اعترف 14 شخصا بتورطهم والمشاركة في خطف وقتل محام وزوجته في مدينة مكناس، بشرق المغرب، والتشويه بجثتيهما وتحويل لحمهما الي كفتة . واثار اختطاف المحامي ابراهيم حسيتو وزوجته ماريا بناني منتصف شباط/فبراير الماضي ثم العثور علي جثتيهما ممزقة في اكياس بلاستيكية في مدينة تمارة التي تبعد 150 كلم عن مكناس قلقا في مختلف الاوساط المغربية نظرا لبشاعة الجريمة التي اكدت التحقيقات ان كل المشاركين بها كانت لهم مصلحة مالية. وأوضح مصدر أمني أن الأمر يتعلق بجريمة تكوين عصابة اجرامية والقتل العمد مع سبق الاصرار والترصد وتشويه جثة والتمثيل بها واخفاء معالم الجريمة والسرقة الموصوفة والوساطة في البغاء والخيانة الزوجية واخفاء أشياء محصلة من جناية المشاركة. وأضاف المصدر ذاته أنه منذ علمها باختفاء الزوجين ابراهيم حسيتو وزوجته ماريا بناني تجندت كل الاجهزة الأمنية بمدينة مكناس بتنسيق مع نظيرتها بالرباط من أجل الكشف عن خيوط وملابسات هذه الجريمة مما أسفر عن اعتقال أحد المتهمين بالرباط الذي قاد التحقيق معه الي الكشف عن الجناة. وتم اعتقال الاخوة الثلاثة البوعامي الذين يمتهنون حرفة الجزارة وبيع اللحم المفروم بحي النجارين (المدينة العتيقة) بمكناس والذين اعترفوا بجريمتهم ودلوا المحققين علي كيفية ارتكابهم لها ومكان تخلصهم من أشلاء الضحيتين. وفر أحد المتورطين الي اسبانيا فيما تم اعتقال زوجته التي وجهت لها، علاوة علي صلتها بجريمة القتل، تهمة الخيانة الزوجية واعتقال نساء بتهمة شراء حلي ومجوهرات المغدورة. واعيد تمثيل الجريمة الثلاثاء الماضي بموقع ارتكابها حيث تبين أنه تم الهجوم علي مسكن الضحيتين وقتلهما ذبحا قبل التمثيل بجثتيهما ونقل أشلائهما الي وادي الشراط علي مقربة من مدينة تمارة. وقالت مصادر بالتحقيق قتلوها وقطعوها وهي حامل بشهور . وجاء في تقرير لصحيفة الاحداث المغربية حول هذه الجريمة انه تم اعتقال 16 متهما علي ذمتها، من بينهم الاخوة عبد الجبار، محمد وعبد الكريم ورثة الحاج محمد البوعامي الكفايتي وشريكهم الرابع الذي يعمل بالحماية المدنية، بالاضافة الي مليكة التايب زوجة المتهم الخامس. وذكر المتهمون أنهم تربصوا بالضحية وزوجته في نفس الليلة، واختبأوا أسفل درج بيته ليفاجئوه وهو يقفل الباب، فانهالوا عليه وزوجته بآلات حادة مستعينين بمذياع رفعوا صوته قبل أن يبدأوا في الطرق علي الجدران حتي لا يسمع أحد صراخ الضحيتين. بعد ذلك تم نقلهما الي المحل الذي يهيئون فيه الوجبات التي يقدمونها عادة لزبنائهم، قبل أن يقوموا بسلخ جلد الضحيتين ولحمهما عن العظام، حيث قاموا بطحن الجلد واللحم في آلة يستعملونها في طحن اللحم المفروم لتهيئة الكفتة. ثم عمدوا الي قطع العظام الي أجزاء صغيرة وضعوها في أكياس بلاستيكية. في حين قام الحارس الليلي بتمويه رجال الأمن حين أكد لهم أن الضحيتين تركا المنزل وهما يحملان حقائب وأصر علي أنهما قد سافرا الي تونس، كما تم اعتقال أحد الخراطين الذي أخفي آلة الطحن لديه، وشاركت خمس نساء في الجريمة، كلهن من مدينة الرباط من بينهن زوجة ضابط شرطة، وهي شقيقة زوجة عزيز. هذه الأخيرة أخذت مسروقات الضحيتين من ذهب وحلي من عند شقيقتها وكلفت ثلاث نساء ببيعها في أسواق المدينة، كما عملت علي اخفاء أختها بعد انطلاق الشرطة في البحث عنها. وشاركت عناصر أخري في الجريمة بتنظيف آلة الطحن والسكاكين ومكان الجريمة. وحسب اعترافات المتهمين، فان رجل اطفاء يدعي بدر الرحالي قام رفقة عزيز عقد بنقل الأكياس، بعد أن وضعها داخل حقائب، الي بيت عزيز بحي يعقوب المنصور بالرباط، ليتخلصوا منها برميها تحت قنطرة وادي شراط بتمارة. وقد كانت تربط عزيز عقد علاقة صداقة متينة بأحد الأشقاء وهو عبد الجبار البوعامي، حيث ان الأول والذي يعمل باسبانيا كان ينظم له أجواء للسهر وشرب الخمر في بيته، بل أكثر من ذلك كان يطلب من زوجته مليكة، التي كانت تربطها بعبد الجبار علاقة عاطفية، ألا تخبر هذا الأخير بأنها زوجة عزيز حتي يتسني لهما الاختلاء مع بعضهما. وحسب اعترافات مليكة فان زوجها والاطفائي قاما بحمل الأكياس التي تحتوي علي عظام الضحيتين الي بيتها، بالاضافة الي حلي الزوجة وملابسهما وكذا مبلغ مائتي وأربعين ألف درهم وهاتف نقال خاص بالمحامي الضحية. وذكر بعض أقرباء المحامي الضحية ومعارفه أن امرأة ورجلا كانا يجيبانها كلما اتصلوا بالضحية مدعين أنهما مسافران برفقته وزوجته. وبعد الشكاوي التي تقدم بها أقرباء الضحية تم وضع هاتفه النقال الذي كان بحوزة مليكة زوجة عزيز تحت المراقبة. وقد كان الاتصال الذي أجرته مليكة من نفس الهاتف مع احدي المولدات قصد مساعدتها علي نزع خيط الجرح الناتج عن خضوعها لعملية ولادة قيصرية هو الذي قاد رجال الأمن لمعرفة مكان وجودها. وقد أنكرت في البداية وجودها في الرباط، مدعية أنها توجد في مدينة وجدة، وكانت هذه محاولة منها للتمويه علي رجال الأمن، لتنتهي بذلك فصول اختفاء المحامي ابراهيم حسيتو وزوجته.