تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحجاب يثير ضجة في تونس... الأبعاد والغايات والأمنيات!

علينا أن نعترف وبكل شجاعة بأنه لاتوجد في منطقتنا العربية جمهورية فاضلة، ولا يوجد نظام عربي واحد بلا أخطاء وكبوات، ولأسباب كثيرة لا داعي للخوض بها لأنها ليست الهدف، بل الهدف من المقال هو مناقشة قضية ( الحجاب) التي أصبحت وفي أغلب الأحيان عبارة عن بورصة للشهرة، و يافطة للدعايات الإنتخابية، والذي يدفع الثمن من خلالها هو الدين الإسلامي بسمعته ونصه وفلسفته، ومن ثم الذي يدفع الثمن هنّ السيدات المحجبات والمسلمين عموما.
لذا لابد من ملامسة صلب المشكلة ،وعلينا أن لا نغلفها بالسياسة أو الكياسة ولا حتى بالنحاسة، وكذلك علينا أن لا نرفعها حجة بوجه الأنظمة أو الشخصيات الحاكمة التي لا تروق لنا، فلنوزع بيئات الحجاب الإسلامي، فهناك بيئة عربية و أوربية و آسيوية وإقليمية، ولكل بيئة فلسفتها في الحجاب، ونقصد طريقة ونوع ولون وشكل الحجاب، ونراه مختلفا بين بيئة وأخرى، ومن هنا نطرح السؤال : هل لدينا إسلام واحد أم إسلام متعدد؟ فالجواب وبدون شك هو إسلام واحد أي دين واحد، فلماذا إذن جاءت فلسفات نوع ولون وفِصال وطريقة إرتداء الحجاب؟.
إذن هناك أهواء، وهناك إجتهادات ليست بالضرورة أنها تلامس اللب الحقيقي، فكثيرا ما نرى محجبات ولكن يلبسن (الجينز الضيق المثير) وهناك حجاب يغطي الشعر فقط وبطريقة التكوير وتخرج الرقبة والآذان ومن الأسفل يصاحبة لبسا (مودرن) أي على الموضة، وبنفس الوقت هناك برقعا بحيث لا تعرف السيدة المحجبة أمامك أين أتجاهها هل هي مقبلة أم مدبرة ، وهناك النقاب الذي تتلصلص منه العيون والمصاحب لملابس عريضة وطويلة، وإن كانت السيدة التي ترتديه لديها رصيدا من البدانة فبدورها تحجز رصيف المشاة ،وهنا لسنا بصدد السخرية من الحجاب، بل نتكلم عن حقائق لأنه عندما نسخر من الحجاب يعني نسخر من مجتمعاتنا وأمهاتنا وأخواتنا، وكذلك نسخر من واجب شرعي شفاف، وليس واجبا بقيود، لأن الدين الإسلامي دين لجميع الأزمان، وهنا سر ثباته وسره أن يكون خاتم الأديان..
فبالعودة الى سياق التحليل والحديث، إذن نحن أمام أنواع مختلفة من التحجّب، وعندما تكون هناك أنواعا مختلفة، يعني نحن أمام طروحات مختلفة يصنعها البشر ويتفنن بها لأنه لو كان للحجاب أصلا كالحج أو كالزكاة لِما حصل التفنن أليس كذلك؟، ثم من قال ومن يثبت أن هذا البشر هو صالح دينيا وعلميا ونفسيا ،فبنظرنا إن الرجل الذي يجبر طفله عمرها 3 سنوات على لبس الحجاب لديه خللا في نفسيته، وفي إيمانه غلو وتعصب، وهو يصر على إعدام فترة طفولة هذه الفتاة البريئة، أي من خلال أقحامها في مجالات كبيرة جدا على كيانها وعقلها ومداركها، لأن الحجاب جاء لمنع أثارة غرائز الآخرين، فكيف تثير هذه الطفلة غرائز الآخرين؟
ولو تعمقنا في الفلسفة الإسلامية قليلا ،ربما إن الحجاب جاء كمعالجة لحالة إجتماعية، وهي حالة الفقر لدى بعض الطبقات الإجتماعية، أي أن الفتاة أو السيدة الفقيرة تتحجب بحجاب ( جلباب) فوق ملابسها لأنها غير قادرة على شراء الملابس بإستمرار، وغير قادرة على شراء المساحيق والعطور ،والذهاب الى صالونات الحلاقة وغيرها من الأمور، والتي هي ليست ساذجة بل هي متغيرات حياتية طبيعية مصاحبة للمتغيرات الإجتماعية والإقتصادية وحتى السياسية التي تؤثر بالمجتمعات.
