انعقد الاثنين بمقر وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية بتونس العاصمة اللقاء الشهري للوزارة مع وسائل الاعلام المحلية والعالمية، حيث أكّد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسية أن شهر أفريل/ نيسان الجاري سيكون متميزا من حيث المواعيد الثقافية، حيث سيشهد حدثين هامين يعتبران من أهم التظاهرات الثقافية المميزة لسنة 2009 التي ستكون سنة ذروة الأحداث الثقافية في تونس. وأوّل هذه المواعيد الاحتفاء بالدورة الثامنة عشرة لشهر التراث التي ستلتئم هذه السنة من الفترة الممتدّة من 18 أفريل/ نيسان إلى غاية 18 مايو/ أيار مؤكدا على دور الدورة الجديدة في توطيد العلاقة بين التراث والاستثمار في المجال الثقافي من خلال سلسلة الأنشطة والتظاهرات التي ستنتظم بالمناسبة والتي ستساعد على تقييم المنجز واستشراف المستقبل بكامل المحافظات التونسية. مبرزا في السياق ذاته أنه وتماشيا مع الاحتفال بمدينة القيروان عاصمة ثقافية اسلامية لسنة 2009، وقع الاختيار عليها لتحتضن أولى أنشطة شهر التراث من خلال برنامج حافل يتضمن معارض وورشات ترميم وزيارة لعدد من المعالم التاريخية التي تم ترميمها بالمنطقة خصيصا للمناسبة، مؤكدا أن عدد الأنشطة الجملية لشهر التراث سيتجاوز 400 نشاط . أما الحدث الثاني الكبير الذي ستعيشه الساحة الثقافية في تونس في غضون الشهر الجاري فيتمثل في معرض تونس الدولي للكتاب الذي يعرف هذه السنة دورته السابعة والعشرين والذي ستنطلق فعالياته يوم 24 أفريل/ نيسان الجاري ليتواصل إلى غاية الثالث من شهر مايو/ أيار القادم. وهي دورة تتزامن مع انطلاق الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة التي أذن بها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في خطابه بمناسبة يوم الثقافة لسنة 2008. معربا بهذا الخصوص عن نيّة المعرض تنظيم ندوة دولية تحت عنوان "من النص الى الركح" "الخشبة" خاصة وأن تونس تحتفي هذا العام بمئوية مسرحها العريق التي ستنطلق فعالياتها الرسمية في السادس والعشرين من شهر مايو/ آذار القادم والتي تتزامن مع صعود أول مجموعة مسرحية تونسية على خشبة مسرح "روسيني" سنة 1909. كما أكد الوزير حرص تونس على تثبيت البعد الدولي لهذه التظاهرة التي ستستقطب هذه السنة أكثر من 1000 عارض من مختلف أنحاء العالم يمثلون أبرز دور النشر، معربا في السياق ذاته عن رفض تونس لكل المنشورات التي تتعارض مع الحداثة والتنوير، والكتب التي لا تتماشى ومشروعها الحضاري الثقافي المتزن والمرجعي. كما ستستضيف هذه الدورة كعادتها عددا من الأدباء المعروفين العرب والأجانب فضلا عن نظرائهم التونسيين لتفسح لهم امجال التحاور والنقاش، وستعمل على فسح المجال لمؤسسات النشر التونسية لتسويق الكتاب التونسي خارج الحدود .وفي ردّه على سؤال "العرب" عن حظ الكاتب التونسي الكبير علي الدوعاجي في دورة هذا العام باعتباره هو الآخر يعرف هذه السنة الذكرى المئة لميلاده، أفادنا بأنه سيتم في هذا الخصوص تنظيم تظاهرة خاصة للاحتفاء بمائوية علي الدوعاجي الكاتب والمسرحي الفذ. كما ستنتظم بالمناسبة عديد التظاهرات والندوات ذات الصلة، لعلّ أبرزها الاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية وتكريم الأديب الراحل الطيب صالح.