أعلنت السلطات الأسكتلندية فشلها في تحديد هوية جثتين يعتقد أنهما لمهاجرين غير شرعيين تونسيين قضيا اختناقا داخل سفينة شحن ألمانية تقوم برحلات بين إيطاليا وأسكتلندا مرورا بإسبانيا ومدينة صفاقسالتونسية. فقد قامت السلطات الأسكتلندية المختصة بإرسال بطاقة هوية عثر عليها مع الجثتين إلى السفارة التونسية في لندن والإنتربول الدولي بعدما أشارت الشرطة إلى اقتناعها بأن الرجلين يحملان الجنسية التونسية. من جانبها أكدت الحملة الدولية لحقوق الإنسان في تونس عزمها على مواصلة جهدها من أجل تحديد هوية التونسيين وإبلاغ عائلتهما ودعت السفارة التونسية في لندن إلى تحمل مسؤولياتها والتعامل الجاد مع هذه القضية لتحديد هوية الشخصين وإعادة رفاتهما إلى تونس. وحمل المنسق العام للحملة الدولية لحقوق الإنسان في تونس علي بن عرفة -في حديث للجزيرة نت- السفارة التونسية المسؤولية عن تهاونها في التعاطي الجدي مع الجهات الأمنية من أجل التعرف على هوية التونسيين وتساهلها في أمر دفنهما في مدينة غلاسكو. حقوق الإنسان كما حمل بن عرفة السلطات التونسية مسؤولية المخاطر التي يضطر -بحسب تعبيره- الشباب التونسي إلى مواجهتها في قوارب الموت بسبب السياسات الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا فشل الإجراءات الأمنية الموضوعة لمعالجة ظاهرة الهجرة غير الشرعية. وكانت السلطات المحلية في مدينة غلاسكو قد أجازت دفن الرجلين في الخامس والعشرين من الشهر الماضي حيث أقيمت صلاة الجنازة عليهما في المسجد المركزي. وعثر على الجثتين في مايو/أيار الماضي في حالة تحلل تام داخل سفينة الشحن الألمانية "باسكال" التي رست في ميناء أسكتلندي قرب غلاسكو بعد رحلة دامت 12 يوما بين مدينة صفاقسبتونس وإيطاليا وإسبانيا. وكان مفتش الشرطة الأسكتلندي جيم هونيمان قد أوضح في وقت سابق أن المهاجرين التونسيين -كما تشير الأدلة الجنائية- قضيا اختناقا داخل قمرة الشحن بعد ساعتين من دخولهما خلسة إلى بطن السفينة.