قال الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة نشرت اليوم مع صحيفة (لاريبوبليكا) الإيطالية واسعة الانتشار، "لقد قلت منذ بداية الحرب: سينتهي بكم الأمر منهكين من الوحل العراقي، وستحتاجون يوما لمن يخرجكم منه"، وهنا أكد الأسد أن "الأميركيين بحاجة لمساعدتنا لأجل صياغة خطة، فإذا ما طلبت منهم أي مشروع لديهم للعراق، ستلحظ أنه ليس لديهم أي مشروع". وأوضح "إن كانوا جادين في رغبتهم في الحفاظ على وحدة العراق، ويفكرون حقا في السلام، فلدينا إذا الهدف نفسه"، واستدرك فورا "ولكنني أشك في أن توجهات واشنطن تتفق وتوجهاتنا"، ذلك أن "تصريحات الرئيس بوش لا تنبؤ أن واشنطن غدت مستعدة للاعتراف بالحقيقة وبالأخطاء المرتكبة، لعلها تحضر لتغيير تدريجي، ولكنها لم تفهم بعد أننا لن ندعها تأخذنا من خناقنا، وأن الدول الأخرى أيضا تعمل لأجل مصالحها"، وعلى رأسها بالنسبة لسورية "أراضينا المحتلة والوضع المعقد في المنطقة". وأكد الرئيس السوري دعمه ل "مؤتمر وطني عراقي يضم كافة الفرقاء وبالتنسيق مع الشركاء في المنطقة"، من دون إغماض الطرف عن "الإطار المعقد، والصلة بين مختلف الأزمات الجهوية، فليس وليد الصدفة أن يتناول تقرير بيكر بغداد، ثم يصمت عن السلام في فلسطين والجولان". وبخصوص العلاقة بحماس وحزب الله، قال الرئيس السوري "نحن لا ننحاز لأية منظمة، ولكننا مبدئيا إذا كانت هذه المنظمة تمثل فئة واسعة من الشعب فمن الضروري التعامل معها"، وأضاف "هناك بعد آخر: نتقاسم المشاكل نفسها، والمحتل نفسه، ولنكن صريحين، العدو نفسه"، أي إسرائيل. وعلى الرغم من ذلك فإن الأسد أكد أن "سورية وإسرائيل بإمكانهما أن يعيشا جنبا إلى جنب في سلام وانسجام"، داعيا رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود ألمرت إلى تصديق حسن النية السورية وإلى "القيام بمحاولة ليكتشف أن الأمر ليس خدعة". وعن الأنباء التي سربتها المخابرات الإسرائيلية بخصوص تنصيب صواريخ سورية على امتداد الحدود مع إسرائيل، قال الأسد "أولا لازلنا في حالة حرب مع إسرائيل"، وثانيا التهديد القائم، فإسرائيل "خلال الأشهر الستة الماضية حاولت اختراق عدة مرات أجواءنا وهاجمت جيشنا، وهذا ليس وليد الخيال، فالحرب لا تزال ممكنة في منطقتنا". وبخصوص القرار الأممي 1710، أكد الأسد على قبول سورية به، "لأننا نريد إيقاف الحرب في لبنان"، وإن كان الحل "مؤقتا"، لأن "أي وقف لإطلاق النار، إذا ما لم تتبعه مبادرة سلام، فإن عمره قصير". وعن النفوذ السوري على حزب الله، قال الأسد "يخطئ من يظن أن حزب الله ألعوبة في يد سورية أو إيران، فلحزب الله مصالحه الخاصة ورؤيته الخاصة. هم يثقون بنا، لذا يمكن أن يكون لدينا حظوة لديهم، ولكن هذا لا يعني أنهم سيستمعون لنا إذا ما ذهبنا ضد مصالحهم". وعن موقفه من حكومة فؤاد السنيورة، أجاب الرئيس السوري "عليكم أن تفهموا أن لبنان وسورية، والعراق أيضا، كانوا ولقرون طويلة منطقة واحدة: تربطهم روابط عائلية، اللغة، التقاليد"، "وعلى أية حال، فإن التأثير متبادل، فللبنان أيضا وزنه في سورية". وأكد الأسد أنه من مصلحة الحكومة السورية التعاون مع لجنة التحقيق الأممية، أما عن المحكمة الدولية فقال "لم يستشرنا أحد، إنه اتفاق بين الأممالمتحدة والحكومة اللبنانية، ولكنه في الوقت نفسه يشمل سورية متجاوزا الدستور والقضاء" السوريين. وعن علاقة بلاده بإيران، قال الأسد "العالم يريد عزلنا، وهم وقفوا إلى جانبنا"، مؤكدا على أهمية إيران وضرورة أن "تتحاور أميركا وأوروبا مع طهران". وعن تصريحات الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بخصوص إسرائيل، رد الأسد بالإشارة إلى شعار ذكرته الصحيفة الإسرائيلية (ها آرتس) "لا فلسطيني، لا فلسطين، لا مشكلة".