حاولت كتيبة عسكرية تابعة لقوات العقيد الليبي معمر القذافي صباح امس، التوغل داخل الأراضي التونسية للقيام بعملية إلتفاف على المعارضة المسلحة التي تسيطر حاليا على الجانب الليبي من المعبر الحدودي «وازن/الذهيبة». وقال خليفة العويدي، المقيم في منطقة الذهبية (جنوبتونس العاصمة) في إتصال هاتفي مع «يونايتد برس انترناشونال»، إن هذه الكتيبة تتألف من 220 ضابطا وجنديا، وقد دخلت بسلاحها التراب التونسي من منطقة «غارة المشنقة» في إتجاه منطقة «عين البقرة» الواقعة على بعد نحو 4 كيلومترات شرق بلدة الذهيبة التونسية. وأضاف المتطوع في الهلال الأحمر التونسي، أن أفراد هذه الكتيبة العسكرية توغلوا كيلومترات عدة داخل التراب التونسي، بسياراتهم العسكرية وبأسلحتهم الثقيلة، قبل أن تتصدى لهم وحدات من الجيش التونسي مدعومة بطائرات حربية كانت تحلق بكثافة، وردتهم على أعقابهم. وأضاف أنه لم يتم تبادل لإطلاق النار بين وحدات الجيش التونسي وقوات القذافي. من ناحية اخرى، امتنعت الولاياتالمتحدة، الجمعة، عن الاعتراف ديبلوماسيا بالمجلس الوطني الانتقالي، غير انها اعتبرته «شرعيا وذا مصداقية»، خلال زيارة للمسؤول الثاني في الهيئة القيادية للثوار الليبيين محمود جبريل الى البيت الابيض. وقال مستشار الرئيس باراك اوباما لشؤون الامن القومي توم دونيلون في بيان صدر خلال زيارة جبريل مسؤول العلاقات الخارجية في المجلس، ان «الولاياتالمتحدة تعتبر المجلس الوطني الانتقالي محاورا شرعيا وذا مصداقية عن الشعب الليبي»، وفق بيان صادر عن الرئاسة الاميركية. وجدد دونيلون موقف اوباما الذي يعتبر ان الزعيم الليبي معمر القذافي «فقد شرعيته» و«عليه التخلي عن السلطة حالا». وشكلت زيارة جبريل للبيت الابيض، المحطة المحورية في رحلة قام بها الى الولاياتالمتحدة سعيا للحصول على مساعدة للثوار الذين يحتاجون الى موارد. من ناحية ثانية، اتهم الثوار، القذافي باجبار اللاجئين الافارقة من دول جنوب الصحراء الكبرى، بركوب البحر والسفر بطرق غير شرعية الى الجزر الاوروبية في المتوسط، بهدف «اغراق» الدول الاوروبية. واعلن عبد الحفيظ غوقة، نائب رئيس المجلس، ان هذا المخطط ما هو الا «مؤامرة خفية من نظام القذافي في محاولة منه للضغط على المجتمع الدولي واخافته». الى ذلك، نفى اسقف طرابلس المونسنيور جيوفاني مارتينيللي، في مقابلة مع اذاعة فرنسا الدولية، التصريحات التي نسبها اليه وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني حول اصابة القذافي وفراره. وقال، الجمعة، ان «ما قاله وزير الخارجية غير صحيح لانني لم اقل ابدا ان الزعيم الليبي اصيب بجروح». وتابع: «كل ما قلته هو ان (القذافي) تعرض لصدمة نفسية بسبب مقتل ابنه. لم اقل انه اصيب ولا انه غادر طرابلس»، مطالبا في الوقت نفسه حلف شمال الاطلسي بوقف اطلاق النار لان «قنابله تلحق ضررا بالشعب الليبي». واعرب الاطلسي، امس، عن اسفه لاحتمال سقوط مدنيين رغم انه لم يؤكد رسميا مقتل 16 ليبيا في غارات شنتها قواته الجمعة على مدينة البريقة الساحلية (شرق). وافادت وسائل اعلام النظام، عن مقتل 16 مدنيا وجرح العشرات في غارة شنها الاطلسي على المدينة النفطية التي تسيطر عليها قوات القذافي. وفي اوتاوا، اندلعت صدامات الجمعة امام السفارة الليبية، بين متظاهرين موالين للقذافي وآخرين معارضين له اصيب خلالها متظاهر وشرطي بجروح بسيطة. 13 ماي 2011