رئيس الدّولة: وعديد المسؤولين لم يستوعبوا المرحلة التي تعيشها تونس    سعيّد يدعو لمراجعة الاتفاقيات غير المتوازنة ويؤكد تمسّك تونس بعدم الانحياز    ترامب يعلن أنه سيناقش "اتفاقيات أبراهام" مع بن سلمان بالبيت الأبيض    ترامب: لم أزر جزيرة إبستين وبيل كلينتون زارها 28 مرة    عاجل : سفراء السودان والدنمارك وكندا يقدّمون أوراق اعتمادهم للرئيس قيس سعيّد    بوعسكر يقدم لرئيس الدّولة تقريرًا بنشاط هيئة الانتخابات    بمشاركة "دلتا".. الجيش الأمريكي بانتظار "ساعة الصفر" لضرب فنزويلا    وزيرة الصناعة: وزارة الصناعة تعتبر اول مشغل في تونس    فرار إرهابيين من السجن: تأجيل القضية إلى ديسمبر المقبل    سيدي حسين: بطاقات إيداع بالسجن في قضية الاعتداء على تلميذة    الكشف عن ميزانية وزارة التجارة..#خبر_عاجل    وزيرة الصناعة: تونس ستصدر قرابة 40 الف طن من زيت الزيتون المعلب خلال موسم 2024- 2025    ستوكهولم: قتلى في اصطدام حافلة بمحطة للركاب    مع اقتراب صدور مواسم الريح.. روايات الأمين السعيدي تسافر الى الكويت    مع الشروق : الكيان الصهيوني يشرّع الجريمة... والبرغوثي في خطر    بنزرت .. مطالبة بإعادة الحياة للمناطق السقوية العمومية    سيدي بوزيد .. إنتاج القوارص فرصة استثمارية.. «معطّلة» !    اختتام دورة تكوينيّة في «الطاقة الشمسيّة»    هيئة الانتخابات تنظم تظاهرات بالمدارس والمعاهد في الجهات لتحسيس الناشئة بأهمية المشاركة في الانتخابات    قافلة صحية متعدّدة الاختصاصات لفائدة متساكني حي التحرير والمناطق المجاورة    اكثر من 63 بالمائة من مرتادي مؤسسات الرعاية الصحية يحملون مؤشرات ما قبل السكري (دراسة)    وزير الدفاع يؤدّي زيارة إلى إدارة التراث والإعلام والثقافة التابعة للوزارة    مشروع منظومة مندمجة لإعلام المسافرين على شركات النقل في مرحلة طلب العروض-وزارة النقل-    توافق إفريقي بين تونس والجزائر والسنغال والكونغو حول دعم الإنتاج المشترك وحماية السيادة الثقافية    %23 من التونسيين مصابون بهذا المرض    الرابطة المحترفة 1: برنامج مباريات الجولة 15    عاجل: إطلاق نار في محطة مونبارناس بباريس وفرض طوق أمني..شفما؟!    موعد إنطلاق معرض الزربية والنسيج بالكرم    قرعة كأس افريقيا للأمم: تونس في المجموعة الثالثة مع الكاميرون وغينيا وكينيا    السلّ يعود ليتصدّر قائمة الأمراض الفتّاكة عالميًا    سيدي علي بن عون: تسجيل 7 حالات إصابة بمرض الليشمانيا الجلدية    عاجل/ حكم قضائي جديد بالسجن ضد الغنوشي..    عاجل: أمطار غزيرة وبرد يضربوا كل مناطق هذه البلاد العربية اليوم!    وفاة محمد صبري نجم الزمالك السابق...وهذا هو السبب    يتسللان الى منزل طالبة ويسرقان حاسوب..    إنطلاقا من 20 نوفمبر مهرجان غزة لسينما الطفل في جميع مدن ومخيمات قطاع غزة    شوف وقت صلاة الجمعة اليوم في تونس    عاجل: عودة هذا الاعب الى الترجي    آبل تطلق جواز السفر الرقمي...    عاجل: وزارة التربية تفتح مناظرة نارية...فرص محدودة    مباراة ودية: تشكيلة المنتخب الوطني في مواجهة نظيره الأردني    مباراة ودية: المنتخب الوطني يواجه اليوم نظيره الأردني    7 سنوات سجناً لشاب ابتزّ فتاة ونشر صورها وفيديوهات خاصة    نابل: 2940 زيارة مراقبة خلال الشهرين الاخيرين تسفر عن رصد 1070 مخالفة اقتصادية    عاجل/ ديوان الزيت يعلن عن موعد انطلاق قبول زيت الزيتون من الفلاحين..    الجزائر: 22 حريق في يوم واحد    محرز الغنوشي: عودة منتظرة للغيث النافع الأسبوع القادم    ''حُبس المطر'': بالفيديو هذا ماقله ياسر الدوسري خلال صلاة الاستسقاء    النائب طارق المهدي: ضريبة على الثروة... ضريبة على النجاح    فرنسا تهزم أوكرانيا وتحسم تأهلها رسميا إلى كأس العالم 2026    رونالدو يرتكب المحظور والبرتغال تتكبد خسارة قاسية تهدد تأهلها المباشر إلى مونديال 2026    الجمعة: الحرارة في ارتفاع طفيف    الاختلاف بين الناس في أشكالهم وألوانهم ومعتقداتهم سنّة إلهية    كم مدتها ولمن تمنح؟.. سلطنة عمان تعلن عن إطلاق التأشيرة الثقافية    خطبة الجمعة ...استغفروا ربّكم إنه كان غفّارا    حالة الطقس هذه الليلة    ديوان الافتاء يعلن نصاب زكاة الزيتون والتمر وسائر الثمار    عاجل : وفاة المحامي كريم الخزرنادجي داخل المحكمة بعد انتهاء الترافع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة تونس الخضراء: نور وماء فنماء ؟
نشر في المصدر يوم 29 - 05 - 2012

