جال الجبالي الذي يزور لبنان على رأس وفد للمشاركة في «منتدى الاقتصاد والأعمال»، يرافقه السفير التونسي لدى لبنان محمد فرزي بلوط، على رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي. وعرض مع سليمان العلاقات الثنائية والعلاقات العربية - العربية أكد رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي أن «هناك ترابطاً عميقاً بين الشعبين التونسي واللبناني، وثورة تونس استلهمت من لبنان الحرية والتعددية والوفاق والانفتاح والتسامح». وجال الجبالي الذي يزور لبنان على رأس وفد للمشاركة في «منتدى الاقتصاد والأعمال»، يرافقه السفير التونسي لدى لبنان محمد فرزي بلوط، على رؤساء الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي. وعرض مع سليمان العلاقات الثنائية والعلاقات العربية - العربية، والأوضاع في تونس. ونوه سليمان «بالانتقال السريع إلى الديموقراطية الذي تحقق هناك». وقال الجبالي بعد لقائه بري في حضور المستشار الإعلامي علي حمدان: «سعدت بلقاء الرئيس بري رمز وحدة شعب لبنان العريق في التوافق وهذا التوازن الجميل. ونقلت له صورة عن وضعنا في تونس بعد الثورة السلمية، والتحديات التي تواجهها وهي طبيعية لثورة قامت على الكرامة بشقيها السياسي والاجتماعي. وحققنا خطوات لا بأس بها في المجال السياسي ونحن نعالج الشق الثاني من الكرامة وهي العدالة الاجتماعية خدمة لشعبنا وشبابنا». وأضاف أنه وجد بري «ملماً بقضايا وهموم الأمة ووضع شعوبنا والقضية الفلسطينية، إضافة إلى نصحه للتبادل التجاري والسياحي وكل فرص دعم العلاقات بين الشعبين. وأنا سعيد جداً لوجودي في لبنان الانفتاح والاعتدال ورمز الحرية عندما كانت شعوبنا ومنطقتنا العربية كلها في ظلمات الاستبداد فكان الشمعة التي تضيء الأمل رغم كل المشاكل والصعوبات التي تحيط به». وأجرى الجبالي وميقاتي في السراي الحكومية محادثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تفعيلها. ثم عقدا اجتماعاً شارك فيه الوفدان اللبناني والتونسي أعقبه مؤتمر صحافي تحدث في بدايته ميقاتي فقال: «هذه الزيارة تأكيد العلاقة الممتازة بين الدولتين. إذ أراد أن يكون لبنان من أوائل الدول التي يزورها، لما يمثله لبنان من قيم الحضارة والحريات والديموقراطية، كما أراد أن تكون زيارته منطلقاً للدعوة للاستثمار في تونس بما يمثل لبنان من لقاء رجال الأعمال والمال العرب». وأضاف: «تطرقنا إلى مواضيع عدة خصوصاً بما يتعلق باجتماع للجنة العليا اللبنانية - التونسية، واتفقنا أن يكون الاجتماع في وقت قريب، وذلك من أجل تحفيز هذه العلاقات وتوقيع اتفاقية لتشجيع الاستثمار بين البلدين». ورداً على سؤال عن أجواء جلسة مجلس الوزراء قال ميقاتي: «نحن اليوم نتكلم عن العلاقات اللبنانية - التونسية، وأريد أن أزيد جملة ربما تصلح أن تكون جواباً على السؤال، فخلال منتدى الاقتصاد والأعمال هذا الصباح، كان الحديث عن الربيع الاقتصادي، وفي رأيي حان الوقت للاهتمام بالاقتصاد وبالأمور التي تشجع الاستثمار والاقتصاد. ومن هذا المنطلق كان بحثنا، وعندما ننظر إلى أي أمور في لبنان علينا مقاربتها من ناحية الإنماء والتطوير والازدهار الاقتصادي». ثم تحدث الجبالي فقال: «نحن نشعر في تونس بترابط عميق مع لبنان وبين الشعبين، وقد قامت ثورتنا لإحياء قيم الحرية والاعتدال والتسامح. لذلك، نجد أنفسنا قريبين جداً من لبنان ومن بيروت عاصمة الحرية والفن الراقي». وزاد: «جئنا لنطالب بمزيد من التنسيق وتوطيد العلاقات في المجالات كافة، ووجدنا تجاوباً كبيراً من القيادة اللبنانية ومن النخبة اللبنانية والشعب اللبناني، فتونس حكومة وشعباً تمد يدها إلى شقيقتها ثورة لبنان المستمرة نحو هذا الاعتزاز بالانتماء الحضاري ونحو بناء مجتمع يقوم على هذه القيم النبيلة التي تجمع بلدينا». وقال: «تطرقنا إلى الكثير من المواضيع ونود أن نمر إلى عمل فعلي وميداني من خلال اللجنة العليا التي يجب تفعيلها في أقرب وقت، لأن لا بد من أن نتطلع إلى ما يهم شعبينا الشقيقين». وناقش ميقاتي مع نائب المدير العام لصندوق النقد الدولي نعمت شفيق «المخططات المستقبلية والطويلة الأمد للبنان، والاستراتيجية المتبعة لمعالجة الدين ومشكلات البنى التحتية». ميقاتي: الخارج لا يكترث لمصالحنا وكانت دائرة العلوم السياسية والإدارة العامة في الجامعة الأميركية في بيروت، استضافت ميقاتي الذي ألقى محاضرة بعنوان «قضايا ووجهات نظر: السياسات وصنع السياسات في الجمهورية اللبنانية». وحضر نحو مئة من طلاب الدائرة وعدد من أساتذتها. وبعدما ذكر رئيس الجامعة بيتر دورمان أن الرئيس ميقاتي خريج الجامعة وعضو في مجلس أمنائها، خاطب رئيس الحكومة الطلاب مؤكداً «أهمية تقبل الآخر والتعايش والاعتماد على الذات»، وقال: «لا تتوهموا أبداً بأن القوى الخارجية تكترث لمصالحنا»، مشدداً على أهمية «منع أي تدخل في عملية صنع القرارات الوطنية والحكومية». وأجاب عن أسئلة عدة عن العلاقات اللبنانية - السورية، النقل العام، القانون الانتخابي، إلغاء الطائفية وغيرها. وقال رئيس الدائرة توماس هاي إن «هذه النشاطات مهمة لأنها تشجع الحوار المفتوح بين الطلاب والمسؤولين الحكوميين». صحيفة الحياة - الجمعة, 11 مايو 2012