تباشر تونس وليبيا قريباً إقامة منطقة اقتصادية وسياحية مشتركة على حدودهما. وأفيد بأن المنطقة المشتركة ستضم منتجعاً سياحياً على الجانب التونسي من الحدود، ومنطقة تجارية حرة على الجانب الليبي. وفي مقدم العناصر التي حفزت على إقامة المشروع، أن المنطقة تشكل بوابة لأكثر من مليوني مسافر يعبرون الحدود سنوياً في الاتجاهين، بينهم 1.2 مليون سائح ليبي. وتُعتبر جزيرة جربة السياحية جنوبتونس، أكثر المناطق استقطاباً لليبيين، لقربها من العاصمة طرابلس الغرب، التي لا تبعد عنها سوى 180 كيلومتراً. وكان الساعدي القذافي، نجل الرئيس الليبي معمر القذافي، أعلن الأسبوع الماضي في السياق نفسه، عن إقامة منطقة اقتصادية حرة في محيط مدينة زوارة الساحلية (غرب) ومينائها التجاري، ستمتد شمالاً إلى جزيرة فروة، وغرباً إلى مركز «أبو كماش» الحدودي مع تونس. ويُرجح أن تكون المنطقة الحرة الجديدة متكاملة مع المنطقة الحرة في محيط ميناء جرجيسالتونسي القريب من الحدود الليبية، والذي يتميز أيضاً بقربه من مطار جربة الدولي، وميناءي جرجيس وقابس التجاريين. وتمهيداً للربط بين المنطقتين الحرتين، توصل وزير التجارة والاقتصاد الليبي الصافي الطيب الصافي الأسبوع الماضي، إلى اتفاق مع وزير التجارة التونسي منذر الزنايدي كرسا بموجبه توحيد المواصفات والمقاييس في تحديد المنتجات المصنعة محلياً. ويقضي الاتفاق بمنح السلع ذات المنشأ المحلي، إعفاءات جمركية شبه كاملة في الاتجاهين. وصدر أخيراً مرسوم جديد في ليبيا لتنظيم المناطق الحرة، أجاز لشركات أجنبية المساهمة في إدارتها، وكذلك المشاركة في إدارة الأسواق الحرة. وتعتزم ليبيا استثمار موانئها وسواحلها التي تمتد على ألفي كيلومتر، لتطوير المبادلات التجارية مع البلدان الأوروبية والعربية.