اشرف الهادي مهني الامين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي الاثنين بدار التجمع بالعاصمة على منتدى الفكر السياسي الذي استضاف محمد عز الدين عبد المنعم استاذ القانون العام بمصر والخبير في العلاقات الدولية لالقاء محاضرة حول موضوع " تجديد الخطاب الديني وثقافة الوفاق" وذلك بحضور عدد من اعضاء الحكومة والامناء العامين المساعدين. واكد الامين العام للتجمع ان تناول مثل هذه المواضيع الهامة يبرز العناية الفائقة التي يوليها الرئيس زين العابدين بن علي للدين الاسلامي الحنيف وللتعريف بقيمه السمحة ومبادئه النبيلة ويترجم ايمان تونس بفضيلة الحوار والاجتهاد باعتبار الدين الاسلامي دين التفتح والعلم والمعرفة واعمال العقل وكذلك دين التسامح والتضامن بين المسلمين. وابرز حرص تونس على الدفاع عن مقومات الدين الاسلامي الحنيف بهدى من رئيس الدولة وعلى تطوير الخطاب الديني ودعم ثقافة الوفاق والاجتهاد حتى يظل الاسلام في خدمة السلم والنماء والاستقرار وعامل وحدة وتعاون وتكامل. واشار الى ان الاوضاع الدولية القائمة تقتضي العمل على تنشئة الاجيال على سلامة العقيدة وتمجيد العلم الى جانب تطوير الخطاب الديني احكاما للوفاق بين تعاليم الدين الحنيف ومقتضيات الحداثة. وابرز محمد عز الدين عبد المنعم في محاضرته ان الوضع الدولي الراهن الذي يقوم على الصدام بين الاديان والمذاهب يعكس مدى الخوف والتخوف من الخطاب الديني الشائع الذي اصبحت كلمة "الجهاد" فيه مرادفا "للارهاب" سيما منذ احداث 11 سبتمبر 2001. وبين ان جهازي الامن والاعلام الدوليين ساهما في عولمة "الخوف على الذات" من الخطاب الديني الاسلامي لدى المجتمعات الغربية كما كرسا تخوف الحكومات الغربية من امكانيات العالم الاسلامي الذي يحظى بموقع جغرافي استراتيجي ويزخر بالثروات الطاقية والمواد الاولية. ولاحظ ان انقسام الخطاب الاسلامي بين معتدل يدعو الى الحوار والتسامح وقيم الديمقراطية وحقوق الانسان واخر متطرف يدعو الى العنف والانغلاق وكبت الحريات ساهم بدوره في تشويه الخطاب الاسلامي والتباس النص الديني. واكد ان تجديد الخطاب الديني الاسلامي يجب ان يرتكز على اربعة شروط وهي ان يكون الخطاب "جامعا" أي ان يتناول كل المذاهب والقضايا حتى يحافظ على مصداقيته. وان يكون "مجتمعيا" فيسمح بمشاركة كل فئات المجتمع. وان يكون "تنمويا" فيعنى بقضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما يجب ان يكون "برنامجيا" فتتم مناقشته بلغة سلسة ومفهومة ويكون في مرتبة الاولوية الوطنية الخاضعة للمتابعة والتقييم المستمر . واستنتج المحاضر ان توفر الخطاب الديني على هذه السمات الاربع من شانه ان يحقق الوفاق الاجتماعي الوطني ومن ثمة نشر ثقافة الوفاق الدولي.