كل خبراء البيئة يجمعون أن تونس ذات مناخ جاف يتهددها الجفاف.وهذا الوضع يزداد تفاقما بالنظر إلى التغيرات المناخية . وبالرجوع إلى الأرقام المتداولة في هذا الشأن فان المتوفر من الماء - من مصادر متجددة - للمواطن لا يتجاوز 500 متر مكعب للفرد في السنة بينما المفترض أن لا يقل هذا الرقم عن 2000 م3 وذلك كحد أدنى لتغطية متطلبات العيش الكريم حسبما حد د ته منظمة الاغذية و الزراعة التابعة للأمم المتحدة

يتبين من ذلك أن فلاحتنا تحتاج – لتغطية حاجياتنا سنويا - إلى ضخ و إضافة ما لا يقل عن 18 مليار م 3 من الماء العذب من مصادر غير معهودة . وكان وزير الفلاحة تحدث ,عندما بلغ مخزون السدود ملياران ,اثر أمطار الشتاء , عن
أن ذلك يكفي لتغطية حاجيات ثلاث مواسم فلاحيه
و بالرجوع إلى إنتاجية حقولنا للحبوب في الهكتار مثلا , نجدها لا تتعدى معدل الطن والنصف بينما تناهز في ألمانيا =5 أطنان و فرنسا=10 أطنان. لو عممنا الري التكميلي لبلغنا 3 أطنان -كحد أدنى-في الهكتار مما يوفر علينا ما يورد من حبوب وأعلاف. والأمر كذلك بالنسبة للزيتون حيث لا تفوق إنتاجية الشجرة 3 كغ من الزيت سنويا ويمكن مضاعفة ذلك إلى 6 كغ مما يوفر علينا ما نورده من الزيوت النباتية...كما يمكننا تنمية زراعة اللفت السكري لتغطية حاجتنا في
هذا المجال

هذا بالإضافة الى ندرة مياه الشرب وجودتها - أليوم - في بعض مناطق من الجمهورية كما الشأن بجنوب البلاد والواحات .

إذا كيف يمكن لنا توفير هذا الكم الهائل من الماء الحيوي للبلاد والعباد ؟ هل ما توصل له العلم في مجال استعمال الطاقة الشمسية يمكن توظيفه للغرض ؟ مع العلم ان ما تبثه الشمس من طاقة في الصحاري في 6 ساعات يكفي لتوفير ما تستهلكه منها الانسانية في سنه! هل يمكن تحويل ثورة الكرامة الى ثورة خضراء تصالحنا مع محيطنا وبيئتنا وتجعل تونسنا خضراء كما عرفها قاصدوها ألقدامى ؟ هل يمكننا انعاش مطمور روما وتحويله الى مطمور تونس؟

من ناحية اخرى نعلم ايضا ان جيراننا شمال المتوسط يحتاجون - اليوم وأكثر من اى وقت مضي - الى الطاقة وذلك بقدر حاجتنا الى الماء! كما ان الاعتماد على الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء أصبح ذا مخاطر واضحة وجلية سواء على البيئة أو على أمان السكان.وأيضا الاعتماد على مصادر الطاقة الاحفورية فى افول علاوة على اثارها على الانحباس الحراري المشؤوم! ونعلم , على سبيل ألذكر أن ألمانيا جمدت استثماراتها في مجال الطاقة النووية وصارت رائدة في البحث العلميي في مجال الطاقة المتجددة وخاصة الشمسية منها.

