الشيخ إبراهيم العموشي والد أخينا حافظ اللاجئ السياسي بالنمسا توفي عن سن يناهز 95 سنة، كانت حياته حافلة بالعمل الصالح حيث أنه كان إماما لمسجد الفال بالمدينة العتيقة بتونس العاصمة، وكان معروفا بالتقوى والورع وحبه لفعل الخيرات والثبات على المبدأ، ولقد إبتلاه الله بفراق نجله الوحيد حافظ الذي إضطرته السلطة الغاشمة في تونس الى مغادرة البلاد واللجوء إلى النمسا التي منحته اللجوء السياسي على الفور وذلك للأضرار البدنية التي كانت بادية على جسده وخاصة الساقين اللتين كانتا شبه مشلولتين من التعذيب . ودع حافظ أباه قائلا:" أبي أنا مسافر لفترة قصيرة ثمّ أعود" محاولا التخفيف عن أبيه الشيخ، غير أن الشيخ إبراهيم قد رد عليه بكل صبر وثبات " سافر يا حافظ في حفظ الله أنا أعرف كل شيئ" ولقد غادر الشيخ إبراهيم منذ الصباح الباكر ذلك اليوم حتى لا يرى إبنه الواحيد وهو يغادر البلاد إلى أجل لا يعلمه إلاّ الله، وتوفي الشيخ إبراهيم ولم يرى إبنه الوحيد مرة ثانية. كانت وفاة الشيخ في يوم الجمعة27 رمضان 1427 الموافق 20أكتوبر2006 بعد صلاة الصبح مباشرة، ولقد كان الشيخ إبراهيم يصلي التراويح في المسجد إلى غاية يوم الأحد 15 اكتوبر 2006 . ولقد بلغ أخانا حافظ بعد وفاة أبيه أن كل من دخل بيت الفقيد قد لاحظ تفشي رائحة زكية في كامل أرجاء البيت- نسأل الله أن تكون علامة قبول عنده. نسأل الله أن يتقبل الفقيد قبولا حسنا وأن يسكنه فراديس جنانه إنه ولي ذلك والقادر عليه وأن يرزق أهله جميل الصبر والسلوان.