فقارورة العطر كانت لا تفارق الرسول محمد (ص) ، فهل كان النبي متصابيا أم كان إغوائيا؟.. فمعاذ الله وحاشا الرسول، ولكنه أعطى مثلا للنظافة والتعطّر والمظهر اللائق، فلنكن صريحين إن هناك عدد كبير من المحجبات يهملن حالهن حال الدخول في عالم الحجاب، فتتحول الفتاة إبنة العشرينات وكأنها في سن الأربعين، وهي بمثابة إطلاق نار غير شرعي على إنوثة وربيعية الفتاة، وحتى لو جئنا للبحث في حالات الطلاق سنجدها مرتفعة بين المحجبات، ونعتقد أن أول أسبابه هو شعور المتحجبة أنها أقرب الى الله من الزوج ،ومن ثم تعتقد أنها الأنظف والأطهر في البيت، ومنهن من يصدر فرمانات إيمانية في البيت، وكلها مبالغ بها ناهيك إن قسما كبيرا منهن وبحجة الحجاب والتديّن يهملن أنفسهن فيضجر الأزواج منهن وتحدث المشاكل العائلية، علما إن التديّن من المفترض أن يحول المرأة الكسولة الى نشطة، ويحول غير المبالية الى أمرأة جدية وبدينامكية أعلى، فكم نتمنى أن تبحثوا في هذه المسألة، وتحديدا بين الجاليات الإسلامية في أوربا ستجدون نسبة المطلقات من المحجبات ( نسبة مهولة ومخيفة) ، وحتى لو جئنا لمسألة إنتشار الحجاب فهو تناسب تناسبا عكسيا مع الفضيلة والقيم، أي كثر الحجاب وأنتشر، يقابله قلّة الفضيلة والإلتزام بمبادىء الدين الحنيف والأخلاق، فهناك عددا كبيرا من المحجبات يمارسن أفعالا شائنة، وربما أكثر من غير المتحجبات ( وليس تعميما) لذا فقضية الحجاب لا تعني الصيانة من الأفعال الشائنة، ولا تعني الصيانة من الكذب والنفاق والحيل والتزوير والتلاعب ،خصوصا وإن عالمنا يعيش متغيرات متسارعة لا ينفع معها العقائد والطروحات الجامدة والمقولبة..... ويسرنا التأكيد بأننا لا نعمم بالأمثلة السلبية بل هناك أمثلة إيجابية وسط المحجبات.
