أعلن مصدر تونسي رسمي، أمس، أن الثوار الليبيين سيطروا على الجانب الليبي من معبر «الذهيبة» الحدودي المشترك بين تونس وليبيا «بعد تبادل عنيف لإطلاق النار تواصل منذ فجر أمس بين الثوار وكتائب القذافي»، التي فرت عقب هزيمتها إلى تونس، وذلك في وقت قرر حلف شمال الأطلسي زيادة غاراته الجوية على قوات العقيد معمر القذافي لدعم الثوار، ولاسيما في مصراتة (غرب) التي قتل فيها مخرج افلام وثائقية ومصور، حيث شن الحلف غارات جديدة على خلة الفرجان جنوب غرب طرابلس، الليلة قبل الماضية، ما أسفر، بحسب وكالة الانباء الليبية الرسمية، عن مقتل سبعة مدنيين وإصابة 18 آخرين بجروح، و«تدمير عدد من المنازل وترويع الأسر من الأطفال والنساء في المنطقة»، إلا أن الحلف نفى أن تكون غاراته أوقعت ضحايا مدنيين. وقالت وكالة الأنباء التونسية، نقلاً عن شهود عيان ومصدر عسكري رفيع المستوى، إن «الكتيبة التابعة للنظام الليبي التي كانت مرابطة عند المعبر الحدودي من الجهة الليبية فرت إلى الأراضي التونسية». وأكد المصدر العسكري للوكالة «وصول الكتيبة الليبية الفارة إلى الأراضي التونسية». وقال إنها «تتكون من 13 ضابطا، بينهم عميد ورائدان تم الاحتفاظ بهم لدى السلطات العسكرية التونسية». وأضاف المصدر أن «المعبر الحدودي الذي أصبح تحت سيطرة الثوار الليبيين تم إغلاقه»، من دون أن يوضح الجهة التي اتخذت قرار غلقه (تونس أم الثوار الليبيون). كما أشار المصدر إلى أن تسعة ليبيين «مصابين بجروح جراء القصف المتواصل على المناطق الغربية الليبية» دخلوا التراب التونسي، وأنه تم نقل أربعة منهم إلى مستشفى محافظة تطاوين (جنوبتونس) لتلقي الإسعافات. وكان مراسل «فرانس برس» ذكر أن الثوار سيطروا على المعبر الواقع على الطريق بين مدينتي نالوت الليبية والذهيبة التونسية بعد معارك قصيرة، وأكد فرار 102 من جنود وضباط كتائب القذافي الى الجانب التونسي من الحدود بعدما ألقوا أسلحتهم، حيث خضع هؤلاء لدى وصولهم إلى الأراضي التونسية للتحقيق واحدا تلو الآخر. وأكد الثوار أنهم قتلوا «ما بين خمسة و10 جنود»، من قوات القذافي خلال سيطرتهم على المعبر وأسروا 25 آخرين، في حين أصيب واحد فقط من الثوار إصابة طفيفة. وأطلق مئات الثوار عيارات نارية في الهواء احتفالا بسيطرتهم على هذا المعبر الاستراتيجي، ورفعوا فوق مباني المركز الحدودي علم ليبيا خلال الحكم الملكي. واحتفل بعضهم على متن جرافة، بينما حضرت العشرات من سيارات الثوار الى المعبر الحدودي الواقع على بعد نحو 200 كلم من معبر رأس جدير الاساسي. وفي مصراته، قتل مصورا حرب هما البريطاني تيم هيذرينغتون من مجلة «فانيتي فير» الاميركية، والاميركي كريس هوندروس من وكالة «غيتي» في انفجار قذيفة هاون، أول من أمس، واصيب صحافيان آخران بجروح. وسقطت قذيفة هاون أخرى على مقربة من طبيب وطبيبة اوكرانيين، فقتل الطبيبة وأصيبت زميلته بجروح، بحسب مصادر طبية في المدينة. وأفاد الثوار بوقوع مزيد من القتلي وتزايد الأزمة الإنسانية في المدينة، وطالبوا قوات الأطلسي والقوات الغربية الأخري بالتدخل، فيما قالت جماعات المعارضة إن ثلاثة ثوار لقوا حتفهم، في حين أصيب آخرون خلال الهجمات التي شنتها القوات المسلحة الليبية أثناء الليلة قبل الماضية. وكانت وكالة الجماهيرية للانباء قد أعلنت ، أمس، ان قوات حلف الاطلسي نظمت «عملية قرصنة» على ناقلة نفط ليبية واستخدمت العنف والارهاب مع طاقمها في انتهاك للاعراف الدولية وقرارات مجلس الامن الدولي، فيما لم تذكر الوكالة تفاصيل عن مكان أو توقيت الواقعة أو عن حمولة الناقلة. بدوره، قال مسؤول في الحلف لوكالة «فرانس برس» طالبا عدم الكشف عن هويته «حصلت غارات جوية للحلف في منطقة خلة الفرجان والهدف كان تحصينا يضم مركزا للقيادة والسيطرة في وسط قاعدة عسكرية». وأضاف «ليس هناك اي مؤشر إلى سقوط ضحايا مدنيين». ودعا الحلف المدنيين الى الابتعاد عن مواقع القوات الحكومية لتمكينه من ضرب هذه القوات بشكل افضل. وفي الجانب الانساني، بدأ برنامج الاغذية بإرسال مساعدات غذائية عبر تونس الى نحو 50 ألف شخص في اقصى الغرب الليبي. 22 أبريل 2011