وجه الرئيس الباكستاني آصف علي زرداي كلمة عبر التلفزيون إلى الشعب الباكستاني عقب التفجير الانتحاري في وسط العاصمة إسلام آباد الذي أسفر عن مقتل 40 وجرح 250 على الأقل. ووعد زرداري في كلمته بالقضاء على ما وصفه بسرطان الإرهاب داعيا " القوى الديمقراطية في باكستان " إلى التكاتف لهزيمة الإرهاب. ولم يتهم زرداري أي جهة بتدبير الذي استهدف بشاحنة مفخخة فندق الماريوت. وأضاف " أريد أن أقول لشعبي إنني قادر على الإحساس بألمه لقد مررت بهذا الألم، في حزب الشعب الباكستاني دفنا الكثير من أصدقائنا وأنا شخصيا دفنت في أسرتي بينظير بوتو" وطلب زرداري من الباكستانيين" تحويل هذا الألم إلى قوة" وأضاف " إنه نذير شؤم في بلادنا إنه سرطان سنقضي عليه . لن نخاف من هؤلاء الجبناء. لن نرضخ لهذه الأعمال الجبانة باكستان امة شجاعة لاتتردد". وكان زرداي قد ألقى في وقت سابق أول خطاب له أمام البرلمان اكد فيه أن بلاده لن تسمح بأن تكون اراضيها مسرحا للارهابيين او القوات الاجنبية التي تحاربهم. وأفادت الأنباء بأن الجزء الأمامي من الفندق الواقع في وسط إسلام آباد قد دمر تماما، وقال مالك الفندق إن سائق شاحنة النفايات فجرها لدى توقيف السيارة عند المدخل الرئيسي للقيام بالتفتيش الأمني. واعقب الانفجار حريق هائل ساهم في استمرار اشتعاله انفجار انابيب الغاز ، وتناثرت جثث وأشلاء القتلى والمصابين واجزاء السيارات المحترقة في ساحة الفندق. أما أكثر المناطق تضررا فكانت المطعم الرئيسي الذي كان مكتظا بالزبائن المسلمين الصائمين الذين كانوا يستعدون لتناول طعام الإفطار إضافة إلى السائحين الأجانب الذين كانوا يعتبرون الماريوت من أكثر المناطق امنا في إسلام آباد. وقالت أنباء إن مئتي شخص على الأقل كانوا في المطعم وقت وقوع ، كما ذكر مراسل لبي بي سي أن فرق الإنقاذ واجهت صعوبة في الوصول إلى الدور العلوي لإنقاذ عشرات المحاصرين. كما حذر مسؤول امني باكستاني من احتمال انهيار الفندق بسبب تصدعه نتيجة قوة الانفجار الذي ترك حفرة كبيرة بعمق عشرة امتار امام الفندق. وقد ذكرت مصادر طبية وأمنية ان بين القتلى مواطنا امريكيا، كما أعلن السفير السعودي في اسلام آباد ان ما بين اربعة الى ستة سعوديين ما زالو في عداد المفقودين مشيرا الى ان 16 سعوديا كانوا من نزلاء الفندق. إدانة دولية وقوبل إدانة دولية واسعة النطاق، وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جوردون جوندرو إن يذكر الجميع بما أسماه بخطر التطرف الذي واجهه العالم. واَضاف أن بوش يقدم تعازيه لعائلات الضحايا وأن واشنطن "تقف الى جانب الحكومة الباكستانية المنتخبة بشكل ديمقراطي في مواجهة هذا التحدي". وحذت بريطانيا حذو واشنطن وادانت على لسان وزير خارجيتها ديفيد مليباند الذي وصف بالعمل "الارهابي الوحشي" واعرب عن وقوف بلاده الى جانب اسلام آباد في حربها ضد "العنف والتطرف". وجاء بعد ان تصاعد التوتر خلال الأسابيع الماضية في منطقة الحدود الباكستانية الأفغانية حيث نفذ الجيش الباكستاني عمليات ضد المسلحين الموالين لتنظيم القاعدة وحركة طالبان الأفغانية. كما أن القوات الامريكية كثفت هجماتها مؤخرا ضد حركة طالبان في منطقة القبائل الباكستانية المضطربة، مما اسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف المدنيين. وقد أعربت باكستان عن انزعاجها الشديد بشأن الغارات الامريكية التي تستهدف المسلحين على اراضيها. ويخوض الجيش الباكستاني مواجهات مع المسلحين في منطقة باجور القبلية شمال غربي البلاد منذ عدة اسابيع وقد اسفرت هذه المواجهات عن مقتل اكثر من 700 شخص ونزوح 260 الفا من المدنيين.