لهذا فمن غير الجائز أن تعيش الفتاة المسلمة في باريس أو في جنيف وترتدي النقاب، أو غطاء الوجة ( البوشية) فهذا يصب في خانة الرياء، ويصب في خانة جلب النقد واللمز للإسلام، فالناس هناك ليسوا قطيعا من الخنازير أو الشاذين ولا حتى كلهم من الفسقة، لذا لا يجوز إهانتهم وإهانة مدنهم وحضارتهم بشيء لا يحبذوه من خلال المبالغة في الحجاب، لهذا فكلما كان الحجاب بسيطا ومنسقا، وبألوان تبعث على البهجة والسرور والإنفتاح يكون الأمر مقبولا ، ولابد من تطبيق شعار لكل مقام مقال، حيث لا يمكن أن تذهب الى المسجد بالشورت القصير كي تؤدي الصلاة، وبنفس الوقت لا يمكنك أن تذهب لبلاج البحر بجلباب الصلاة أو ربطة العنق، فأين مقولة (يا غريب كن أديب) وأين تأكيد الرسول (ص) وجميع الصالحين على مسألة أن يكون المسلم سفيرا لدينه ووطنه وأخلاقه وعائلته عندما يكون غريبا أو مهاجرا،أي يطرح كل ما هو جميل لتنفتح النوافذ مع الآخر، كي تتكون جسور الحوار والتواصل، لذا فإن البرقع والغطاء على الوجه والحجاب المبالغ به هو الخطوة الأولى لنسف الحوار مع الآخر، بل إن الآخر ليس مجبرا على أن يحاور من يتنكر بحجة الدين من وجهة نظره، وما تطرق اليه وزير الخارجية البريطاني السابق ( جاك سترو) يصب في هذ الموضوع، والرجل كان منطقيا في كلامه عندما طرح السؤال ( عندما تذهب المسلمة المحجبة الى الطبيب تكشف عن وجهها ،ولكن عندما تراجع السياسي تصر على تغطية وجهها، لذا أطالب بمبدأ العيادة السياسية كي أعرف شخصية من راجعني من المحجبات، وكي أعرف أبعاد سمات الوجه عند طرح المشاكل) وإن العلم يؤكد على سمات وتعابير الوجه، وكذلك يؤكد على الوضوح ،فالرجل لديه الحق بطلب مبدأ العيادة السياسية ليس من باب أن يتغزل بالمسلمات المحجبات، بل من باب الوضوح والشفافية، ولو كان هناك رجال دين يؤمنون بالشفافية وبمنطق التجديد لأعطوا فتوى العيادة السياسية إسوة بالطبيب والمحكمة عند الشهادة ،ولكن كثير منهم يبرزون عضلاتهم وبِلاغتهم من خلال هذه الأمور، وعبر مكبرات الصوت وتجييش البسطاء في الشوارع.....
فديننا دين يسر وليس دين عسر، فلقد أصبح المسلمون عبارة عن لهب والحجاب هي القداحة التي تكوّن هذا اللهب، لهذا نحن بحاجة الى تفكير عميق، ولا يجوز أن يربكنا ويزعجنا كل يوم خبر في صحيفة أو في مجلة، ونتحول الى حناجر شاتمه للآخر دون تقديم الحلول، ولا حتى فتح الحوار لمعرفة الأسباب التي دعت هذه الصحيفة أو هذه المجلة أو هذه المؤسسة أو هذه المدرسة للقيام بهكذا إجراء أو قرار، فلهذا أصبح المسلمون وخصوصا في أوربا مصدر مهم لصعود كثير من العنصريين السياسيين وحتى المغمورين والفاشلين من الأوربيين، كونهم قالوا كلمة أو تصريح ما عن الإسلام والمسلمين، فتتجيش ضدهم المظاهرات من جموع البسطاء الغاضبة، وبتحفيز من بعض الأئمة، و عادة ما تكون تلك المظاهرات من غير برنامج، ومنها تستفيد نوعيات السياسيين التي ذكرناها ،أي تتسع قاعدتها من خلال ردود أفعال المسلمين العفوية وغير المبرمجة، ومن ثم تعزز سلطات رجال الدين المسلمين الذين ينظرون لوظائفهم ورواتبهم قبل النظر لإسلامهم وواجبهم الشرعي، والذين يفرحون لهكذا فعاليات كي يبرزون على الساحة، ويعززون من قوتهم ونفوذهم وإنتشارهم ،وإن الضحية هو الإسلام والطرف المثقف والمتعلم من المسلمين.
لذا فالحل ليس من خلال ردات الفعل ضد الآخر ، وليس من خلال المبالغة في الحجاب لنثبت أننا من المسلمين، وكذلك أن الحجاب ليس هوية الغرض منها إثبات أن هذه الفتاة أو السيدة هي أشرف النساء، أو أنها حجزت بيتا في الجنة،فالقضية قضية سلوك، والإيمان من الداخل والباطن نحو الخارج و الظاهر وليس العكس، أي من القلب وليس من الملبس والحلي والمجوهرات ، ومن هنا قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ( المرء مخبوء تحت طي لِسانه بكسر اللام وليس تحت طي لَسانه بفتح اللام ) أي إن المرء ليس بالملبس والمظهر، بل عندما يتكلم يُميّز هل أنه من الجهلاء أم من العقلاء، وهل هو من المؤمنين أم من غير المؤمنين، وهل هو مسلم منفتح أم مسلم متطرف، وهل هو ممتلىء ومتسلح بالعلم والمعرفة أم أنه يخلو منهما، وقال الإمام في موضع آخر ( تعرف المرء من فلتات لسانه).
