يرى ممثلو المسيحيين الانجليين المتشددين ان النزاع بين اسرائيل وحزب الله الشيعي اللبناني هو "حرب بين الخير (اسرائيل) والشر" (حزب الله). وفي اجتماع تحت عنوان "الحق المسيحي"، اكد مثلو هذه الفئة من الاميركيين الذين يقدر عددهم بخمسين مليون، والذين يدين لهم الرئيس جورج بوش بدرجة كبيرة بفوزه الاول والثاني في الانتخابات الرئاسية، انهم يدعمون اسرائيل في نزاعها مع حزب الله. ولا يواجه هؤلاء اي صعوبة في تبرير حرب اسرائيل على لبنان فهم يعتبرون ان من حق الدولة العبرية قبل كل شيء ان تدافع عن نفسها، وانما ايضا ان تكون موجودة ضمن "حدودها التوراتية"، وبالتطابق مع قراءتهم الحرفية للتوراة. ولا تتطابق "الحدود التوراتية" لاسرائيل مع خطة تقسيم فلسطين التي اقرتها الجمعية العمومية للامم المتحدة في 1947، ولا مع حدود الدولة العبرية قبل حرب 1967. وسافرت عدة مجموعات من هؤلاء المسيحيين الاميركيين الاصوليين مؤخرا الى اسرائيل لدعم الشعب الاسرائيلي منذ بدء النزاع الحالي في 12 تموز/يوليو. وقال احد ابرز قادة هذا التيار الاميركي وهو الواعظ الشهير بات روبرتسون، من القدس خلال الاسبوع الجاري ان الانجيليين يعتبرون ان "الشعب اليهودي هو شعب الله، ومصيرنا مرتبط بمصير اسرائيل بشكل لا مفر منه". وقال روبرتسون لشبكة "سي ان ان" ان "العهد القديم مليء بالاشارات الى حماية الله لاسرائيل. انا هنا لاقول انني احب اسرائيل وان المسيحيين الاميركيين الى جانب اسرائيل في معركتها". واذ حمل روبرتسون الحكومة اللبنانية مسؤولية "الاضرار من الجانبين"، قال ردا على سؤال حول "المدنيين الابرياء الذين يموتون في لبنان" ان "ذلك يحزنني لكن محاربة الارهاب مكلفة والكفاح من اجل الحرية مكلف". من جهته، قال جون هاغي مؤسس حركة "مسيحيون متحدون من اجل اسرائيل" ان الدولة العبرية "تقوم بعمل الله في حرب بين الخير والشر". وتضم هذه الحركة 18 الف عضو. اما مدير الحركة ديفيد بروغ، فقد قال في واشنطن ان "اسرائيل تقوم بالعمل الذي يجب ان نفعله نحن وتكافح من اجل الشعوب الحرة. اعداؤها هم اعداء الولاياتالمتحدة انفسهم. انها معركة ضمن حرب اوسع، حرب الحضارة اليهودية المسيحية ضد قوى الشر". واضاف بروغ الذي ينوي زيارة اسرائيل خلال آب/اغسطس ان "اسرائيل في الخطوط الامامية للحرب على الارهاب، ولا يمكننا الا ان ندعمها". اما القس جيم فينيارد فقال "كنت في شمال البلاد (اسرائيل) لدعم المواطنين وقد ساهمت في المساعدات الانسانية وساقوم بكل ما بوسعي لكي يدعم المسيحيون الاميركيون اسرائيل". اضاف ان "ما نشهده اليوم من جانب حزب الله و (حركة المقاومة الاسلامية) حماس انما هو نتيجة مباشرة للانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة في اب/اغسطس 2005".