تفاعلا مع المقال الذي نشرته جريدة الخبير في عدد سابق حول دور مؤسسات تمويل القروض الصغرى في الحراك الاقتصادي اتصلت بنا جمعية فضاء... "الأمل" بالوردية كجمعية تنموية لتقديم المزيد من الإيضاحات حيث التقينا بالسيد "رضا الرحيمي" المدير التنفيذي للجمعية وأجرينا معه هذا الحوار: · متى تأسست الجمعية وماهي أهدافها؟ تأسست الجمعية منذ1995 وكان هدفها الأساسي مساعدة التلاميذ المعوزين وذلك بالتكفل بتوفير الأدوات المدرسية والملابس في فصل الشتاء والصيف وبضمان المتابعة البيداغوجية والصحية لهؤلاء التلاميذ مع تنظيم أنشطة ثقافية وترفيهية وقد تطورت أهداف الجمعية لتشمل تمويل المشاريع الصغرى. · هذه الجمعية تأسست كما قلتم منذ 1995 فهل كانت مسيّسة؟ ان جمعيتنا ليس لها اي علاقة بالسياسية فقد حرصت هيئة التسيير داخل الجمعية المتكونة من تسعة أعضاء منتخبين بان تكون محايدة رغم تعرضها لعدة مضايقات. · لو توضح لنا الدور الفعلي الذي لعبته الجمعية؟ ان جمعية فضاء "الأمل" منذ إحداثها في 1995 كانت لها أنشطة خيرية لمساعدة التلاميذ المعوزين بمنطقة تونس الجنوبية وخاصة بمنطقة حي النور من معتمدية الكبارية عبر توزيع الأدوات المدرسية على التلاميذ المكفولين من طرف الجمعية ومجموعة من الملابس لفصلي الشتاء والصيف لأسرهم بما يكفل لهم حدا من الرعاية والمساندة تشجعهم على الدراسة والتميز وذلك بمساعدة من الاتحاد التونسي للتضامن بالإضافة الى تنظيم بعض الأنشطة الترفيهية من رحلات وغيرها. لكن في مرحلة أخرى توسع مجال اهتمام الجمعية الأصلي ليشمل مساعدة بقية أفراد اسر هؤلاء التلاميذ وكذلك مساعدة بقية العاطلين عن العمل الراغبين في الانتصاب للحساب الخاص عبر إنشاء مشاريع صغيرة. ليس هذا فقط بل في إطار اتفاقية مع منظمة الإصلاح والدفاع الاجتماعي الذي يتولى تكوين "الأحداث" الموجدين هناك فعند خروجهم يتم تمويل الراغبين منهم في إنشاء مشروع خاص حيث تتم الإحاطة بهم وتسييرهم ومراقبتهم ومساعدتهم على التسويق عبر المشاركة في المعارض الوطنية وبذلك يتحولون الى أشخاص فاعلين مندمجين في المجتمع. · ماهي مصادر تمويل الجمعية؟ ان الجمعية تستمد تمويلاتها من البنك التونسي للتضامنBTS وهي تقدر الدور الريادي الذي يقدمه هذا البنك لمساعدة العائلات الفقيرة خاصة في الأوساط الشعبية فتمكننا بفضله من تمويل923 منتفعا بمبلغ جملي قدره900.000 دينار من سنة2006 الى2011. · ماهي نوعية المشاريع الممولة من طرف الجمعية؟ لقد مولت الجمعية عدة مشاريع في مختلف المجالات فالمهم بالنسبة لنا هو جدية المقترض ورغبته الحقيقية في الانتصاب للحساب الخاص لذلك نحن نستعين بأخصائيين اجتماعيين وحتى نفسيين في بعض الحالات كي نتأكد من قدرة المقترض على الانتصاب للحساب الخاص. لكن يمكن القول أنها كانت في مجملها حرفا صغرى وتجارة وفي بعض الأحيان تشمل قطاع الخدمات. · هل حاولت الجمعية إيجاد مصادر تمويل أخرى؟ ان جمعية فضاء "الأمل" محتاجة الى إيجاد مصادر تمويل أخرى حتى تتمكن من الترفيع في قيمة القرض فهي حاليا منحصرة بين800 دينار و5 آلاف دينار ولكن في إطار غلاء الأسعار فقد أصبح هذا المبلغ ضعيفا نسبيا خاصة وان الحد الأقصى لا يبلغه المقترض الا بعد مدة طويلة في إطار سياسة المرحلية والتدرج بالمشروع. المشكل يطرح دائما حول الفائض وقد تتوصل الجمعية الى إيجاد مصادر تمويل أخرى لكنها تفرض فائضا كبيرا مما يفرض فائضا اكبر من5 %وهو الفائض المعتمد حاليا في حين ان الوضعية الاجتماعية للمقترضين لا تسمح بذلك. · ماهي المشاكل التي تعترض جمعية فضاء "الأمل" كمؤسسة تمويل قروض صغرى؟ تعاني الجمعية من نقص في وعي المقترضين على مستوى آجال الخلاص فالجمعية لا يمكن ان تحصل على تمويلات منBTS اذا لم تقدم كشفا بخلاص قيمة التمويل السابق وذلك لا يكون اذا لم يستخلص المقترض قيمة القرض. كما ان هناك مشكلا كبيرا تعانيه جل مؤسسات التمويل الصغرى وهو عدم تفعيل دور التأمين مما يجعل الجمعية مجبرة على محاولة إيجاد طرق أخرى للخلاص خاصة في حالة وفاة احد المقترضين. كما بين لنا السيد رضا الرحيمي المدير التنفيذي لجمعية فضاء "الأمل" بالوردية ان جل مؤسسات تمويل القروض الصغرى تلعب دورا اجتماعيا هاما من خلال مساعدة الفئات المحتاجة وتأطيرها والإحاطة بها كما تلعب دورا اقتصاديا فعالا من خلال التشجيع على الانتصاب للحساب الخاص والمشاركة في الحياة الاقتصادية. هذا ما لم ينكره المقترضون الذين سبق وان تحاورنا مع البعض منهم لكن يبقى تطور هذا القطاع رهين مدى تفهم ووعي كلا الطرفين. حاورته: ريم حمودة