فمن المعيب أن تصبح قضية الحجاب قضية دعائية ، أي دعاية إنتخابية الى كثير من الأحزاب المتأسلمة، ولكثير من الشخصيات التي تتحرك في الحيز الإسلامي لأغراض نفعية ، والتي أغلبها لا تمتلك برنامجا للحكم والإنقاذ، بدليل إن بعض الأحزاب قد فازت في بعض الدول العربية والإسلامية وفشلت في إدارة الدولة، وحتى ان البعض منها عجز عن تشكيل الحكومة، والسبب غياب البرنامج الواضح وإتباع سلطات روحانية مبتدَعَة ،وهناك أحزابا وحركات إسلامية لا تهتم بالآخرين، فهي تريد أن تبقى بالصورة حتى لو فسد الدين والوطن والمجتمع، وما يهمها أن يكون فلان الفلاني أمينا عاما لها، وصهره أو نجله أمينا لصندوقها وأنتهت الحكاية، أي الهدف زعامة ومحفظة ممتلئة فقط ، وهذا لا يعني أن الساحة خالية من الإسلاميين والحركات الإسلامية الجيدة، فهناك الكثير من هؤلاء ومن هذه الحركات أيضا.
فقضية الحجاب قد أثارت مشكلة كبيرة في فرنسا قبل أعوام، وظهر قسما كبيرا من المسلمين في جميع شوارع البلدان العربية والإسلامية، وهتفوا وماجوا وشتموا وحرقوا الأعلام الفرنسية دون أن يعرفوا أبعاد القضية، والتي أثارها يهودي إدعى أن إثنتين من بناته لبستا الحجاب وأعلنتا إسلامهما ،وتم الشد والجذب مع المدرسة الفرنسية التي كانت فيها الفتاتين ،وحدثت الضجة وتبخر اليهودي والبنات ، عندما كسب المعركة كونه أشعل فتيل المظاهرات والهتافات الصاخبة، وعطل المؤسسات وأربك الدول وعكر العلاقات بين فرنسا والدول العربية والإسلامية، ومن ثم أجبر فرنسا ومن خلال اللوبي الذي ألف القضية من أولها لآخرها والذي أجبر السلطات الفرنسية على إصدار قرار منع الحجاب في المدارس الفرنسية ،وكذلك منعت جميع مظاهر الأديان الأخرى ، هل فهمتم عبارة ( منع مظاهر الأديان) لأن كثير من المفكرين الغربيين ومنهم الفرنسيين تيقنوا بإن الحجاب الإسلامي أصبح رمزا ،أي أن الفتاة ترتديه لتقول من خلاله أني مسلمة ، وكذلك لتقول الى زميلها التلميذ والموظف والمواطن الغربي إني مسلمة ،أي لا أشرب ولا أذهب للديسكو، ولا أسهر ليلا،ولا أختلط بأماكن خاصة، فأعرف حدودك من فضلك ولحد الآن تؤخذ القضية من منطلق إجتماعي، لأنه حسب ما أشرنا اليه في بداية المقال أن هناك حجابا مرادفا الى لباس ضيق ومثير و يثير الغرائز، وكذلك مرادف الى مساحيق صارخة ومثيرة، وأغلبكم قد شاهد حتما و من خلال التلفاز أو من خلال حفلات الأعراس والمناسبات إن قسما كبيرا من المحجبات يتمايلن ويرقصن مع الموسيقى وأمام الناس، وهنّ أكثر إغراءا من السافرات ( غير المحجبات)، فأين إحترام الحجاب وقدسية الحجاب إن كان شرطا دينيا ، إذن ما هذه الإزدواجية التي نصر عليها؟.
