قال الثوار الليبيون يوم الخميس إن مجموعة من مقاتليهم يحاصرون العقيد معمر القذافي وعدد من أبنائه في مجمع سكني قرب باب العزيزية، ويتبادلون النيران مع قوات موالية للزعيم الليبي الذي فقد السلطة بعد 42 عاما قضاها في سدة الحكم. ونسبت وكالة رويترز إلى أحد الثوار المحاصرين للمبنى القول "إنهم جميعا معا" معتبرا أن القذافي وأبناءه باتوا "في حفرة صغيرة"، في إشارة إلى إطباق الثوار للحصار حولهم. وأضاف المقاتل قائلا "إننا سوف ننتهي اليوم ونضع حدا لهذا الأمر" بعد يومين على سيطرة الثوار على مقر القذافي في مجمع باب العزيزية. يأتي هذا بينما يواصل الثوار عملياتهم العسكرية للسيطرة على الطريق الرئيسي بين طرابلس والمطار الدولي للمدينة، بعد أن تمكنوا من السيطرة على المطار رغم تعرضهم لنيران كثيفة وقصف بصواريخ غراد من جانب القوات الموالية للعقيد معمر القذافي. وذكرت مصادر من الثوار أن المواجهات أسفرت عن إصابة طائرة إيرباص تابعة للخطوط الجوية الليبية الإفريقية بينما لم تصب الطائرات الخاصة للقذافي ولم يصب مدرج المطار الواقع على مسافة نحو 25 كيلومترا جنوبيطرابلس. وقالت المصادر إن الثوار نصبوا نقاطا للتفتيش على طريق المطار خوفا من تعرضهم لنيران القناصة والصواريخ التي يطلقها الموالون للقذافي. وأوضح أحد المقاتلين ويدعى مصطفى أن مقاتليه عثروا على أسلحة جديدة كانت مدفونة بين الرمال في مكان قريب من المطار، وتشمل قذائف هاون وألف صاروخ من طراز غراد فضلا عن ثلاث شاحنات لإطلاق الصواريخ. استعادة ليبيا للمقعد العربي: في غضون ذلك، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الخميس أن هناك توافقا في الآراء بين الدول العربية حول استعادة ليبيا مقعدها في الجامعة العربية. وقال العربي إن المجلس الوطني الإنتقالي الليبي سيكون هو الممثل الشرعي الوحيد لدولة ليبيا بالجامعة العربية، مضيفا أن التوافق العربي ظهر في اجتماع للدول الأعضاء في لجنة مبادرة السلام العربية الذي عقد بالدوحة أمس الأول الثلاثاء. وأضاف في تصريحات للصحافيين عقب اجتماع مع ممثل المجلس الوطني الإنتقالي لدى الجامعة العربية السفير عبد المنعم الهوني أنه "تم الاتفاق على الترتيبات الخاصة باجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سيعقد السبت بالقاهرة والذي سيشارك فيه المجلس الانتقالي لأول مرة". من جانبه، أكد الهوني أنه "اعتبارا من السبت ستكون ليبيا خارج التجميد بالجامعة العربية وستمارس عضويتها بشكل طبيعي". وقال في تصريحات صحافية إنه تقدم بخالص الشكر لجهود الأمين العام للجامعة العربية التي أسفرت عن عودة ليبيا لشغل مقعدها وإعادة عضويتها بالجامعة بشكل كامل وطبيعي. وذكرت مصادر في الجامعة العربية أن الوزراء العرب سيناقشون السبت كذلك الأوضاع في سوريا من دون مزيد من الإيضاحات. طلب مساعدات : وفي سياق متصل طلب محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الإنتقالي الليبي الخميس مساعدة عاجلة لليبيا التي تواجه صعوبات اقتصادية ضخمة، حسبما قال. وأضاف جبريل في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلوسكوني في ميلانو "لدينا توقعات كبيرة من المجتمع الدولي فيما يتعلق بحاجتنا لمساعدة عاجلة"، مشيرا بصفة خاصة إلى حاجة المجلس الانتقالي إلى توفير رواتب الموظفين الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ عدة أشهر. وأوضح جبريل أن الحكومة الليبية القادمة ستواجه مصاعب كبيرة في الإستجابة لمطالب الشعب الليبي إذا لم تتحصل على موارد مالية في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أن أولوية المجلس هي في مساعدة المواطنين على العودة إلى حياتهم الطبيعية. ومن جانب آخر أكد جبريل أن المجلس الإنتقالي سيعمل في الأيام القليلة القادمة على إعادة الأمن في ليبيا من خلال بناء جيش واستعادة الأسلحة من الشوارع، إضافة إلى إعادة تأهيل البنى التحتية التي تعرضت للقصف والتدمير. ومن جانبه أعلن رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلوسكوني عن الإفراج عن أرصدة ليبية مجمدة في البنوك الإيطالية تقدر ب 350 مليون يورو لمساعدة المجلس الإنتقالي على تسيير المرحلة القادمة. وأبدى برلوسكوني استعداده لمساعدة المجلس من أجل ما أسماه "بناء ليبيا ديمقراطية حقيقية". مستشارون غربيون لمساعدة الثوار : وفي سياق متصل أكدت تقارير صحافية أن مستشارين فرنسيين وبريطانيين بالزي المدني ينتشرون منذ عدة أسابيع على الجبهة الشرقية إلى جانب الثوار الليبيين. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن تلك العناصر متواجدة في محيط مصفاة الزويتينه المتوقفة عن العمل والتي تقع على مسافة 150 كيلومترا جنوب غرب بنغازي مقر المجلس الوطني الإنتقالي. وأضافت أن هؤلاء المستشارين يملكون وسائل اتصالات واستقروا قرب مقر فوزي بوقطيف قائد الجبهة الشرقية للثوار والذي يضم قاعة كبيرة تغطي جدرانها خرائط قيادة الأركان وصور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية. وكانت كل من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا ومصر والولايات المتحدة قد أعلنت منذ شهر أبريل/نيسان الماضي أنها أرسلت مستشارين عسكريين لمساعدة المجلس الوطني الانتقالي. وتحولت مصفاة الزويتينه في الأسابيع الماضية إلى مركز عملياتي للثوار من أجل معركة البريقة، المدينة النفطية الواقعة على مسافة 90 كيلومترا شرقا، والتي طرد الثوار قوات القذافي منها في عملية تمت بدعم جوي من حلف شمال الأطلسي. راديو سوا الأمريكي-25/08/2011 12:42