بدعوة من إدارة مسجد أيا صوفيا بمدينة ديسبورج الألمانية التابعة لولاية شمال الراين حل الرئيس الألماني هورست كولر ضيفا على مائدة الإفطار أعرب خلالها عن سعادته بتواجده في جو إسلامي ممتزج بالهوية الألمانية. وقال كولر في كلمته التي ألقاها على مسامع الحضور السبت 7-10-2006 : "إن الحياة الإسلامية صارت جزءا من الحياة اليومية الألمانية، ويتجلى ذلك بوضوح في شهر رمضان عندما يجتمع المسلمون معا جنبا إلى جنب مع جيرانهم الألمان إلى مائدة واحدة، بما يمنح فرصة خلاقة للتقارب". فالحياة الإسلامية في ألمانيا، حسبما قال كولر، متعددة المظاهر ومتنوعة الأطياف فالإسلام يمثله هنا العديد من الاتجاهات، وهناك مسلمون عرب وأتراك وبوسنيون". وأضاف قائلا: حمل هذا التنوع تحولا ملحوظا في مشاعر وأفكار المسلمين، وأكد حقيقة هذا التحول الانطباعات الإيجابية التي ترسخت لدى كثير من الحوارات التي أجريتها مع الشباب والنساء المسلمين". ولفت الرئيس الألماني إلى أن "التحول مستمر ومتتابع وأصبح متجسدا في مراحل التقارب الإسلامي من المجتمع الألماني فقديما كان هناك المسلم المقيم في ألمانيا ثم المسلم المولود في ألمانيا ثم المسلم الحامل للجنسية الألمانية ثم الألماني المسلم". وشدد كولر في كلمته على أن التمسك بالهوية هو أمر هام، مشيرا إلى أن "الهوية ليست وليدة صدفة أو محض اختراع، بل هي نتاج عملية طويلة يجب أن تبقى فيها مساحة الماضي دون إغلاق باب المستقبل. فما من أحد يمكنه أن يتناسى مكان طفولته أو أسرته. ولكن من وجد في ألمانيا وطنا جديدا، ومن ولد هنا فهو ينتمي إلى هنا، ويصبغ بأصله وتقاليده وثقافته ومعتقده وجه هذه البلاد. فهذه أيضا بلادكم ومن هنا تنبع المسئولية". وفي ختام كلمته دعا كولر الأقلية المسلمة إلى المساهمة في تشكيل وجه الدولة الألمانية بالتعاون مع قيادات الدولة والإعلام والقوى الاجتماعية وكذلك الكنيسة، مؤكدا على أن الاحترام المتبادل والاهتمام بالآخر دون شكوك أو خوف هو السبيل لخلق تضامن اجتماعي. وقال مراسل عيون المشاهد إن النمط الإسلامي في الحياة أصبح جزءا من فسيفساء المجتمع الألماني المتعدد الثقافات. وفي شهر رمضان يحرص أبناء الأقلية المسلمة على دعوة جيرانهم وأصدقائهم إلى موائد الإفطار للتعرف عن قرب على الحياة الإسلامية، وفتح باب للحوار والتبادل الثقافي. ويبلغ تعداد مسلمي ألمانيا نحو 3.5 ملايين مسلم يقيم معظمهم في الولاياتالغربية حيث توفر فرص العمل. ويصل عدد المساجد وأماكن الصلاة في ألمانيا إلى 2400 مسجد ومصلى، تابعة في معظمها إلى مؤسسات دينية تركية نتيجة للعدد المتنامي للمسلمين الأتراك الذين يمثلون غالبية الجاليات الإسلامية في أوربا. ويصل عدد المساجد ذات المآذن والقباب (الشكل التقليدي للمسجد) في ألمانيا إلى ما يزيد عن 140 مسجدا.