ثم من قال إن شعر المرأة يهيج حواس الرجال، ويثير فيهم الشهوة والنزوة كي نتشبث بغطاء الرأس تشبثا سبب لنا الكثير من الأزمات، فهل التشبث جاء من منطلق ديني، فالدين الإسلامي لا يحبذ ولا يؤيد الأساليب الإكراهية والإستفزازية في تطبيق تعليماته، أما إذا كان الحجاب لمجرد التمييز والتميّز عن الآخرين ،فبإمكان رجال الدين من المسلمين إيجاد طرق بديلة، ومن خلال الإجتماعات والندوات والمؤتمرات فيما بينهم كي يسهلوا ويبسطوا الأمور، حيث أن ديننا دين يسر وليس دين عسر، فلتكن هناك إشارة أو قلادة أو علامة تميّز الفتاة المسلمة عن غيرها فيما لو رغبت وإقتنعت نفس الفتاة، ولكن بشرط أن يُطبق هذا على الديانات الأخرى التي تصر على التمييز مثل اليهود وقلنسوتهم، فنحن لدينا تعليمات دينية تامرنا بعدم التشبّه باليهود، وكلنا متفقون على هذا، حيث أن هناك نصوص وتوصيات ،فتعالوا للحجاب ( غطاء الرأس) فسنجد هناك إصرارا على وضعه من قبل نساء اليهود المتدينين حتى داخل بيوتهن، وعندما يخرجن خارج المنزل يضعن بدله ( الباروكة) أي الشعر الإصنطاعي، لأن أغلبهن يحلقن شعر رؤوسهن، وعندما سألت أحدهم وهو رجل متدين فقال لي أنها قررت من قبل كبار بعض الحاخامات اليهود، حيث أثناء احتجاز النساء اليهوديات أبان فترة النازية كن يتعرضن للإغتصاب, ويجروهن من شعر رؤوسهن، فقام قسما منهن بحلق شعرهن للتخلص من الإغتصاب، وأصبحت فريضة لدينا وهذا يعني أنها بدعة من الحاخامات وليس نصا يهوديا،فقال نعم وقدسناها ،وهنا لا نريد أن نقول بأن غطاء الرأس لدينا نحن المسلمين بدعة، ولكن نقول لماذا لم يفكر العلماء المسلمين من إيجاد حل وسط وعلى الأقل في أوربا للنساء المحجبات من خلال طريقة بديلة مثلما فعل اليهود عندما إختاروا الباروكة، وهنا لا أدعوا للتشبه باليهود ولا الإقتداء باليهود واليهودية، كي لا يحمّل قولنا تفسيرا آخر.
لهذا فأننا لم نقرأ نصا يثبت بأن شعر المرأة فتنة ويهيّج الشهوة ويقود للرذيلة، ولم نجد شخصا واحدا قال لنا أن من يثيرني في المرأة هو شعرها وإن وجدوا فهم قلة قليلة جدا ولأسبابهم الخاصة، لهذا فقضية الحجاب أصبحت قضية رمزية غايتها التميّز، وبأوامر إجتماعية، وتقاليد مناطقية وجغرافية قبل أن تكون قضية دينية، أي أنها قضية خاضعة لسلطات المجتمع في الحيز الذي تعيش فيه المرأة، و تلعب المنافسة والمباراة الإيمانية دورا كبيرا بقضية إنتشار الحجاب بين النساء، لذا فهناك عدد كبير من النساء يرتدين الحجاب بالوراثة أو بالإكراه نتيجة سلطات مناطقية أو إجتماعية أو بيئية، أو نتيجة خوف من الأب أو الأخ أو كبير العائلة، أو نتيجة الخوف من إنتقاد الناس في البيئة التي تعيش فيها المرأة ، وحتى تجبر أحيانا على الحجاب من خلال فرمانات الزوج ، لذا فالكثير منهن يتمردن على الحجاب حال خروجهن من تلك الحدود الجغرافية والإجتماعية، فإن كنا نؤمن بالإسلام فهذا يعني بطلان الحجاب بهذه الطريقة، كون الإسلام يؤكد على مسألة في غاية الأهمية وهي ( لا إكراه في الدين).
يجب إحترام قرار الدولة التونسية حول الحجاب ..!
