في إطار مواصلة مساعدة الأشقاء الليبيين ، تستمر البلاد التونسية في استقبال الوافدين من ليبيا من أجل العلاج ... فبالاضافة إلى الجرحى والمصابين ،تستقبل تونس باستمرار الليبيين الذين يعانون من أمراض عادية ومزمنة وتدخلهم مصحاتها ويسعى أطباؤنا جاهدين إلى بذل قصارى جهدهم لإتمام واجبهم الإنساني . ومن أجل الوقوف على بعض هذه الحالات ،اتصلنا بالسفارة الليبية حيث وجدنا عددا غفيرا من الإخوان الليبيين الذين يقومون بإتمام إجراءات العلاج وإحدى هذه الحالات هي الحاجة نجمة القادمة من طرابلس ،هذه الأرملة الفقيرة قدمت إلى تونس لأول مرة بغرض إجراء عملية جراحية على ركبتها وذلك على حساب المجلس الانتقالي الليبي . و قالت الحاجة نجمة : الله يرحم والديهم ،من بعد الثورة فتحت لنا أبواب مغلقة ،فأنا فقيرة ولديّ ابنة صغيرة في كفالتي . في العهد البائد لم يكن هناك ما يسمى بالعلاج على نفقة الدولة ، أما الآن فقد جئت إلى تونس بعد أن أرسلني المجلس الانتقالي الليبي لإجراء عملية على ركبتي مجانا ، وقد استقبلتني في تونس عائلة كريمة وأشكر لهم حسن ضيافتي ،كما لا أنسى أن أشكر أخي في الله أحد مجاهدي الثورة الذي تكفل بنقلي شخصيا إلى تونس . شكر وترحاب في نفس الموضوع ، أفادنا فتح الله الصغير القادم من مدينة مصراتة كمرافق لإبن عمه المريض بأنّ المجلس الانتقالي الليبي قد أجرى تحقيقا على الوضعية الاجتماعية للمريض وتكفل على إثره بكامل مصاريف علاجه في تونس . وعن سؤالنا حول سير العمليات الإدارية في السفارة فقد نوه كلّ الحاضرين بحسن تصرّف الإداريين ورحابة صدرهم . تذمر وامتعاض وخلال وجودنا بالسفارة ، حدثت مشادة كلامية بين موظف الاستقبال وأحد المواطنين الليبيين الذي اتهم الإداريين باستمرار التعامل "بالاكتاف" وتسريب عديد الملفات دون ترتيب الأولويات إلى الإدارة . كما لا يفوتنا أن نشير إلى أن هناك عددا من الليبيين الذين رفضوا الحديث إلينا خوفا من ذكر أسمائهم واقتناعا منهم بأنّ المعاملات الإدارية لم تتغير ولن تتغير إلا إذا تغيّرت نفوس الناس . أين حرية الصحافة ؟ خلال إجراءنا لهذا التحقيق ،تعرضت إلى تطاول من أحد الموظفين بالسفارة زاعما عدم احترامي لنواميس المهنة الصحفية باعتبار أني تحدثت مع الإخوة الليبيين دون استئذان مع الإشارة أني طلبت إذن الإدارة لإجراء التحقيق فوقعت الموافقة على ذلك وهو ما أنكره الموظف المذكور الذي حاول حجز آلة التصوير التي كانت معي كما أخذ نسخة من هويتي . فهل ما زلنا في عهد تفتك فيه آلات التصوير ويمنع فيها نقل الخبر الصّحيح؟ مروى حمزة