بعد طرحي في هذا الركن مؤخرا لهذا السؤال على أصحاب القرار «يفتح أو لا يفتح الستار على الشذوذ التلفزي»؟ تلقيت غيثا من الكلام النافع عبر هواتف السادة القرّاء أوحى لي بكبر غيرة التونسي على الاخلاق وشدة تمسكه بضرورة تطهير مجاريها وخاصة منها قنواتنا الفضائية. تعددت المكالمات والطلب واحد هو الاصلاح بمزيد الكتابة في الامر والخوض فيه. ونزولا عند رغبتهم أعود الى نفس السؤال لألحق به أتباعه من الأسئلة الطائشة: وأطرحها على طاولة أهل الذكر والفكر. ألم نقم الدنيا ولم نقعدها بدعوى انحطاط الخطاب وتدني اللهجة في الشارع التونسي؟ بربكم أصدقوني القول ألا يكون ذاك الانحطاط وذاك التدني أرقى مما سمعناه ورأيناه في اليقظة وبالألوان وبالاعداد والاخراج والتنشيط أيضا في أكثر من برنامج وفي أكثر من قناة من قنواتنا؟ أليس التجاهر بما ينافي الحياء مرفوضا ويعاقب عليه القانون والعائلة والشارع؟ فمن يحلله ومن يحرّمه في التلفزة، ومن ينصح أصحاب الحواجب «الملقوطة» والوجوه «المُمستكة» المجبّسة «المشحوطة» بأننا لسنا من بني «بلّوطة» حتى لا يدخلوا بيوتنا مرة أخرى حفاة عراة فكرا وأخلاقا وحياء وصورة؟ ذلك السيل من الكلام النافع أوحى لي بشدة ضمإ وعطش التونسي الى الارتواء من قنواتنا الفضائية وبإصراره على تطهيرها وأوحى لي أيضا بالخيبة الكبرى لديه عندما تحولت بعض البرامج فيها الى مستنقعات ومياه راكدة وعكرة وبحاجته الملحّة الى من يجيب... وأخشى ما أخشاه لا قدّر الله أن يكون الجواب «يشرب وإلا يكسّر قرنو». ويبقى التستّر خلف الستار في السر ويبقى التعرّي على الشاشة في العلن.