قال مسؤولون في مجلس ادارة صندوق النقد الدولي الاثنين ان وزير مالية من اقتصاد صاعد سيرأس لأول مرة لجنة توجيه السياسة في الصندوق فيما يمثل تحولا تاريخيا بعد سنوات من السيطرة الاوروبية. وسيخلف وزير المالية المصري يوسف بطرس غالي وزير المالية الايطالي السابق توماسو بادوا شيوبا كرئيس للجنة المالية والنقدية الدولية في الصندوق المؤلفة من 24 عضوا. ودائما ما كان منصب رئيس اللجنة يذهب لدولة اوروبية ما عدا فترة قصيرة ذهب فيها الى كندا في الثمانينات. وأبلغ مسؤولون بمجلس الادارة ان يوسف بطرس غالي تغلب على وزير المالية الهندي بالانيابان تشيدامبارام بأغلبية 12 صوتا مقابل عشرة اصوات في تصويت متقارب. وامتنعت دولتان عن التصويت. ويمثل هذا الاجراء خطوة كبيرة في فتح المستويات العليا لمناصب صنع السياسة في صندوق النقد الدولي امام الاقتصادات الناشئة التي تسعى منذ وقت طويل لدور اكبر في المؤسسة المالية العالمية ليعكس صعودهم في الاقتصاد العالمي. ويأتي انتخاب بطرس غالي قبل اسبوع من تجمع وزراء المالية من دول العالم في واشنطن في اجتماعات نصف سنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين حيث ستركز اللجنة المالية والنقدية الدولية على التطورات الاقتصادية العالمية ومنها رد الفعل العالمي على اسوأ الازمات المالية في الاقتصادات المتقدمة منذ الثلاثينات من القرن الماضي. واكدت الازمة الحاجة للاستقرار والنمو في الاقتصادات الصاعدة التي تواجه خطر التأثر بالازمة الائتمانية المتفاقمة. والموقع الجغرافي لمصر يجعلها لاعبا اساسيا ليس فقط في افريقيا وانما ايضا في الشرق الاوسط حيث كدست دول كبيرة منتجة للنفط مدخرات هائلة. وتجتمع اللجنة المالية والنقدية الدولية مرتين سنويا لبحث اتجاه صندوق النقد الدولي وتوجيه النصح لمجلس محافظيه الذي يتألف من وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية من الدول الاعضاء في الصندوق والبالغ عددهم 185 دولة. ويوسف بطرس غالي ابن شقيق الامين العام السابق للامم المتحدة بطرس بطرس غالي ويتحدث العربية والانجليزية والفرنسية والاسبانية والايطالية بطلاقة. وعمل في صندوق النقط الدولي اثناء ازمة ديون المكسيك قبل استقالته في 1986. وبعدما عمل كمستشار اقتصادي لوزير المالية المصري في وقت لاحق اصبح شخصية بارزة في مفاوضات ترتيب دعم لمصر مع صندوق النقد الدولي عام 1987 واتفاقيات اعادة هيكلة الديون عام 1991 مع نادي باريس للدول الدائنة. وقال دومنيكو لومباردي رئيس معهد اوكسفورد للسياسة الاقتصادية وعضو مجلس ادارة صندوق النقد الدولي سابقا "حقيقة الخروج على المألوف مسألة ذات مغزى لأن... التطورات الحالية في الاقتصاد العالمي تظهر لنا اهمية التعاون الدولي". واضاف لومباردي وهو ايضا باحث كبير في معهد بروكينغز في واشنطن "لا يمكنك ان تحقق تعاونا دوليا اذا تولت بضع دول المسؤولية عنه. اذا اردت تعاونا فعالا فانك تحتاج لوجود كل اللاعبين الاساسيين على المائدة".