يتبين إذا أن هناك فرص للتعاون على قدم المساواة - في هذا العالم ألقرية - وهذا يبدو جليا من حرص مسئولي هذه المنطقة وتوافدهم علينا وتركيزهم على الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية الواعدة والمتوفرة لدينا وذلك لتغطية حاجاتهم من الكهرباء . وكانت آخر زيارة من هذا القبيل يوم 26 مارس الماضي حيث استقبل رئيس الجمهورية في هذا الصدد وفدا عن مؤسسة " تُنور " الخاصة , يقوده سفير بريطانيا العظمى لأجل إقامة مشروع لتوليد الكهربا ء للتصدير إلى أوروبا بتقنية تركيز الأشعة الشمسية وباعتماد الدائرة المغلقة حيث يتم تبريد مولد الكهرباء اصطناعيا ( بدون اللجوء إلى ماء البحر) مما يمكن انتصابه بعمق الصحراء التونسية : البرمة . قصر غيلان ... . وسيوفر هذا المشروع ما يلزم من الكهرباء لسبع مائة ألف عائلة أوروبية

أما لبلوغ ما نصبو إليه من توفير الماء المحلى فعلينا ان نسعى لزواج ذلك الهدف بغاية طالب الكهرباء:وذلك بالاعتماد على تبريد البخار الصادر عن مولدات الكهرباء بمياه البحر وتوظيف ذلك لتحلية نصيب منه عرضا. وهذا تقنيا متوفر وممكن كما الحال بجبل علي بالإمارات العربية المتحدة.

فعلى سبيل المثال في محطة توليد قائمة على كيلومتر مربع من المرآة العاكسة لتركيز أشعة الشمس نحو قلب المحطة يمكن من إنتاج 250 مليون كيلو وات/ساعة/سنة مع 60 مليون م 3 من الماء العذب الصالح للشراب أي ما يعادل ربع ما توفره الشركة الوطنية لتوزيع المياه ,سنويا , إلى الأسر المرتبطة . مع العلم أن هذه التقنية لم تركز على تحلية المياه بل على إنتاج الكهرباء مما يجعلها قابلة للتطوير لتحقيق هدفنا المنشود وهذا لبس بعزيز على مؤسسات بحث جامعاتنا في وقت لاحق

يمكن أن نلاحظ هنا أن التقنية التي يقوم عليها المشروع الأنف الذكر "تنور" ( تونس نور) – إن كتب له أن يرى ألنور - يكرس مقولة : "نضوي كان على ألبرانى " حيث المستفيد من النور هي الضفة الشمالية للمتوسط
وكان من المفروض أن مثل هذه المقولات عهدها واللي وفات وجرفته أم الثورات. حيث ان اعتماد التقنية الثانية التي تحمل في طياتها إنتاج 60 مليون م3 من الماء محلى من مياه البحر , كافية لتغطية حاجة سبعة مائة ألف عائلة تونسية أي ما يناهز ربع سكان الجمهورية المتواجدين بالجنوب ! ونكون كرسنا اعتماد مبدءا "الربح المتكافئ للجانبيين " وهو ما يليق بديمقراطيتنا الناشئة فى تعاملها مع مثيلاتها الاوروبية العريقة .

يبدو أن 60 مليون م3 بالقياس إلى 18 مليار م3 المنشودة شيء زهيد - 3.5 في الألف من الحاجيات - ولكن أول الغيث قطر

من الواضح إذا أن أمامنا فتحة تاريخية - متسلحين بأهداف الثورة وطموحات شبابنا في الشغل والكرامة - للتعاون مع أصدقائنا - الند للند - في مجال الطاقات المتجددة والنظيفة الصديقة للبيئة لتوفير حاجاتنا من المياه والطاقة الكهربائية مقابل تزويدهم بالكهرباء وذلك على سبيل المقايضة : لتر ماء مقابل وات كهرباء وما زاد على 18 مليار م3 يكون بالتناصف وتكون مساهمة تونس في توفير مكان الانتصاب لاستغلال بحرنا و شمسنا بدون استثمار أي دينار كما الشأن في التعامل مع الشركات العاملة في مجال التنقيب عن النفط

إن نجحنا في هذا المسار ووضعنا برنامجا جليا للغرض نكون قد حولنا التدافع الثوري إلى عمق إستراتيجي يجعل فعلا من تونس الخضراء نور وماء تنمى نماء يوفر خيرا ورخاء لأبنائها و تصبح مروجنا برشاء كثيرة النبات مختلف الألوان الى تخوم " برج ألخضراء " ونوقف بذلك زحف الصحراء بحلول الخمسينات من هذا القرن ونكون أيضا قد غيرنا الخارطة الجغراسياسية للمتوسط ؛ كل ذلك صار ممكنا بفضل ثورتنا المجيدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.