أما الزاوية الأخرى فهي النص الذي يؤكد بأن ( الناس على دين ملوكها) فهي ليست عبارة عابرة، وعندما أطلقها قادة الإسلام والمسلمين فلها مدلولاتها الوضعية والعصرية ،أي أن لكل دولة قوانينها وتعليماتها ويجب على الجميع إحترامها،لأن العدل والمساواة والأمن أهم من الحجاب بالإكراه، فبالنسبة الى تونس فهي دولة مسلمة، وقيادتها من المسلمين وفيها المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية، وفيها دعم كبير من قبل الدولة الى الباحثين في المجالات الإسلامية، ولكن القيادة في هذا البلد تقول وبوضوح أننا نؤمن بإسلام يتماشى مع المتغيرات التي طرأت وتطرأ في العالم، ونؤمن بإسلام ليس فيه الغلو ولا التكفير للآخر مهما كان مذهبه ودينه كي تسلم الدولة والمجتمع من الصراعات الجانبية، ونحن معها في هذا، خصوصا وإن المنطقة تهتز وفي حالة غليان نتيجة هذا الغلو، ونتيجة موجة التكفير المنتشرة في كثير من البلدان العربية، لذا فالقيادة التونسية لا تريد إستنزاف ميزانيتها من أجل هزات جانبية، ومن أجل موجات من الغلو والتطرف، بل تريد الميزانية لتنمية البلد وأحوال الناس وتنمية الفكر والعلم، ونحن معها في هذا أيضا .
لذا فإحترام الدول وقوانينها واجب شرعيا ليس من باب نظام الملك والمليك والطاعة العمياء، بل من باب الأهم يسبق المهم، فمثلا .. حوّل لنا جميع العراقيات الى سافرات ( غير متحجبات) وأطرد لنا الإحتلال، وفرق الموت الجوالة بشعارات إسلامية، وإبعد رجال الدين المتطرفين عن الحكم في العراق ، حينها سنعطيك عراقا نموذجيا بإسلامة وألتزامه وأمنه وقوة لحمته .
لذا فالحجاب قضية عائدة للشخص نفسه، وعائدة للتداول مع عائلته، و عائدة لحسبان الضرر الشخصي والعائلي والوطني ،فمثلا نحن ضد أي مؤسسة بالعالم تطرد فتاة من عملها أو لا تقبلها كونها محجبة، ولكننا ضد الفتاة المحجبة التي لا تلتزم بقوانين وتعليمات المؤسسة التي تعمل بها ،وضد الفتاة المحجبة التي تجلس في البيت دون عمل تحت عناد مجنون من خلال الإصرار على الحجاب، لأن القضية عائدة للعقل وديننا دين عقل ويلامس العقل ويؤكد عليه، فإن المؤسسات التي زعلت منها الفتاة لن تخسر بل الذي يخسر هو الفتاة المسلمة، والذي يخسر هو الإسلام حيث ستكون تلك الفتاة حديث الآخرين سلبا ،لذا لا يجوز لأي إنسان مسلم أن يجلب لدينه وشعبه ووطنه وأمته السلبيات وأينما كان، لأنها ثوابت عامة وليست خاصة بالفرد المسلم، لذا عليه تغيير نهجه عندما يكون معوجا أو على خطأ.
وبنفس الوقت على القيادة التونسية أن لا تتعجل بإتخاذ القرارات المتسرعة مثلما حصل إتجاه قناة الجزيرة الفضائية أخيرا، لأن القضية كانت موجودة في الصحافة والصالونات الثقافية والسياسية وبشكل معروف، وليس من حركها قناة الجزيرة أو مذيع في الجزيرة ، ونقصد بذلك مسألة الحجاب، لذا فالجزيرة مهمة لبلد مثل تونس، ومهمة للشعب التونسي، ومهمة جدا لقيادة تونسية تريد توسيع الإصلاح والإنفتاح بطرق أكبر وافضل ، فيكفيها فخرا أنها لم تعتقل الذين قرروا العودة الى تونس وهم من المعارضين، ولكن يبدو أننا في مرحلة التهريج السياسي حيث يصل المعارض العربي الى مطار بلده ليصطنع أي معركة ومع أي شرطي أو موظف في المطار أو خارج المطار ولأتفه الأسباب من أجل صنع قضية يتكلم عنها الإعلام، ويكون بطلها ومن خلالها يتحول الى المعارض الأوحد، فالحذر من هكذا معارضين.
