استبعد السياسي الأميركي المخضرم ومستشار الأمن القومي الأسبق زبيجنيو بريجنسكي ، أن تؤدي التطورات على الساحة الإيرانية والأزمة الانتخابية الى تشدد في الموقف الاميركي حيال طهران. وأثنى بريجنسكي في تصريحات لصحيفة "الحياة" على رد ادارة الرئيس باراك أوباما وتعاملها مع الأزمة محذراً في الوقت ذاته من أن "هناك تياراً اميركيا لا يريد الانخراط مع ايران ويستغل ما يجري للدفع بسياسة متشددة حيال طهران. والبعض في هذا التيار يريد سيناريو مشابهاً للسيناريو العراقي مع ايران وهذا لا يخدم المصالح الاميركية". وعن تقويمه للرد الأميركي على الأحداث ، قال بريجنسكي الذي كان أول من توقع انهيار الاتحاد السوفياتي في ثمانينيات القرن العشرين ويعتبر من الصقور بين المفكرين الديمقراطيين في الأمن القومي إن "من المهم أن تتجنب واشنطن صورة من يسعى الى التدخل في الشؤون الداخلية الإيرانية" ، لأن "أي انطباع على هذا النحو سيأتي برد فعل عكسي وسيبرر استخدام العنف ضد المتظاهرين". وعن المطلب الإسرائيلي بوضع جدول زمني للمفاوضات الإيرانية - الاميركية ، قال بريجنسكي "اذا وضعتَ مهلة زمنية ووصفت شريكك التفاوضي بالإرهابي ولوحت بمعاقبته اذا لم يتفق معك واستحضرت خيار القوة فأنت تجهض المفاوضات قبل بدئها". وقال ان التطورات في ايران "تعكس تحولاً اجتماعياً جذرياً ، وان طهران ليست كما كانت عليه قبل 30 سنة". واعتبر ان "هناك قاعدة فكرية واسعة في أوساط الشباب ، وقطاعاً مدنياً كبيراً يريد التواصل بشكل أكبر مع العالم الخارجي" ، مضيفاً ان "هذا لا يعني عدم وجود طبقة اجتماعية محرومة ومستضعفة تتعاطف مع اللهجة الحادة لخطاب الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد". وحصر بريجنسكي ما يجري في السياق الاجتماعي والداخلي ، معتبرا ان "أمور السياسة الخارجية ثانوية في هذه التطورات" والمعركة الديمقراطية تتمحور حول "الطموحات الاجتماعية". وأكد المفكر الاستراتيجي انه "يصعب توقع أي مسار ستسلكه الأمور وخصوصاً من واشنطن" ، قائلا أن النتيجة ستعتمد "في شكل كبير على ذكاء القيادة الإيرانية ومدى اقتناعها بعدم استخدام القوة ضد المتظاهرين وإراقة الدماء وإشعال اللهب السياسي". مضيفا "افتراضي أن الحكومة في ايران تريد تفادي هذا الأمر". يذكر ان بريجنسكي شغل منصب مستشار الأمن القومي في ادارة جيمي كارتر 1976( - )1980 وكان مستشاراً لرؤساء جمهوريين مثل رونالد ريجان 1980( - )1988 وجورج بوش الأب 1988( - 1992).