لا يختلف اثنان على أنّ حفلات «سلطان الطرب» جورج وسوف في المهرجانات التونسية هذا الصيف كانت ناجحة بكل المقاييس جماهيرياً وفنيّاً، إذ أمتع وسوف جمهوره في ثلاث سهرات متتالية: الأولى في بنزرت، والثانية في المنستير، والثالثة في صفاقس، اذ تدفق الآلاف لمتابعة عروضه من شمال البلاد إلى جنوبها. ولكنّ السؤال المطروح في تونس هو: لماذا رفض وسوف لقاء الإعلاميين؟ وهو السؤال الذي أطلقته أكثر من وسيلة إعلام محلية، خصوصاً أن الإعلام التونسي ساهم في صنع نجوميته ودعمه في شكل كبير. وذكّر الإعلاميون التونسيون وسوف بأن الفنان التونسي الراحل نجيب الخطّاب هو الذي جاء به من بيروت في بداية شبابه، ليمرره أكثر من مرة في التلفزيون التونسي ويقدمه الى التونسيين كنجم. وأخذ هؤلاء على وسوف تصريحه في برنامج «العرّاب» (على شاشة «أم بي سي») قبل أكثر من عام أنّه لا يدين لأحد بما وصل إليه اليوم من شهرة جعلته حديث الناس. ونقل إعلاميون تونسيون عن مدير أعمال وسوف في تونس قوله مراراً إنّ «سلطان الطرب» كان واضحاً منذ بداية الاتصالات به في ما يتعلّق بالإعلام، طالباً «عدم برمجة ندوة صحافية معه وعدم الاتفاق مع أي وسيلة إعلام للقائه»، معتبراً أن «المسألة أمنية أكثر منها شيئاً آخر؟». ورد الإعلاميون التونسيون: «لم نفهم كغيرنا ما المقصود بأنّها «مسألة أمنية»، ولأن ما نعرفه أنّ الصحافي لا يحمل عبوات متفجرة بين أوراقه كي يُخشى على الوسوف من تفجير محتمل لا سمح الله». ويجمع إعلاميو تونس على أن لوسوف تاريخه وجمهوره العريض الذي «لا يخلف معه وعداً وينتظر جديده وحتى قديمه بلهفة العاشق المشتاق». ولكنهم استطردوا بالقول: «لنا أن نستغرب رفض (وسوف) لقاء الإعلاميين وإصراره على التعالي وعدم الاكتراث برغبة الصحافيين في الحديث إليه والتعامل معهم بطريقة يرى البعض أنها مهينة للإعلام الذي كان وما زال وراء نجاحاته المتواصلة. يبدو لنا وبعد زيارته الأخيرة لتونس أن «سلطان الطرب» مطالب الآن وأكثر من اي وقت آخر بمراجعة علاقته بالإعلام والسعي إلى تحسين صورته التي يبدو أنها لم تعد تعنيه كثيراً». صحيفة الحياة السعودية-الأحد, 01 أغسطس 2010