العلاقات الخنائية والتجاهر بما ينافى الحياء فى كل الأماكن بداعى الحرية الشخصية ومواكبتها للبلدان الأوروبية وللأسف لم نواكبهم فى الأشياء المفيدة التى تعود بالنفع على المجتمع كالعلم والأدب والتقدم التكنولوجى والصناعى والتطور الفكرى لنقلدهم فقط فى قلة الحياء والفساد الأخلاقى ,لا بل واجتهدنا فى ذلك وتفوقنا عليهم بتشجيع وبرعاية أعلى هرم فى السلطة محمد سعيدة - مقالات وآراء - الوسط التونسية: نداء الى الذين أختيروا ممثلين للشعب التونسى على راس المجلس التأسيسى أن يركزوا فى برامجهم وفى كل المجالات وأن يضعوا ذلك على رأس أولوياتهم وهو العمل تدريجياعلى تحسين وتغيير السلوكيات والأخلاقيات الفاسدة لنسبة كبيرة من الشعب التونسى حتى لا نعمم والتى جذرها بن على وأصلها فى تعاملاتهم فى حياتهم اليومية و لنكون واضحين وصريحين مع أنفسنا فإن تركة بن على وموروثه الثقافى والأخلاقى ليس بالشىء الهين على الاطلاق حيث تطبعت تصرفات الشعب بأخلاقيات وسلوكيات العصابة الحاكمة وتاثرت بها وفى مقدمتها الطبقة السياسية الفاسدة فانعدم التعامل الأخلاقى السليم بين كافة أفراد المجتمع واستشرى الفساد فى مختلف مؤسسات وقطاعات الدولة وأصبحت الرشوة والمحسوبية والنفوذ هى القاسم المشترك حتى فى أدق تفاصيل حياة المواطن التونسى وهى التى تحدد مصيره حسب درجة تبعيته ونشاطه داخل مافيات التجمع ومقدار الخدمات التى يقدمها فانقسم الشعب الى قسمين فاذا لم تكن تجمعى فانت معارص أو لنقل مخالف وأصبحت الموازين مقلوبة فى تونس فأصبح الفاسد والسكير والمتملق والمجرم والمتحايل على الناس هو النموذج المحتذى والمتخلق والمستقيم والصادق يقولون عنه ساذج أو بلهجتنا التونسية ( بوهالى ) وانعكس ذلك سلبا على المشهد الثقافى فتعددت وتنوعت المفارقات ومن أغربها ان لم نقل من أطرفها أنه ومنذ 1987 بدأت عبارة تصالح تونس مع تراثها تتردد كثيرا وبدأ التركيز تحديدا على عبارة رد الاعتبار للفن الشعبى وهو ما يعرف بالمزود تكريسا لولع بن على بالمزود وشدت أحزمة الاعلام التجمعى التافه للترويج للرغبة الرئاسية السامية حتى أصبحنا نرى فى تلفزيوناتنا مذيعات ومذيعين يحاولون غرس هذه الثقافة المسمومة فى عقول ناشئتنا والتى تكرس ثقافة المزود وتقدم المزاودى كمثال محتذى بينما يهمش العالم والطبيب والمفكر والمبدع الذى يفترض أن يكون النموذج المحتذى وانساق اعلامنا فى هذا التيار الهدام الى درجة أصبح بعض الأطفال الصغار وعندما يسألون عن طموحهم فى الوظيفة التى يريدون شغلها بعد أن يستكملوا دراستهم يجيبون بكل عفوية وبلهجتنا التونسية ( نحب نطلع مزاودى ) لذلك على الذين سيسيرون دواليب الحكم فى تونس أن يعملوا على إعادة نشرالقيم الأخلاقية الراقية والصحيحة التى يجب أن يعتمدها الناس فى معاملاتهم اليومية ولابد من تصحيح المفاهيم المغلوطة الخبيثة التى غرسها بن على فى أذهان الشعب التونسى والتى أصبحت ثقافة يعتمدها التونسيين فى ادارة حياتهم اليومية وهى ثقافة الاجرام والنفاق والانحطاط الأخلاقى والعنف اللفظى والمادى حتى بين أفراد الأسرة التى ضربها بن على فى العمق وهدم كيانها ودورها فى التربية السليمة للناشئة , عقوق الوالدين , الفسق الفاضح لبناتنا ومراودتهم للرجال فى الشوارع حتى أصبحت امرا عاديا ولابد ان نشير هنا الى أن التونسيات أصبحن مشهورات وذاع صيتهن فى مجال التفسخ الأخلاقى على المستوى العربى ان لم نقل العالمى لأن فتياتنا أصبحن يسافرن الى أى مكان فى العالم بلا حسيب ولا رقيب لا من الأسرة التى فككتها ثقافة بن على وأخرستها بداعى المكاسب الحداثية التى تحققت وبالتحديد فى مجال مساواة المرأة بالرجل متشبعين بثقافة بن على وليلى فى هذا المجال حتى أصبحت تونس مشهورة فى هذا المجال خاصة فى الدول العربية , الفساد المالى والأخلاقى للمجتمع فى كل المجالات والتعاملات اليومية , ظاهرة الخمر والكحول والمخدرات التى أصبحت السوس الذى ينخر جسد الشعب التونسى المريض أصلا و طبعا من أم الخبائث ينبعث وينطلق الاجرام والفسق والانحطاط الاخلاقى وتمرغ القيم والمبادىء الأخلاقية فى االتراب وتنتهك حرمات البشر ويضرب بالقوانين عرض الحائط خاصة فى ظل فساد المؤسسة الأمنية والقضائية بالبلاد وهما أكثر القطاعين حيوية وأهمية فى حياة المواطن , العلاقات الخنائية والتجاهر بما ينافى الحياء فى كل الأماكن بداعى الحرية الشخصية ومواكبتها للبلدان الأوروبية وللأسف لم نواكبهم فى الأشياء المفيدة التى تعود بالنفع على المجتمع كالعلم والأدب والتقدم التكنولوجى والصناعى والتطور الفكرى لنقلدهم فقط فى قلة الحياء والفساد الأخلاقى لا بل وأجتهدنا فى ذلك وتفوقنا عليهم بتشجيع وبرعاية أعلى هرم فى السلطة " المصطلح التونسى الشهير " وإن سنعدد فسوف لن نتوقف ولكن هذا غيض من فيض لذلك فالعمل كبير والتركة مثقلة والانتظارات كبيرة والاصلاحات والترميم أولوية مطلقة بتفعيل القانون والحزم فى تطبيقه مع علمنا مسبقا أن ذلك لن يكون سهلا أو بين عشية وضحاها لذلك لابد من الصبر والعمل المتواصل على مدار الساعة لمعالجة المنظومة الأخلاقية للتوانسة التى نخرها سوس بن على حتى أفرغ فينا ومن أنفسنا كل المبادىء والقيم الأخلاقية والكونية لدرجة أصبحنا فيها نعيش فراغا أخلاقيا رهيبا فى مجتمع بلا هوية وبلا ملامح ولا عنوان ولا خلفية ولا توجه ولا تاريخ ولا قيم ولا عفة ولا دين ولا شرف لم يترك فينا شىء الا ودمره ليتركنا أجسادا تتحرك و البلاد جثة هامدة تحوم فوقها الغربان . -نشر على الوسط التونسية بتاريخ 4 ديسمبر 2011