نحن بحاجة الى ثورة إجتهادية تعطي الأحكام التي تتماشى مع الزمن الحالي ..!
فكل ما تقدم يحتم علينا النهوض بثورة ( الإجتهاد) ومغادرة القوالب ،لأن المجتمع بحاجة الى حلول تتماشى مع المتغيرات التي طرأت وستطرأ على المجتمعات العربية والإسلامية ، وعلى الدول والشعوب والقوانين، فمن غير المنطقي أن تحل مشكلة إسلامية تحدث اليوم من خلال حلول قدمها ( الترمذي أو إبن كثير) مثلا ،فالرجل عاش حياته وعصره وأعطى الحلول وجزاه الله كل خير وأسكنه فسيح جناته، لهذا نحن بحاجة الى رجال يطورون أقوال الصحابة والأئمة رضي الله عنهم جميعا ،كي تكون أقوالهم أساسا لإنطلاق ثورة تصحيحية وتجديدية من أجل إستنباط الأحكام والفتاوى التي تريح الناس والمجتمعات الإسلامية في الوقت الحاضر، وتخلصها من ثقاقة القوالب التي أصبحت لا تتماشى مع العصر الحديث، ولابد أن تأخذ بنظر الإعتبار التراكم والفاصل الزمني، ومن ثم تأخذ بنظر الإعتبار القفزات الإجتماعية والزمنية والتاريخية والإنسانية والمعرفية والعلمية والإقتصادية وغيرها.
ثم يكون الإعتماد على ممارسة الحجاب الفكري المنفتح بدلا من حجاب الملبس، أي من خلال تثقيف الرأس وملأه بالمعرفة والعلم ، وليس من خلال تغطيته بخرقة سوداء أو ملونة وهو فارغ، أي تثقيف الفتاة والفتى من صغرهم على الحلال والحرام والصدق، وعلى كيفية إحترام القانون، ونشر ثقافة الدفاع عن الوطن، وعلى مبدأ الحوار وتفهم الآخرين، وكيفية الدفاع عن نفسه فكريا ومعرفيا ،وليس من خلال الصراخ وحرق أعلام ومؤسسات الآخر بل من خلال الحوار البناء، فالحجاب الفكري الذي يعلم حدود حرية الفتاة ،ويعرفها بتاريخها وعادات مجتمعاتها ،ويعطيها صورة عقلائية محايدة عن الأديان الأخرى، وعن المدارس والشعوب الآخرى، فهو كفيل بتكوين جيل إسلامي مؤنث وحتى مذكر على درجة عالية من الإلتزام ومعرفة الحدود والإبتعاد عن الأخطاء ، ونتيجة ذلك تتكون لدينا بيئات صالحة.
فهل لدى الآباء والأمهات هذه القابلية، فإن كانت موجودة فليباشروا بها، أما العائلات التي لا تتوفر بها هكذا قابليات نتيجة الضعف المعرفي في تلك العائلة أو نتيجة الأميّة، فعلى الدولة مساعدة هذه العائلات بتربية أولادهم على الإسلام الفكري العادل والمعتدل، وتعليم الفتاة على الحجاب الإسلامي من خلال الفكر ومعرفة الحدود، لهذا فنحن نعتقد إن أغلبية العائلات تلجأ الى ( تكفين) رأس الفتاة بالحجاب لأنها تهرب من الواجب الشرعي، وتطبق تعليمات قبلية أو بيئية، وتتهرب من المسؤولية التي تحتم عليها أن تعلمها فكريا، وتعلل لها قضية مهمة وهي ( لماذا تضع على رأسها الحجاب وما الغاية منه؟)،لأن التعليل مهم جدا للأبناء، فعندما تمنع أبنك من عدم الاستمرار بصداقة الفتى خالد، أو تمنع إبنتك من عدم مصاحبة الفتاة سناء، ودون تقديم التعليل والأسباب المقنعة، فلا تتوقع منهما الإلتزام بطلبك، لأنهما سيبحثان عن معرفة الأسباب بنفسيهما، وهي حالة إنسانية( حالة الفضول) وعندما تكون أنت محق بأن خالد يتناول المخدرات عل سبيل المثال، فنتيجة بحث أبنك عن أسباب منعك أياه وعدم تقديم الحجة والتعليل له من قبلك، ربما يقع إبنك في مستنقع صديقه خالد لأنه هو الذي ذهب بقدميه بدافع معرفة أسباب منعك له، فيقع في نفس خطأ خالد وأنت السبب، وهكذا بالنسبة لإبنتك إن كانت الفتاة سناء غير صالحة فتقع بنفس أخطاء الفتاة سناء ،والسبب هو بحثها عن التعليل والأسباب، وكان يفترض بك أنت كأب أوانتِ كأم توضيح أسباب النهي أو المنع.
