أخبار تونس – تنطلق اليوم في اسطنبول الاجتماعات المغلقة للجلسات العامة لصندوق النقد الدولي والبنك العالمي، وقد تم تعيين تونس لنيابة رئاسة هذه الجلسات. وتضم الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي محافظي البنوك المركزية، ووزراء المالية والتنمية. وكبار المسؤولين من القطاع الخاص، وأكاديميين لمناقشة القضايا موضع الاهتمام العالمي. وستركز اجتماعات هذا العام في اسطنبول على آفاق الاقتصاد العالمي، وجهود استئصال الفقر، والتنمية الاقتصادية، وفعالية المعونات. ويذكر أن الوفد التونسي الذي يترأسه السيد توفيق بكار محافظ البنك المركزي التونسي كان قد شارك في أنشطة مكثفة في الأشغال التحضيرية لهذه الجلسات، كما شارك السيد توفيق بكار في اجتماع اللجنة النقدية والمالية الدولية التي تتكون من المدير العام لصندوق النقد الدولي ووزراء ومحافظي البنوك المركزية بالبلدان المتقدمة والصاعدة. واهتمّ الاجتماع بالوضع الاقتصادي والمالي العالمي لسنة 2009 وآفاق سنة 2010 فضلا عن إصلاح الحوكمة بصندوق النقد الدولي. وتم التأكيد على دور البلدان الصاعدة وتشريكها بشكل أكبر في إصلاح الحوكمة بصندوق النقد الدولي. وبخصوص مؤشرات إصلاح الاقتصاد العالمي، تم الاتفاق على ضرورة توخي الحرص واليقظة ومواصلة برنامج إنعاش ومساندة الاقتصاديات ما لم يتم التأكد من العودة الفعلية لنسق النمو إلى جانب عدم التأخر في رفع إجراءات إنعاش الاقتصاد لتجنب تراكم مشاكل التداين والتضخم. وتتمثل المخاطر التي لا تزال تثقل كاهل النمو العالمي في البطالة التي يعيق تفاقمها دور الاستهلاك الخاص في مساندة الجهود العمومية لدعم النمو. وعلى هامش أشغال هذه اللجنة، اجتمع السيد توفيق بكار مع السيد مسعود أحمد مدير قسم الشرق الأوسط وبلدان آسيا الوسطى حيث تناول الطرفان مسألة التطور الاقتصادي والمالي في تونس خلال سنة 2009 والآفاق المنتظرة لسنة 2010. واستعرض محافظ البنك المركزي بالمناسبة محاور الإستراتيجية التي وضعتها تونس بإذن من رئيس الدولة لمزيد التحكم في تداعيات الأزمة العالمية على الاقتصاد التونسي. وبيّن السيد أحمد مسعود من جهته نجاعة المقاربة التونسية المعتمدة في مواجهة الأزمة مجددا مساندة الصندوق لبرنامج الإصلاحات التي بادرت تونس باتخاذها خاصة في المجال النقدي والمالي. كما كان للسيد توفيق بكار لقاءات مع السيد اوليفي بلونشار الخبير الاقتصادي بصندوق النقد الدولي وعدد من محافظي البنوك المركزية ولاسيما منهم السيد كريستيان نوايي محافظ البنك المركزي الفرنسي. وعبر السيد توفيق بكار خلال مشاركته في اجتماع المشرفين على الفرق في صندوق النقد الدولي والبنك العالمي الذي تنتمي إليه تونس عن الأمل في تعزيز حصص وحقوق تصويت البلدان الصاعدة ومزيد تشريكها في مسار اتخاذ القرار. ويذكر أن أول اجتماع لمجلسي المحافظين عٌقد في سفانا، بولاية جورجيا الأمريكية، في مارس 1946. أما أول اجتماعات سنوية فعُقدت في واشنطن في العام نفسه. وفي السنوات الأخيرة، فإن الاجتماعات السنوية تسبقها اجتماعات اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية ولجنة التنمية ومجموعة العشر ومجموعة الأربع والعشرين، والعديد من المجموعات الأخرى من الدول الأعضاء. وفي ختام تلك الاجتماعات، تقوم اللجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية ولجنة التنمية، فضلاً عن مختلف المجموعات الأخرى بإصدار بيانات. وتتضمن الاجتماعات السنوية يومين من الجلسات الموسعة، يناقش خلالهما المحافظون المسائل المتعلقة بأنشطة المؤسسات ، ويردون على استفسارات الوفود المشاركة من أجل عرض وجهات نظر بلدانهم بشأن القضايا الجارية في مجالي التمويل والاقتصاد الدولي. وينتج عن هذه الاجتماعات السنوية جملة من القرارات حول كيفية التعامل مع القضايا النقدية الدولية الراهنة. ويرأس الاجتماعات السنوية أحد محافظي البنك والصندوق، بينما يتم تناوب الرئاسة فيما بين الأعضاء كل عام. ويُنتخب أعضاء مجلسي المديرين التنفيذيين كل عامين. وفي كل عام يتم الترحيب بالأعضاء الجدد في البنك والصندوق.