استخدمت الشرطة التونسية الغاز المسيل للدموع يوم الثلاثاء لتفريق احتجاج على حكومة ائتلاف جديدة تشمل حلفاء للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وأدخل رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي قادة من المعارضة في ائتلاف يوم الاثنين بعدما فر بن علي الى السعودية بعد أسابيع من احتجاجات عنيفة في الشوارع لكن شخصيات مهمة مما يعرف "بالحرس القديم" ظلوا في مناصبهم مما أغضب كثيرين في تونس. وأعلن اتحاد الشغل التونسي يوم الثلاثاء ان ثلاثة وزراء يمثلونه سينسحبون من حكومة الوحدة التي تشكلت هذا الاسبوع. وقال عبيد البريكي الامين العام المساعد لاتحاد الشغل للتلفزيون التونسي ان القرار اتخذ بسبب استمرار وجود أعضاء من الحزب الحاكم حزب الرئيس المخلوع في الحكومة. وكان التلفزيون الرسمي التونسي قد نفى في وقت سابق ما جاء في تقارير قنوات فضائية عربية أفادت بأن أحزاب معارضة انسحبت من الائتلاف. وتظاهر عدة مئات من أنصار المعارضة والنقابات سلميا في وسط العاصمة تونس قبل أن تفرقهم الشرطة. وقال أحمد الحاجي وهو طالب "الحكومة الجديدة خدعة. انها اهانة للثورة التي راحت ضحيتها أرواح وسفكت دماء." وقال المتظاهر سامي بن حسن "مشكلة الحكومة الانتقالية هي أن بها عدد من وزراء الحكومة القديمة." ودافع الغنوشي عن حكومته وقال ان بعض الوزراء ظلوا في مناصبهم لان هناك حاجة اليهم في فترة ما قبل الانتخابات المتوقعة خلال الشهرين المقبلين. وقال الغنوشي لاذاعة اوروبا 1 "حاولنا جمع مزيج يضع في الاعتبار القوى المختلفة في البلاد لخلق الظروف حتى نتمكن من البدء في الاصلاحات." ورفض الغنوشي تلميحات بأن "دكتاتورية" بن علي ستستمر في شكل جديد. وقال "هذا ظلم تام. بدأ اليوم عصر من الحرية يظهر على شاشات التلفزيون وفي الشوارع." وقال كمال مرجان وزير الخارجية التونسي خلال زيارة لمصر ان الحكومة الجديدة ستنظر في القضايا التي أغضبت محتجين مثل الفساد وانها سترتب لانتخابات جديدة. وأضاف أن من الممكن ألا تضم الحكومة المقبلة أيا من وزراء الحكومة السابقة. وأجبرت احتجاجات استمرت أسابيع على الفقر والبطالة في تونس بن علي على ترك السلطة وأثارت مخاوف في العالم العربي من أن تواجه حكومات قمعية مشابهة اضطرابات شعبية مماثلة. وقال أشخاص في أجزاء عدة من تونس يوم الثلاثاء انهم سمعوا أصوات أعيرة نارية متفرقة في وقت متأخر مساء يوم الاثنين لكنها كانت أقل بكثير من اطلاق النار خلال الليالي السابقة. وقال وزير الداخلية التونسي أحمد فريعة للتلفزيون الرسمي يوم الاثنين ان 78 شخصا على الاقل قتلوا في الاضطرابات وان تكلفة الاضرار وصلت الى ثلاثة مليارات دينار (مليارا دولار). من طارق عمارة وكريستيان لو Tue Jan 18, 2011 12:47pm GMT