بلغ الوسط التونسية عن طريق مصدر نسب نفسه الى الكوادر العليا للبلاد أن رئيس الجمهورية التونسية السيد زين العابدين بن علي قد غاب عن الأضواء الاعلامية والسياسية المعهودة على مدار خمسة أيام متتالية سبقت تاريخ تحريرنا لنص هذا التقرير. وفي رسالة مختصرة توجه بها هذا المصدر- الذي رفض الافصاح عن هويته بدقة- الى الوسط التونسية ,فان العديد من المؤشرات على حد ذكره تفيد بغياب رئيس الجمهورية التونسية عن المسرح السياسي المعهود ,وهو مايطرح على حد نظر الكثيرين أسئلة ملحة حول أسباب هذا الغياب. يذكر أن الوسط التونسية كانت قد أبلغت قبيل أسابيع وعن طريق مصدر قريب جدا من أوساط صحية عربية بأن الرئيس التونسي يعاني من مشكلات صحية أوجبت عليه التردد على حد زعمها على مؤسسات صحية أجنبية قصد تلقي علاج غير متوفر سريريا بالبلاد التونسية. * من جهة ثانية كانت مصادر ديبلوماسية غربية قد سربت أخبار منذ حوالي سنة عن اصابة الرئيس زين العابدين بن علي منذ خمس سنوات تقريبا بمرض عضال قالت أنه بحسب التشخيص الطبي "سرطان البروستاتا" ,وهو مادعى السلطات التونسية وفي حساسية مفرطة لهذا الموضوع الى مصادرة مجلة المرأة اليوم بتاريخ 7 فيفري 2006 في عددها رقم 257 على اثر نشرها لمقال للكاتب الجزائري عز الدين ميهوبي تحدث فيه عرضا عن مرض الرئيس التونسي-المقال حمل عنوان "فلكيو الكوارث وعرافو الفجيعة"-. وضمن نفس هذا السياق ذكر مصدر تونسي معارض لم يرغب في نشر اسمه ضمن تفاصيل هذا التقرير,أن جهات صحية عربية حملت له ملفا طبيا يثبت وبشكل قاطع تردي الوضع الصحي للرئيس بن علي,غير أن هذا المصدر رفض على حد ذكره استلام نص الوثائق الطبية وذلك بناء على عدم رغبته في ممارسة أساليب تجسسية وصفها بالمرفوضة أخلاقيا . هذا ولفت انتباه الاعلاميين والسياسيين على حد سواء امتناع الرئيس التونسي منذ أيام قليلة عن استقبال وزير خارجية ألمانيا بناء على احتراز رسمي على تصريحات له حول الوضع الحقوقي والسياسي بتونس,غير أن البعض الاخر ذهب الى تأويل الامتناع الى أسباب صحية لم يكشف عن تفاصيلها. غير أن الجهات الحكومية والرسمية التونسية تبدي كثيرا من التكتم وعدم الرغبة في التعليق لا بالنفي ولا بالايجاب على هذه المعلومات المتداولة في الأوساط السياسية والاعلامية والشعبية التونسية والتي تسربت لاحقا الى بعض الدوريات العربية والغربية... وفي موضوع له علاقة بهذه الأخبار التي لم تتمكن الوسط التونسية من تأكيدها قطعيا أو نفيها بشكل رسمي من جهات حكومية تونسية,فان اعتذار الرئيس التونسي عن احتضان أشغال قمة عربية سابقة كان قد أرجع من قبل الزميل الاعلامي نصر المجالي وبحسب مصادر لم يدقق في ذكر تفاصيلها الى معاناة الرئيس التونسي من مضاعفات المرض المشار اليه سابقا ضمن هذا التقرير . الشارع التونسي ترك لهذه التأويلات في أكثر من مناسبة رسمية دولية نذكر من بينها القمة الأممية للمعلوماتية وقمة برشلونة المتوسطية والقمة الافريقية التي احتضنتها الخرطوم في يناير من هذه السنة,وذلكم في ظل غياب حرية حقيقية للاعلام تتعاطى مع هذا الموضوع وغيره من الموضوعات في كنف الجرأة والشفافية. هذا وفوجئ بعض المراقبين السياسيين والمتابعين عن كثب لتطورات الوضع التونسي,بتصريحات رسمية ضمن دوائر مجلسي النواب والمستشارين تدعو الرئيس بن علي للترشح رسميا للانتخابات الرئاسية لسنة 2009,وهو ماعده بعض المراقبين ردا سياسيا عمليا على هذه المعلومات التي تروج بقوة حول مرض الرئيس التونسي,الا أن البعض الاخر رأى فيها استباقا لمرحلة قد تكون دخلتها البلاد التونسية في ظل مايتردد من معطيات اخبارية غير قطعية عن رغبة جهات أجنبية نافذة عالميا في احداث تحول سياسي يطرأ على هرم السلطة في ظل تلكؤ السلطات الحالية في ادخال اصلاحات سياسية واعلامية تحول دون مزيد من الاحتقان السياسي والاجتماعي. *كاتب واعلامي تونسي ومدير صحيفة الوسط التونسية: [email protected]