في الوقت الذي تلقى فيه الحكومات العربية صدا من الاممالمتحدةوالولاياتالمتحدة وتقف عاجزة أمام الجماعات الاسلامية التي تقاتل اسرائيل وفيما تعاني في كثير من الاحيان من عدم تمتعها بالشعبية أصدرت بيانا مشتركا تطلب فيه عونا عاجلا. وفي اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم السبت أعلنت حكومات العرب موت عملية السلام في الشرق الاوسط ولم تجد أمامها الا مناشدة مجلس الامن الدولي العمل فورا لاحيائها. وفي الوقت الذي تستعر فيه المواجهة بين اسرائيل ومنظمة حزب الله الشيعية اللبنانية قال وزير خارجية عربي انه لا تفكير في قتال اسرائيل وان الدبلوماسية هي الحل الوحيد. وقال حسين الشعالي وزير الدولة للشئون الخارجية لدولة الامارات العربية في مؤتمر صحفي مشترك مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عقب اجتماع وزراء الخارجية "لا أعتقد أن أحدا يمكن أن يتوقع أن الامة العربية الان ستدخل حربا أو جاهزة لدخول حرب." وأضاف أن "البديل هو العمل السياسي والدبلوماسي وهذا ما نقوم به." لكن وزراء الخارجية المذعورين من التعاطف الشعبي مع حزب الله في لبنان وحركة حماس في الارااضي الفلسطينية جرأوا بالكاد على انتقاد منافسيهم الاسلاميين قائلين انهم استفزوا القوة العسكرية الاسرائيلية. وعلى الرغم من المكاسب الانتخابية لحزب الله وحركة حماس فانه لا مكان لهما في اجتماعات الجامعة العربية. فحركة فتح الفلسطينية العلمانية التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية القديمة تحكمان القبضة على السياسة الخارجية الفلسطينية على الرغم من هزيمة فتح في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي أجريت في يناير كانون الثاني. وأقصى ما وصل اليه وزراء الخارجية هو القول ان جميع الاطراف يجب أن تنسق أعمالها تجاه اسرائيل لان بعض التصرفات تقوض الاستقرار في المنطقة ولا تخدم المصالح العربية. واقتربت السعودية من توجيه انتقاد صريح لحزب الله بحديثها عن "مغامرات غير محسوبة". ويقول دبلوماسيون ان مصر والاردن تشاركان السعودية وجهة نظرها دون اعلان. وانفجرت الجولة الحالية من القتال بعد عملية عبر الحدود قام بها حزب الله لاحتجاز جنود اسرائيليين بقصد مبادلتهم ببعض الالوف من العرب المعتقلين في اسرائيل وبعضهم موجودون في السجون عشرات السنين بدون محاكمة. ولاسباب سياسية داخلية تقف الحكومة اللبنانية عاجزة أمام عمليات حزب الله في جنوب لبنان كما أن عباس لا يمكنه العمل ضد حماس التي تقود الحكومة الفلسطينية لان ذلك سيؤدي لاشعال حرب أهلية. والهوة التي تفصل بين القوات الاسلامية المقاتلة والحكومات الساعية للسلام يعيد التذكير بنزاعات أواخر الستينات وأوائل السبعينات بين جماعات المقاومة الفلسطينية والدول المضيفة لها التي كانت تخشى الانجرار الى الحرب. واقترب المقاتلون الفلسطينيون من اسقاط الحكم الملكي الهاشمي في الاردن عام 1970 ثم انتقلوا الى جنوب لبنان حيث أقاموا دولة داخل الدولة لحين الغزو الاسرائيلي عام 1982. وفي حين تقاتل حركة حماس وحزب الله اسرائيل فان معظم الحكومات العربية سعت للحصول على تأييد الاممالمتحدةوالولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي لفرض رؤيتها لتسوية سلمية تقوم على العودة لحدود عام 1967. وقال موسى في المؤتمر الصحفي يوم السبت ان صبر العرب نفد تجاه الدبلوماسية غير المثمرة في الشرق الاوسط وتجاه الولاياتالمتحدة التي استخدمت حق الفيتو في مجلس الامن الدولي لحماية اسرائيل من الادانة. وقال "كل الاليات والمقترحات واللجان التى تم انشاؤها كلها اما كانت خادعة أو منومة أو لاغية لعملية السلام أو سلمت العملية كهدية للدبلوماسية الاسرائيلية تلعب بها كيف تشاء." ودعا موسى مجلس الامن الى وقف العنف المتصاعد في المنطقة وحثه على دراسة النزاع العربي الاسرائلي بكل أبعاده بسبب ما قال انه فشل لجميع الجهود المتصلة بعملية السلام. وقال دبلوماسيون يوم الاحد ان الحكومات العربية لا يمكنها ولن يمكنها من الناحية العملية رفض استقبال وسطاء دوليين حتى لو جاءوا من الولاياتالمتحدة. وقال دبلوماسي عربي "نحن لا نغلق الباب ولسنا ذاهبين الى حرب أو أي شيء من هذا. لكن من الواضح أن عملية السلام ماتت تماما ولا بد من عمل شيء." وقال هشام يوسف أحد مساعدي موسى "بالتأكيد سنتحدث معهم (الوسطاء) لكننا نقول كفى ما كان." وأضاف "انها (الاليات القديمة) لم تكن مجدية وقد بقينا نعقد اجتماعا بعد اجتماع بعد اجتماع ولم يحدث شيء.