دخلت القوات الاسرائيلية يوم الأحد أكثر مناطق قطاع غزة سكانا وقتلت 29 فلسطينيا على الاقل في اليوم السادس عشر لحملتها المدمرة التي قال رئيس الوزراء الاسرائيلي انها اقتربت من تحقيق أهدافها. وتصاعدت سحب كثيفة من الدخان الأسود فوق مدينة غزة مع تصاعد القتال في تحد للنداءات الدولية بوقف اطلاق النار. وقال مسؤولون طبيون ان نحو نصف القتلى الفلسطينيين الذين سقطوا يوم الاحد مدنيون. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت في اجتماع لمجلس الوزراء بالقدس "تقترب اسرائيل من تحقيق الأهداف التي حددتها لنفسها" دون أن يذكر إطارا زمنيا لانتهاء الحرب التي شنت بهدف معلن هو إنهاء الهجمات الصاروخية لحركة المقاومة الاسلامية (حماس). وأضاف "لكن الأمر ما زال يحتاج لصبر وعزيمة وجهد لتحقيق تلك الاهداف على نحو يغير الوضع الامني في الجنوب" مشيرا الى البلدات الاسرائيلية التي تعطلت فيها مظاهر الحياة الى حد بعيد بسبب الهجمات الصاروخية. وفي مرتفعات الجولان السورية المحتلة التي يسودها الهدوء عادة قال متحدث عسكري اسرائيلي ان أعيرة نارية أطلقت من سوريا على مهندسين من الجيش الاسرائيلي كانوا يعملون في سياج عند الخط الفاصل لكن لم يصب أحد ولم يعرف على الفور من المسؤول عن ذلك. ودخلت القوات والدبابات الاسرائيلية الاجزاء الشرقية والجنوبية من مدينة غزة تدعمها طائرات الهليكوبتر وواجهت نشطاء حماس الذين تصدوا لها بالصواريخ المضادة للدروع وقذائف المورتر. وعلى مشارف المدينة تفحص محمود أبو حصيرة أنقاض منزله في منطقة شهدت قبل ساعات اشتباكات بين الدبابات وقوات المشاة الاسرائيلية والمقاتلين الفلسطينيين. وتساءل "أين سننام نحن وأطفالنا؟.. في الشارع.. ما عاد عندنا أغطية ولا مواقد ولا طعام ولا ماء. كل شيء دمر." وقال مسؤولون طبيون في غزة ان 874 فلسطينيا كثير منهم مدنيون قتلوا منذ بدء الهجوم في 27 ديسمبر كانول الاول. وأصيب أكثر من ثلاثة الاف فلسطيني بجروح. وتقول اسرائيل ان عدد القتلى الاسرائيليين بلغ 13 هم ثلاثة مدنيين لاقوا حتفهم بسبب الصواريخ وعشرة جنود. وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان الحركة لن تنظر في أمر التهدئة الا بعد ان تنهي اسرائيلي هجومها الجوي والبحري والجوي وترفع الحصار عن قطاع غزة. وأجرى وفد من حماس محادثات في القاهرة بشأن خطة مصرية للهُدنة. ووصفت اسرائيل قرارا لمجلس الامن الدولي يدعو لوقف اطلاق النار بأنه غير قابل للتنفيذ. وهي تريد وقف الهجمات الصاروخية عبر الحدود وترتيبات لضمان ألا تتمكن حماس من اعادة تسليح نفسها من خلال انفاق التهريب تحت الحدود مع مصر. ومن المقرر أن يزور مسؤول بوزارة الدفاع الاسرائيلية مصر يوم الاثنين للدعوة لاتخاذ اجراءات أشد لمكافحة عمليات التهريب. وقال مسؤولون طبيون ان الاشتباكات الجديدة في الشوارع أسفرت عن مقتل عشرة مسلحين. وقتل ثلاثة نشطاء آخرين وأحد افراد قوة الشرطة التابعة لحماس في غارات جوية اسرائيلية. وذكر المسؤولون الطبيون أن القوات الاسرائيلية قتلت 15 مدنيا منهم أربعة من أسرة واحدة وأن القصف الاسرائيلي لقريتين جنوبي مدينة غزة أشعل النار في 15 منزلا. وقال الجيش الاسرائيلي انه هاجم مسجدا يستخدم في تخزين السلاح كما هاجم عشر مجموعات من المسلحين وثلاثة مواقع لاطلاق الصواريخ ومنزل أحد قادة حماس العسكريين. ورغم تراجع الهجمات الصاروخية الفلسطينية عبر الحدود فقد قالت الشرطة ان صاروخين سقطا يوم الاحد على مدينة بئر السبع على بعد 42 كيلومترا من الحدود كما سقطت أربعة صواريخ على الاقل على تجمعات سكانية أخرى. وسبب ذلك بعض الاضرار المادية لكنه لم يسقط قتلى أو جرحى. وعلى الحدود بين غزة ومصر قصفت الطائرات الاسرائيلية مواقع يشتبه أن بها أنفاقا. وقال شهود عيان ان الطائرات الاسرائيلية كانت تطير فوق الاراضي المصرية خلال طلعات القصف. ولم يدل متحدث عسكري اسرائيلي بتصريحات فورية بهذا الشأن. وقال المتحدث ان اسرائيل قدمت شكوى الى قوة مراقبة تابعة للامم المتحدة بشأن اطلاق النار في مرتفعات الجولان. واستولت اسرائيل على مرتفعات الجولان من سوريا في حرب 1967 وضمت المنطقة في وقت لاحق في إجراء لم يلق اعترافا دوليا. وفي واشنطن قال الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما في تصريحات مذاعة انه سيبدأ السعي لاقرار السلام في الشرق الاوسط فور توليه مهام منصبه مضيفا أن صراع غزة شدد عزمه على المشاركة في مساعي السلام مبكرا. وفي القدس قال أوفيد حزقيل أمين مجلس الوزراء الاسرائيلي ان قادة حماس يختبئون في مقار بعثات اجنبية ومستشفيات ومخابيء في غزة للافلات من القوات الاسرائيلية. ولم يحدد البعثات الاجنبية. ومن المتوقع أن يناقش مجلس الوزراء الاسرائيلي احتمال تنفيذ "مرحلة ثالثة" من الهجوم يقتحم فيها الجيش المناطق الحضرية في غزة وهي خطوة تنطوي على مخاطرة سياسية قبل شهر من الانتخابات العامة في اسرائيل. ولاقت العمليات الاسرائيلية ادانة من الصليب الاحمر ووكالات الاممالمتحدة وبعض الحكومات العربية والاوروبية. وناشدت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان والتي يقع مقرها في نيويورك اسرائيل وقف استخدام ذخائر الفوسفور الابيض في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية بقطاع غزة قائلة انها يمكن أن تسبب حروقا بالغة للاشخاص وأن تشعل النار في البنايات والحقول. وقالت المنظمة ان الفوسفور الابيض يستخدم لتكوين ساتر من الدخان على ما يبدو ووصفت هذا بأنه " استخدام مسموح به من حيث المبدأ وفقا للقانون الدولي". لكنها أشارت أيضا الى صور نشرتها وسائل الاعلام لمقذوفات تحتوي على الفوسفور الابيض وهي تنفجر في الجو قائلة انها يمكن أن تنشر مواد قابلة للاشتعال فوق منطقة يصل قطرها الى 250 مترا. وقالت اسرائيل انها لا تستخدم سوى الاسلحة التي يسمح بها القانون الدولي. (شارك في التغطيةادم انتوس واري رابينوفيتش وألين فيشر ايلان في القدس) من نضال المغربي