شهدت تونس على مدى الأيام الماضية، تحركات في أوساط الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، على خلفية الاعتداء الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، وما انجر عنه من قتل للأطفال والنساء والرضع والشيوخ، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية فيما يشبه حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني.. وبادر عدد من الحقوقيين والشخصيات السياسية، إلى تشكيل "لجنة لدعم ومساندة ونصرة الشعب الفلسطيني"، دعت في بيان لها تلقت "الشرق" نسخة منه، إلى مقاطعة البضائع الصهيونية والأمريكية بكل الأشكال المتاحة، ومراسلة مختلف هياكل المنتظم الأممي، في مقدمتهم الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن والجمعية العامة، والاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي ومحكمة العدل الدولية ومحكمة جرائم الحرب، إلى جانب جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الإفريقي ودول جنوب شرق آسيا ورابطة دول جنوب أمريكا.. وناشدت اللجنة، جميع الفعاليات في الوطن العربي، العمل على فضح هذه المجازر والتنديد بها إعلاميا من أجل كسر جدران التعتيم واستئصال حالة العزلة التي تعيشها الأمة، مطالبين بمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة ومن يقف وراءهم.. وتعاقبت بيانات الأحزاب السياسية التونسية، التي عقد بعضها اجتماعات طارئة لدراسة الوضع في غزة.. إدانة واسعة للصمت العربي وأعرب الحزب الديمقراطي التقدمي (وسط اليسار)، عن استنكاره لما وصفها ب "المجازر الصهيونية المخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية"، وأدان الحزب بشدة، صمت المجتمع الدولي عن عربدة إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب موقف الحكام العرب، معتبرا هذا الصمت "من باب الاستقواء بالصهيونية لمواصلة ممارسة الدكتاتورية وانتهاك حقوق الإنسان في بلدانهم"، على حدّ تعبير بيان الحزب الذي أصدره بهذه المناسبة.. وناشد حزب الخضر للتقدّم من جهته، كلّ القوى المحبّة للسلام والمدافعة عن حقوق الإنسان، بالتحرّك العاجل وبكلّ الوسائل المتاحة، من أجل الإيقاف الفوري لهذا العدوان الغاشم على قطاع غزة.. وقال المنجي الخماسي، الأمين العام للحزب في تصريح ل "الشرق"، ان العدوان المتواصل على غزّة، "يُنذر في حال استمراره بتطوّرات خطيرة، ستنعكس على كامل المنطقة، ويُهدّد بصفة جدّية باندلاع صراعات وحروب جديدة"، حسب قوله.. وأعرب الأمين العام عن أسف حزبه "لحالة الصمت العربي والدولي حيال الجرائم المعادية للإنسانيّة والمُخالفة لكلّ الأعراف والمواثيق الدوليّة الّتي تستهدف الشعب الفلسطيني في عقر داره.. ودعا جامعة الدول العربيّة إلى التحرّك السريع والجاد، من أجل ضمان انعقاد قمّة دمشق في موعدها المحدّد، وجعلها قمّة التضامن العربي الشامل مع القضيّة الفلسطينيّة وقمّة القرارات والتحرّكات العمليّة والفاعلة من أجل الضغط على المنتظم الأممي والقوى الكبرى في العالم لإقرار السلام الشامل والنهائي في المنطقة بما يقتضيه ذلك من مسؤوليّة تاريخيّة جسيمة.. جرائم من ناحيتها، أدانت حركة النهضة التونسية (المحظورة)، بشدة جرائم الحرب البشعة التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة، ودعا بيان وقعه زعيمها، الشيخ راشد الغنوشي، جميع الفصائل الفلسطينية لتوحيد الصف وتنسيق المواقف وتجاوز الانقسام داخل الساحة الفلسطينية، بغاية مواجهة العدوان الصهيوني وإحباط كل مخططاته الإجرامية.. وأعلنت الحركة تأييدها لدعوة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي، جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لدعم ومساندة الفلسطينيين في غزة.. وعبرت حركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقا)، عن سخطها وتنديدها بالمجازر المتكررة التي تشهدها غزة يومياً في ظل ما اعتبرته "تواطؤاً واضحاً من الولاياتالمتحدةالأمريكية وعديد الدول الأخرى، خاصة في أوروبا"، منتقدة ما وصفته ب "السكوت الرسمي العربي المشين".. واعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي (قومي عروبي)، صمت الأنظمة العربية على هذه الجرائم، إخلال بالواجب القومي وتشجيع للعدو على الاستمرار في جرائمه".. ودعا الوحدويون الحكومات العربية، لاسيما منها ما يعرف بدول الطوق، " إلى تحمل مسؤولياتها، والتحرك الفوري لحماية شعبنا من حرب الإبادة الممنهجة التي تقودها دولة العصابات الصهيونية"، على حدّ قول البيان.. كما دعوا إلى الدول العربية المطبّعة مع إسرائيل، إلى مراجعة موقفها ووضع حد لهذه العلاقة التي تجسّر للعدو الصهيوني عدوانه.. حرب قادمة وانتقدت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، الدعم الأمريكي اللامشروط لإسرائيل، إلى جانب الصمت الدولي وضعف صوت المجتمع المدني وعدم قدرته على إرغام الحكومات لاتخاذ قرارات أكثر جرأة في مواجهة العدوان . وحذّرت المنظمة الحقوقية، من تصريحات نائب وزير الدفاع الإسرائيلي الذي هدد بتنفيذ محرقة ضد الفلسطينيين.. وقال بيان للرابطة، " إن هذا لا يمثل تهديدا بارتكاب جرائم فحسب، بل إنه تذكير بجرائم حرب طالما أدانها المنتظم الدولي وحاكم القائمين عليها"، داعية إلى عدم تكرار هذه التصريحات باعتبارها تشكل تعدياً على الإنسانية وانتهاكاً لحقوق الأفراد والمجموعات.. وكانت الحكومة التونسية، دعت المجتمع الدولي إلى التحرك السريع والناجع لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني بعد اعتداءات خلفت أكثر من مائة قتيل. وعبرت تونس في بيان أصدرته وزارة الخارجية التونسية عن "انشغالها العميق إزاء هذا التصعيد الخطير وما يشكله من انتهاك لأبسط حقوق الإنسان."