لهذا فنحن بحاجة الى إعادة النظر بطرق وأساليب تربيتنا لأولادنا ، وعلينا أن لا نملي عليهم ما نريد ، بل نعلمهم ونشرح لهم ، فلقد قال الإمام علي بن أبي طالب قولا خالدا وبإستطاعة أي إنسان الإقتداء به عندما يقرر أن يربي أولاده بطريقة مريحة له ولهم وللمجتمع ( ربّوا أولادكم غير تربيتكم لأنهم يعيشون زمانا غير زمانكم)، فنحن نعادي المشاريع الغربية والصرعات الأميركية، ونستغيث ليل نهار ضد الغزو الثقافي ولكننا نترك أولادنا ليربيهم جهاز التلفاز، والذي أصبح رأس الحربة في الغزو الفكري والثقافي لمنطقتنا العربية ولمجتمعاتنا الإسلامية، فجرّب بنفسك وأنظر لإنفعال أولادك عندما يبدأ برنامج (ستار أكاديمي) وهو البرنامج الخطير جدا على مجتمعاتنا، والذي لم يقدم شيئا إيجابيا لأجيالنا ومجتمعاتنا ، وهناك قسما من العائلات العربية والمسلمة تترك تربية الأولاد الى الخادمات الوافدات من دول غير عربية وأحيانا غير إسلامية، وهذا يعني هناك إصرار على تشويه النشىء الجديد ومن قبل الأهل قبل الدولة.
وتبقى مسألة التعليل والتوضيح مهمة جدا ، فالمواطن بحاجة الى التعليل والتفسير من الدولة عندما تصدر الدولة قانونا ما أو تعليمات ما، وهكذا فالأولاد بحاجة الى تعليل وأسباب إجبارهم على لبس شيء ما ،أو ممارسة عمل ما ،أو رياضة ما .... فلا يجوز إصدار التعليمات وتطبيقها قهريا، وإن كنّا نلتزم بالإسلام أين تعليمنا لأولادنا الفروسية، المبارزة والسباحة؟، والتي نص عليها الإسلام من خلال أقوال واحاديث الرسول الكريم محمد (ص)، وقد قالها بصيغة الجمع أي لا فرق بين فتى وفتاة ( علموا أبنائكم السباحة والرماية).
ويبقى المقال مجرد وجهة نظر قابلة للرد والدحض ..وتبقى الغاية هي المشاركة بمعالجة الأخطاء، وكذلك إيجاد الحلول الى المسائل مهما كانت نوعية تعقيدها ،ولا يوجد شيئ مقدس أمام التحليل والتفكير العقلاني، فالمقدس هو كتاب الله وإياك أن تشرك به، ولكن لك كل الحرية بالبحث فيه ومن خلاله، فنحن لسنا في فترة القرون الوسطى وعصر الكنيسة والكهنوت ، بل في القرن الواحد والعشرين، لذا علينا كسر القيود نحو التجديد العقلاني والمنطقي، ومن ثم كسر أقفال الصناديق التي تحتوي على أقوال وفتاوى مقولبة لغرض تجديدها وبث الروح فيها من خلال الإجتهاد والتطوير.
كاتب وباحث عراقي
مركز البحوث والمعلومات / اوربا
6/12/2006


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.