أكدت كل من قطر والإمارات العربية المتحدة والكويت الاستعداد لمساندة البرنامج الاقتصادي والاجتماعي لتونس الذي عرضته على مجموعة الثماني مؤخرا مبرزين ثقة المستثمرين الخليجيين في الحكومة الانتقالية في تونس وفي اقتصادها وفي كفاءة اطارتها البشرية التي تحظى بكل احترام في هذه البلدان . ذلك ما صرح به المكلف بالاتصال لدى الوزير الأول معز السيناوي على اثر الزيارة التي قام بها الوزير الأول في الحكومة الانتقالية الباجي قائد السبسي في بداية الأسبوع الجاري إلى كل من قطر والإمارات العربية والكويت والتي مثلت احد محاور اللقاء الإعلامي المنعقد ظهر الخميس لخلية الاتصال بالوزارة الأولى . وأشار معز السيناوي في هذا الصدد الى الطابع السياسي لزيارة الوزير الأول لهذه البلدان الخليجية نافيا عنها أية صبغة"استجدائية" أو "طلب العون المالي " سواء من قطر أو الإمارات العربية المتحدة أو الكويت . وأوضح، أن زيارة الوزير الأول لهذه الدول الخليجية الثلاث تأتي ك "رد تحية لهذه البلدان على مباركتها للثورة التونسية وتفهما لمنطلقاتها" على عكس بلدان أخرى بالمنطقة . وتطرق نفس المصدر إلى ما "ميز العلاقات الديبلوماسية التونسية الخليجية من فتور" خلال العقدين الماضيين على عكس علاقاتها مع البلدان الغربية آملا في أن تساهم زيارة الوزير الأول في تنشيط تلك العلاقات وفي إعادة الاستثمارات الخليجية إلى البلاد لا سيما في ظل رغبة أصحاب المال القطريين والإماراتيين والكويتيين في القدوم إلى تونس . وشدد على ما اتسمت به المباحثات بين الوزير الأول ونظرائه بالبلدان الخليجية الثلاث من صراحة واستشراف لمستقبل العلاقات الثنائية وعزم على الارتقاء بها إلى أفضل المراتب حيث وصف العلاقات التونسية القطرية ب "المتناغمة كثيرا" والعلاقات التونسيةالإماراتية ب "عودة الثقة إليها" والعلاقات التونسية الكويتية ب "دفع جديد للعلاقات الثنائية ". وعن أسباب مرافقة وزير الدفاع الوطني للوزير الأول في زيارته الخليجية وما طرحته من أسئلة لدى الشارع التونسي أوضح معز السيناوي أن الأمر يعود لتوقيع تونس مؤخرا على اتفاقية تعاون عسكري مع دولة الإمارات العربية المتحدة وعزمها على تدعيم اتفاقية تعاون مماثلة التي تجمع تونس بدولة الكويت . وبخصوص عدم زيارة الباجي قائد السبسي إلى السعودية خلال جولته الخليجية أفاد معز السيناوي بأن الأمر "يعود لعدم تفهم هذا البلد الشقيق لأسباب ثورة الحرية والكرامة وعدم تجاوبه مع مطالب الشعب التونسي في التغيير" مضيفا أنه "متى عبرت السعودية عن تجاوبها مع منطلقات الثورة التونسية وابدت تفهما لها "ستكون محطة جديدة لزيارة الوزير الأول". وشدد في هذا الشأن أن "السعودية تبقى بلدا شقيقا ".