انتقد الحزب الاشتراكي الفرنسي ومنظمة مراسلون بلا حدود الثلاثاء تصريحات الرئيس نيكولا ساركوزي بشأن حقوق الإنسان في تونس التي قال فيها إن "فضاء الحريات يزيد اتساعا" في البلاد. فقد قال غازي حمادي السكرتير الوطني في الحزب الاشتراكي إن تصريحات ساركوزي توحي بنفاق فاضح، موضحا أن تلك التصريحات غير المقبولة أدت به إلى إضفاء الشرعية على سياسة القمع التي يمارسها النظام التونسي، حسب تعبيره. وأضاف حمادي في بيان أن ساركوزي أرسل عبر تصريحاته رسالة لها انعكاسات خطيرة جدا ودراماتيكية على كل الذين يناضلون في تونس من أجل حقوق الإنسان واحترام دولة القانون. ودعا البيان كافة السياسيين في فرنسا والمدافعين عن حقوق الإنسان والديموقراطية إلى رفع أصواتهم في الملف التونسي. وأضاف حمادي أنه لا يمكن لفرنسا أن تعلن صدمتها من انتهاك حقوق الإنسان عندما يجري ذلك على بعد آلاف الكيلومترات من حدودنا مثل ما هو الحال في التيبت، وفي الوقت نفسه تجامل الطغاة مثل هؤلاء الموجودين في الضفة الأخرى من المتوسط، على حد قوله. "طعنة في ظهر الناشطين التونسيين" من جانبها اعتبرت منظمة مراسلون بلا حدود الثلاثاء في بيان أن تصريحات ساركوزي حول الحريات في تونس غير مقبولة. وقالت المنظمة إن حرية التعبير ما زالت سرابا في تونس والصحف شغلها الشاغل هو الإشادة بحصيلة الرئيس زين العابدين بن علي في حين يتعرض الصحافيون المستقلون وعائلاتهم لمضايقات متواصلة. واعتبرت مراسلون بلا حدود أن تصريح الرئيس "طعنة في ظهر الناشطين التونسيين الذين كانوا يتوقعون الكثير من زيارة الرئيس الفرنسي". وذكرت المنظمة أنه خلال زيارة رئاسية سابقة إلى تونس عام 2007 أعرب قصر الاليزيه عن ارتياحه للتطرق لوضع المعتقل السياسي محمد عبو الذي أفرج عنه بعد بضعة أيام، لكن الرئيس الفرنسي "يرافقه عشرات من رجال الأعمال غير اليوم بشكل جذري المقاربة وشكر الرئيس بن علي، في حين لم يلاحظ أي تحسن في مجال حقوق الإنسان". تنديد باتفاق الهجرة بين فرنساوتونس من جهة أخرى، ندد رئيس الجبهة الوطنية جان ماري لوبن اليميني المتطرف الثلاثاء بالاتفاق الذي وقعته فرنسا مع تونس خلال زيارة الرئيس الفرنسي حول الهجرة. وقال إن ساركوزي وقع مع الحكومة التونسية اتفاق هجرة منتقاة على النموذج الذي وقعه في السنغال في فبراير/شباط الماضي. وأضاف لوبن في بيان انه "كلما تم إبرام مثل هذا الاتفاق وسيكون هناك اتفاقات أخرى، سيتولى الوظائف الفرنسية أجانب لا يكترثون كثيرا بمستوى الرواتب وظروف العمل". ومن شأن الاتفاق المبرم الاثنين أن يفتح أسواق العمل الفرنسية للتونسيين الذين يتمتعون بكفاءات من أعلى مستوى أو بمهن تفتقر في فرنسا لما يكفي من اليد العاملة.