يقول محللون ان صراعا يدور في ليبيا بين انصار اصلاح النظام بقياة سيف الاسلام القذافي نجل العقيد معمر القذافي وبين الحرس القديم بقيادة نائب رئيس البرلمان احمد ابراهيم منذ ان بدات ليبيا انفتاحها على العالم في نهاية 2003. وطالبت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين بالافراج فورا عن المعارض الليبي ادريس محمد بوفايد الذي اعتقل في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي. وقال رئيس الرابطة الليبية لحقوق الانسان المقيم في جنيف سليمان بوشويغير انه يعتقد ان "محمد بوفايد هو ضحية جديدة للصراع الدائر في ليبيا بين الراغبين في انفتاح ديموقراطي والذين يريدون ابقاء الاوضاع على ما هي عليه". وكان بوفايد وهو طبيب في التاسعة والاربعين عاد في ايلول/سبتمبر الماضي الى ليبيا بعد 16 عاما امضاها في سويسرا من اجل ان يقود الاتحاد الوطني للاصلاح وهو تنظيم اسسه منذ عام ونصف. واضاف بوشويغير لوكالة فرانس برس ان انفتاح ليبيا على المجتمع الدولي بعد تخليها عن برنامج اسلحة الدمار الشامل في نهاية 2003 ادى الى انقسام داخل نظام القذافي الذي يحكم ليبيا منذ 37 عاما. وتابع ان "هناك صراعا بين المحافظين بقيادة الامين المساعد لمؤتمر الشعب العام احمد ابراهيم وبين سيف الاسلام القذافي". وقبل ان تعيد واشنطن علاقاتها مع ليبيا في ايار/مايو الماضي شن ابراهيم هجوما عنيفا على الولاياتالمتحدة واعتبر خلال ندوة دولية نظمت في نيسان/ابريل في طرابلس ان "اميركا جسم ملعون مطرود من رحمة الله ولا تستحق الا اللعنة". وقالت مديرة فرع "هيومن رايتس ووتش" في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ساره لي ويتسون "ربما تكون ليبيا منفتحة على العالم لكن الحكومة ما زالت تحتجز منتقديها". وتابعت ان "الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي لا يجب ان يظلا صامتين لمجرد ان ليبيا تتعاون معهما في مكافحة الارهاب او لان لديهما استثمارات نفطية فيها". وقال سعد جبار وهو نائب رئيس مركز دراسات شمال افريقيا في جامعة كمبردج ان النظام الليبي تصالح مع العالم الخارجي ولكنه لم يتصالح بعد مع شعبه. واضاف ان "سيف الاسلام لا يسعى الى قلب النظام ولا تغييره من اعلى لكنه يعارض بعض الممارسات مثل الفساد والبيروقراطية وقلة الفاعلية ويقول ان الوقت حان لبعض الاجراءات السياسية والاقتصادية التي تكفل المحاسبة". ويعتقد جبار ان "هناك عناصر تشكل قاعدة النظام وهم من الثوريين السابقين الذين تحولوا الى جامعين للثروة وباتوا يشكلون مجموعة تضغط تعارض اي شكل من اشكال الاصلاح". ويؤكد بوشويغير ان سيف الاسلام "شاب لديه افكار لا يتمكن من تطبيقها". ويضيف "في ليبيا الجميع معتقلون فانت دائما رهينة للنخبة الحاكمة وليس لديك اي حقوق". وقاد سيف الاسلام الذي يوصف بانه خليفة محتمل لوالده حملة من اجل عودة المعارضين الليبيين من الخارج ولكن الاضطهاد السياسي ما زال مستمرا ويستدعي ضغوطا خارجية. وكان سيف الاسلام القذافي وجه انتقادات لاذعة للنظام القائم ودعا الى "الانتقال من الثورة الى الدولة" والى وضع دستور دائم للبلاد. وانتقد سيف الاسلام (36 عاما) وهو احد ابرز الداعين الى الاصلاح الاقتصادي والسياسي والانفتاح على الغرب "حالة الفوضى" السائدة في ليبيا واعتبر انها عائدة الى "غياب الدستور والقوانين" متهما "المافيا الليبية" بالتصدي للمشاريع الاصلاحية. وقد بدأ سيف الاسلام بانشاء شبكة من وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة لنشر افكاره في ليبيا بينما يستعد التيار المتشدد للطلاق اذاعة ذات توجه قومي عربي من القاهرة. وطالبت الولاياتالمتحدة الشهر الماضي ليبيا بالافراج فورا عن فتحي الجهمي وهو معارض سياسي في الخامسة والستين معتقل منذ 2004 بعد ان ادلى بتصريحات معادية للنظام وطالب الديموقراطية. وتحرص واشنطن على تامين حصة لها في الاحتياطات النفطية الليبية الضخمة وعلى الحصول على مساعدة طرابلس في مكافحة الارهاب لكن قضية حقوق الانسان تشغلها كذلك. ووفقا لبعض التقارير فان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ارجات زيارة الى ليبيا الشهر الماضي بسبب انتهاكات حقوق الانسان من بينها حالة الجهمي وقضية الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني المهددين بالاعدام بسبب اتهامهم بالتسبب في اصابة اطفال ليبيين بمرض الايدز.