التقى الرئيس السوداني عمر البشير مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون افريقيا، بعد أيام على وجودها في الخرطوم. فقد تمكنت فريزر أخيرا من الحصول على المقابلة حيث سلّمت البشير رسالة من الرئيس الأمريكي جورج بوش. ولم تصدر اية تفاصيل عن المحادثات التي دارت بينهما. وكان البشير قد رفض بداية الزيارة التي تقوم بها فريزر إلى دارفور والتي تهدف إلى إقناع المسؤولين السودانيين بأن السبيل الوحيد لوقف العنف المستمر في دارفور هو عبر نشر قوات دولية في الإقليم، ولم يلتق المسؤولة الأمريكية بحجة أنه "مشغول". ولكن فريزر قررت الاثنين تمديد زيارتها يوماً إضافياً، على أمل أن يوافق الرئيس السوداني عمر البشير على مقابلتها. وقالت فريزر قبل لقائها البشير إن الرئيس بوش يولي اهتماما تاما لأزمة السودان الذي وصفته بأنه "على حافة دوامة خطرة". وقد دعت فريزر التي غادرت إلى واشنطن إلى نشر قوات حفظ السلام تابعة للأمم المتحدة في دارفور، ولكنها اكدت أن ذلك لن يتم بأي شكل من الأشكال رغما عن إرادة الحكومة السودانية. تدهور الوضع الانساني وكان يان إيغلاند منسق الأممالمتحدة للشؤون الانسانية قد حذّر من تدهور الاوضاع في دارفور، قائلا ان الاقليم على شفا كارثة انسانية بسبب تدهور الوضع الأمني. وجاء تحذير إيغلاند بينما عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات يوم الاثنين لبحث مشروع قرار بريطاني امريكي يدعو الى نشر قوات دولية قوامها 17 ألفا و500 جندي في اقليم دارفور غربي السودان. ودعا إيغلاند إلى "العمل فورا" على الجبهة السياسية لتجنب حدوث كارثة إنسانية تهدد "بخسائر كبيرة في الأوراح". وأشار إلى تصاعد العنف في الاقليم والاعتداءات الجنسية وارتفاع أعداد النازحين. ومن جهته قال المندوب الامريكي لدى الاممالمتحدة جون بولتون إنه يأمل في التوصل الى قرار بشأن نشر قوات دولية قبل نهاية الشهر الجاري. ويعارض السودان تحويل قوة حفظ السلام الافريقية في دارفور إلى مهمة دولية. وقد قاطع المندوب السوداني لدى الاممالمتحدة الجلسة. وكان البشير قد وصف مشروع القرار بأنه "محاولة لغزو غربي للسودان". وتنتشر حاليا في دارفور قوة مكونة من سبعة آلاف جندي من الاتحاد الافريقي الذي كان قد وافق على تولي الأممالمتحدة مهام حفظ السلام في الاقليم. وكان أكثر من مليوني شخص قد فروا من منازلهم في دارفور كما قتل عشرات الآلاف بسبب النزاع المستمر منذ ثلاث سنوات بين المتمردين والميليشيا المدعومة من الحكومة السودانية. المصدر البي بي سي
