* دعا فرانكو فراتيني، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، إلى تشجيع إسلام أوروبي يحترم الحقوق الأساسية. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده على خلفية اجتماع وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في العاصمة البريطانية لندن لمناقشة استراتيجية لمكافحة الإرهاب. بحث الاجتماع اقتراحات باتخاذ إجراءات لتعزيز الأمن وأيضا لمكافحة التطرف وسط المسلمين الأوروبيين. بعد إحباط هجوم إرهابي الأسبوع الماضي، اجتمع وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء في لندن لمناقشة استراتيجية عامة لمكافحة الإرهاب، وكان من بين المشاركين وزيرا داخلية فرنسا وألمانيا نيكولاي ساركوزي ووفولفجانج شاوبل ونظيرهما البريطاني جون ريد، وكذلك شارك في الاجتماع نائب رئيس المفوضية الأوربية فرانكو فراتيني. شدد جون رايد على أن الإرهاب يشكل خطرا حقيقا عبر أوروبا، وهو ما يتطلب استراتيجية عامة: "من المهم جدا أن تطبق الإجراءات التي تتخذ في بلادنا في البلدان الأخرى، لأننا نرغب في أن يكون الأمن على مستوى واحد في كل بلداننا." اتفق في الاجتماع على حزمة من الإجراءات يتعلق أغلبها بتعزيز الأمن في أوروبا، وأكد الاجتماع على ضرورة تعزيز التعاون بين أجهزتها الأمنية، وتشكيل فرق استجابة سريعة لمكافحة الإرهاب، يمكن إرسالها إلى أي دولة من دول الاتحاد تتعرض لهجوم إرهابي. كذلك اقترحت إجراءات لتشديد الأمن في المطارات، عن طريق التوسع في تبادل بيانات المسافرين، على سبيل المثال. مع المزاعم من أن المشتبهين بالإرهاب خططوا لتفجير الطائرات المتجهة للولايات المتحدة باستخدام متفجرات سائلة مهربة إلى الطائرات في زجاجات سوائل، شدد فرانكو فراتيني على أهمية المقترح الخاص بدعم أجهزة الأمن لتطوير قدراتها في مجال الكشف من مختلف أنواع المتفجرات بصورة أفضل، خاصة المتفجرات السائلة. عقب الاجتماع، خُصص مبلغ 350 ألف يورو للأبحاث العاجلة حول تقنية الكشف عن المتفجرات السائلة. بجانب هذه الأمور الأمنية العاجلة، بحث الاجتماع عددا من الاقتراحات تهدف على المدى البعيد للحد من التطرف في أواسط مسلمي أوروبا. قال كاري راجاماكي، وزير داخلية فنلندا؛ التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأوروبي، أنه يجب على الاتحاد الأوربي بحث إغلاق وحجب المواقع الإلكترونية التي تشجع الناس على الإرهاب، بل تقدم أحيانا معلومات مفصلة عن كيفية صنع القنابل. وفي تعليق له على الاعتراض بأن هذا الاقتراح الأخير ينتهك حقوق أساسية قال فراتيني: هناك حدود تفصل بين حرية التعبير وبين تشجع على الإرهاب ". كذلك تقدم فراتيني باقتراح لإعداد مناهج لدورات تدريبية لائمة المساجد في أوروبا حول كيفية دمج معايير حقوق الإنسان في مبادئ الإسلام. في هذا السياق دعا نائب رئيس المفوضية الأوروبية ل "إسلام أوروبي". حيث قال: "من المهم جدا أن نظهر للجاليات الإسلامية أننا نحترم الأديان والعقائد الأخرى احتراما تاما، ولكننا نريد منهم أن يحترموا قوانيننا الوطنية والأوروبية والحقوق الأساسية وأهمها الحق في الحياة". علق وزير الداخلية الفرنسي نيكولاي ساركوزي – مؤيدا دعوى فراتيني:" نريد إسلاما أوروبيا لا إسلاما في أوروبا". شدد وزير الداخلية البريطاني جون رايد على التمييز بين الإسلام والإرهاب؛ حيث قال إن أوروبا المعاصرة بها مجموعتان أساسيتان مختلفتان من القيم والمعايير، قيم الاتحاد الأوروبي التي تشمل الديمقراطية والحرية والعدالة للجميع، والقيم الشمولية التي ترغب في الإساءة لعقيدة تقوم على السلام وتتخذ منه اسما له." وستقدم المزيد من المقترحات التفصيلية إلى اجتماع غير رسمي لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في تامبيري بفنلندا في 20 سبتمبر القادم.