لا نبالغ إذا قلنا أن بلادنا دخلت مرحلة حساسة تستوجب الكثير من الفطنة واليقظة والدفاع عن مكتسبات التربة الطاهرة التي تجمعنا ولعل الأمر الخطير الذي بدا واضحا منذ ان تمت الاطاحة بعرش الطاغية بن علي وإزاحة أزلامه هو محاولة بعضهم اللعب على أوتار... " فرق تسد" لتحقيق أهداف بدت واضحة للعارفين بأسرار وخفايا اللعبة السياسية ببلادنا هذه الأيام والتي اختلطت فيها السبل وتشابكت فيها المصالح داخل الوطن وخارجه وبقي العديد ممن تسلحوا بالدهاء وبث السموم بين أفراد الشعب الواحد الذي حرم حتى من الاحتفال بتحقيق نصر مبين وثورة على الطغاة أبهرت العالم .وبما ان أعداء التحرر والمترصدين بالثورة يبحثون عن وسائل وطرق جهنمية تعيدنا إلى الوراء وتحرمنا من الشعور بالحرية والديمقراطية والانعتاق وقد شاهدنا قوى الردة تشعل نار الفتنة وتركب حصانا حافلا باسم العروشية أطيح به قبل أن يصل إلى موقعه ...وقد واصل هؤلاء محاولاتهم الخسيسة عبر شبكة الاتصال الاجتماعي الذي هو وسيلة للتواصل والاطلاع على ما يحدث حولنا لنحمي كياننا ونخدم مصالحنا ...لكن للأسف استغله بعضهم لبث البلبلة.ولنا امثلة كثيرة في ذلك بعد تسريب أخبار ووثائق وتصريحات صوتية مفبركة في أوقات محددة وبطرق متعددة آخرها ما نسب إلى السيد كمال اللطيف الذي لا أعرفه عن قرب بل أعرف جيدا أنه رجل أعمال تونسي ناجح ومثقف عانى الأمرين من أفعال ومواقف الرئيس المخلوع وزوجته ونعرف كذلك أن هذا الرجل أي كمال اللطيف له علاقة مصاهرة ومعاملات اقتصادية وصداقة كبيرة مع الصفاقسية الذين يعتبرهم " الدينامو" الذي يحرك شرايين الاقتصاد الوطني ويؤكد دائما أن الحفاظ على الطاقات الخلاقة من أبناء الصفاقسية أمر ضروري لتحقيق النجاحات على جميع المستويات حتى السياسية التي اعتبرها البعض سابقا حكرا على جهة معينة . أقول مرة أخرى من موقعي كصفاقسي أنتمي لجهة آمن أهلها بأن العمل كالصلاة أمر مقدس وان ما يقال فيهم لا يحركهم ولا يحبط عزائمهم وعليكم أن تعودوا للتاريخ وتتأكدوا ممّا عاناه أبناء صفافس...أقول ان الحديث الذي بث باسم السيد كمال اللطيف هو من قبيل القنابل الموقوتة التي فقدت مفعولها حتى وإن كان من قلّد صوت هذا الرجل يتمتع بحرفية في مزج الأصوات فلا يمكن أن يصدقه التونسيون ولا أي فرد من الصفاقسية الذين يعرفون اللعبة السياسية ويعرفون جيدا غايات من أعمى الحقد والأنانية بصيرتهم .