الكل يهدد والكل يتوعد الكل يزمجر الكل يبتزبل ويتفنن فى الابتزاز غير آبه لما يمكن أن تصل اليه تونس الوطن من تدهور اقتصادىواجتماعى وأمنى يعصف بهذه التجربة الفريدة وهذا الحلم الجميل الذى يعيشه التونسيون بمعية العالم أجمع أصبح الكل ابطالا فى عهد لم يعد للبطولة معنى أصبح الكل يلعن ويسب ويحذر ويخرب ويقطع الطرق ويتطاول على المسؤولين ويتحدث بلغة المناضل الذى ضحى من أجلنا نحن الشعب وبالتالى فقد اصبح صاحب معروف ومنة على الشعب التونسى وأصبحت العملية لى ذراع فإما الآن تتحقق المطالب وإما فالويل لك يا تونس الوطن ( اقتصادومؤسسات وأمن ....) وكل حسب اجتهاده الخاص فى الاعتصام وغلق الطرق وتعطيل المصالح الاقتصادية والمرافق العامة والا فلتتحمل يا وطن ما الذى سيحصل لك الكل يغلقالطرقات ويعطل المصانع ويعتصم أمام المرافق العمومية ويعطل مصالح الناس أصبح الكل أسوداوغلبت الأنانية والانتهازية على معظم المواقف والمطالب أصبح الكل ينهش لحمالمسكينة تونس الوطن وأصبحوا يتفننون فى تركيعها بشتى الوسائل انتفض الجياعوالحفاة والعراة الذين كانوا رغم بؤسهم وتعاستهم أيام بن على لا يتجرؤون حتى علىمجرد فتح أفواههم بل ويصرحون أن أحوالهم عال العال بفضل صانع التغيير .... وتراكمتمطالب الاتحاد العام التونسى للشغل لحشر الحكومة فى الزاوية واظهارها بمظهر الفاشلوالتى يريد تحقيقها فى الحين وكلها مطالب زيادات فى الأجور من المفترض ومن بابالاحساس بالمسؤلية الوطنية ألا تطرح على الأقل خلال هذه السنة وتزعم الاتحاد مطالبالانتهازية والفوضى الاتحاد الذى لم يكن يسمع له صوتا أيام بن على ولم نكن نعرف منهالا عبد السلام جراد الذى كان يظهر فى عيد الشغل أو فى 7 نوفمبر ليلقى بيان مساندةلبن على ثم يتوارى عن الأنظار الاتحاد الذى كان ضد الثورة ومساند لبن على مدى أيامالثورة وهو يقتل ويفتك بالشعب التونسى الى غاية يوم جانفى 14 حيث بدل موقفه وركب ثورة الشعب بعد أن تيقن من نهاية بن على الأشاوس الذينظهروا بعد 14 جانفى من الاتحاد العام التونسى للشغل وعلى رأسهم العباسى لم نكن نسمعلهم صوتا أونرى لهم صورة وحدهم الشهداء لم يبتزوا تونس وحدهم الذين ماتوا فى سبيلتونس التى نراها اليوم , حتى الجرحى أصبحوا بالآلاف بعد أن كان عددهم لا يتجاوز 150جريح وهذه الجحافل من الجرحى معظمهم من ذوى السوابق ومرتادى السجون والذين خرجواأيام الثورة للنهب والسرقة تحولوا اليوم الى مناضلين وأصحاب منة وفضل عن الشعب التونسى يتفننون فى ابتزاز الحكومة للسطو على أموال الشعب التونسى ولو بالقوة وظهرالأبطال الجدد الذين كانت ترتعد أوصالهم عند مجرد سماعهم لذكر اسم بن على فهناك مناصبح يخيط فمه وهناك من اصبح يهدد بحرق نفسه وهناك من أصبح يعتصم أمام أى مرفق لم يستجب لمطالبه حتى فى اخراج المجرمين ومروجى المخدرات ومرتادى السجون وأصبحنانراهم يتعدون ويسطون حتى على مراكز السيادة والمحاكم لإخراج المجرمين بالقوة وديستهيبة العدالة فى تونس المسكينة تونس الوطن عديد المرات بالأقدام لم يبقى الاالوطنيون الأحرار الذين مازالت تعنيهم تونس الوطن يتألمون ليلا نهارا وهم يرونالانتهازيون من الشعب ومن اليسار الانتهازى ومن المعارضة اللاوطنية الذين لم تعدتهمهم مصلحة تونس وأعماهم حقدهم الدفين على الحكومة وتهافتهم على الكرسى الى الضرب بالمصلحة الوطنية عرض الحائط والدخول فى العناد والمماحكات الصبيانية والجدل العقيم والتنصل من الاحساس بالمسؤولية ومن المفارقات العجيبة أن كل الذين ظهروا اليوم يحرقون البلاد ويتوعدون ويخربون سواء من عامة الشعب التونسى أو من يحرضهم على ذلكونعنى الاتحاد العام التونسى أو بعض الأحزاب المعارضة التى لا تتمتع بأدنى حس وطنىأو انتماء كانوا خرسى أيام بن على وحتى لما يسألون عن الأوضاع الاجتماعية يجيبون" بكل فخر واعتزاز " أن الأمور على أحسن ما يرام للأسف أصبحنا اليومنراهم مع من يسوقونهم كحجة على فشل الحكومة لغايات دنيئة يحتلون المنابر الاعلاميةويعطون للناس دروسا فى حب الذات والأنانية والانتهازية والخروج بغنيمة من هذهالثورة مهما كان حجمها بدون رحمة أو شفقة على هذا الوطن العزيز الذى ضحى من من أجله الشرفاء دون أن يطلبوا شيئا لأنفسهم كانت تضحيتهم من أجل شىء مقدس أسمى وأكبرمن كل شىء ألا وهو الوطن الوطن الذى نراه ينهش اليوم من كل الاتجاهات ومن كل حدبوصوب حتى أصبح يستغيث الرحمة فأنا تونس أنا الوطن يا حقراء قليلا من الحياء يا من خرجتم من جحوركم بعد 14 جانفى بعد أن استمرأتم الذل والهوان لسنين اليوم تحركت فيكم النخوة والبطولة فى زمن لم يعد لهما معنى . -الوسط التونسية بتاريخ 24 جوان 2012