيث سعى ومنذ اندلاعها ، السيد فؤاد المبزع إلى البحث عن أفاق تطوير التعاون التونسيالإماراتي حيث استقبل بداية سنة 2011 الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي وزيرة التجارة الخارجية في دولة الإمارات العربية المتحدة ووفدا تجاريّا واستثماريّا حيث تم خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين ووسائل تعزيزها في المجالات التجارية والاستثمارية ونتائج زيارة الوفد الإماراتي في تونس ومجالات ترجمة النقاشات والتفاهمات الحاصلة إلى مشاريع تنموية لصالح البلدين، وقد كان الوفد الذي زار تونس آنذاك يظم أكثر من 32 شخصا يمثلون قطاعات حكومية وفعاليات خاصة، كما تم تأكيد التزام الشركات الإماراتية باستمرار المشاريع الاستثمارية المتاحة في السوق التونسية وثمنت كذلك الوزيرة التطورات الملحوظة المسجلة على مستوى التعاون التجاري إذ نمت التجارة الثنائية النفطية بنسبة 68 % خلال 2010 لتصل قيمتها إلى حوالي 153 مليون دولار وهو نمو تواصل خلال الربع الأول من عام 2011 بنسبة 26.5 % لتصل قيمتها إلى 29.3 مليون دولار مقارنة بعام 2010. الاستثمارات الإماراتية مثلت النسبة الأكبر من جملة الاستثمارات الخليجية كما أنه ورغم تراجع جل الأسواق في أواخر سنة 2010 وبداية 2011 نظرا لانعدام الأمن وكثرة المظاهرات والإضرابات إلا أن الاستثمارات الإماراتية شكلت النسبة الأكبر من جملة الاستثمارات الخارجية التي تم اطلاقها في تونس وهو ما يؤكد حرص الإمارات على النهوض باقتصاد كل من البلدين. كما أن زيارة السيد الباجي قايد السبسي التي جاءت في المرحلة الأخيرة والتي زار خلالها الإمارات العربية المتحدة لتنشيط العلاقات وإعادة الاستثمارات الخارجية إلى البلاد بعد فترة الفتور التي شهدتها العلاقات التونسية الخليجية في السنوات الأخيرة، ومن هنا كان هدف هذه الزيارة. كما أكدت الإمارات من جهتها عن استعدادها لمساندة البرنامج الاقتصادي والاجتماعي لتونس الذي كانت قد عرضته على مجموعة الثمان في اجتماعها آنذاك وهو ما أبرز ثقة المستثمرين الخليجين في الحكومة الانتقالية حينها حيث يوجد أكثر من 7 آلاف متعاون فني تونسي في الإماراتالمتحدة وكانت زيارة السيد الباجي قايد السّبسي دعوة إلى استقطاب المزيد من المتعاونين الجدد كما تم توقيع اتفاق على التعاون العسكري مع دولة الإمارات العربية المتحدة مع العزم على تدعيم اتفاقية التعاون المماثلة التي تجمع تونس بدولة الكويت. سبل تطوير العلاقات التي تربط بين الإماراتوتونس كما أدى وزير الشؤون الخارجية رفيق عبد السلام يومي 19و 20 جانفي 2012 بدعوة من نظيره الإماراتي زيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة واندرجت هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين لا سيما التجارية والاقتصادية والسياحية إضافة إلى السبل الكفيلة لتشجيع الحكومتين لرجال الاعمال والقطاع الخاص والعمل على توفير المناخ الاستثماري المناسب، كما أشار وزير الخارجية أن كل المشاكل التي كان يواجهها المستثمر في تونس قد زالت اليوم وأن هناك فرصا استثمارية متزايدة بشكل عام مع وجود دولة القانون كما أشار إلى أن الاستثمارات الإماراتية في تونس لم تتعرض لأي مشكلات. قافلة مساعدات إنسانية للمناطق المتضررة من البرد والثلوج وجهت سفارة دولة الإمارات في تونس بالتعاون والتنسيق مع هيئة الهلال الأحمر قافلة مساعدات إنسانية تظم 20 طنّا من المواد الغذائية والأغطية صوب مناطق الشمال الغربي في تونس والتي تضررت جرّاء موجة البرد والثلوج التي اجتاحتها، جاء ذلك بعد اتصال هاتفي بين كل من وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ووزير الخارجية التونسي رفيق بن عبد السلام . وفد إماراتي يزور تونس لبحث فرص الاستثمار ولتفعيل المزيد من التعاون بين دولة الإماراتوتونس أدّى مدير عام صندوق أبو ظبي للتنمية محمد سيف السويدي زيارة عمل إلى تونس وذلك طبعا في إطار تعزيز التعاون التونسيالإماراتي بالإضافة إلى مشاركة وفد هام من مسؤولي الصندوق ووزارة الخارجية الإماراتية ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية ودائرة قضاء أبو ظبي وذلك من 13إلى 18 فيفري 2012. ومن هنا تبرز أهمية دولة الإمارات لذلك وجب العمل على مزيد دفع أواصل الشراكة في جميع المجالات بما يسمح بتوفير العديد من فرص العمل والتشغيل إما في بلادنا أو في دولة الإمارات مما سيساهم في تعدد الشركات وفرص الاستثمار خاصة أن بلادنا في حاجة ماسة في هذه الفترة الانتقالية إلى مثل هذه العلاقات، كما يجب استغلال فرص زيارات الوفود والوزراء ورجال الأعمال وغيرها إلى تونس لبناء قواعد اقتصادية تكون ملموسة ونعمل على تجاوز مجرد الوعود. نسرين خميسي