حتى ساعة متأخرة من مساء أمس، لم تنجح المفاوضات بين الأمين العام والسيد علي رمضان في حصول تقدم بشأن بعض الأسماء التي تردد دخولها فيما يعرف ب «قائمة الأمين العام».. فبعد أن تحدثت بعض المصادر عن قبول علي رمضان بصيغة الوفاق التي طرحها الأمين العام والتي تقضي بالتخلي عن عبد النور مداحي، ودخول السيد المنصف الزاهي بدلا عنه، عادت لتشير إلى أن المفاوضات تعطلت من جديد، خصوصا بعد إصرار الأمين العام على إلحاق السيد يوسف سعيد ضمن قائمته، الأمر الذي ضيّق مجال التفاوض على السيد علي رمضان الذي يبدو أنه تراجع في اللحظات الأخيرة.. وتتحدث بعض الأوساط في هذا السياق، عما يسمونه «استفاقة» علي رمضان، الذي أيقن أن التخلي عن بعض الأسماء على غرار عبد النور مداحي أو كمال سعد، بل ربما حتى عبد المجيد الصحراوي، قد يجعله ضعيفا داخل المكتب التنفيذي القادم الذي ربما تكررت نسخته من جديد مع بعض التغييرات الطفيفة، بذريعة الاستمرارية في العمل والتواصل في الوفاق الذي يواجه انتقادات شديدة من النقابيين.. وفيما يتردد بقوة صلب كواليس المؤتمر، بأن هذا التمطيط في عملية الوفاق ليست سوى «مسرحية » يتحكم السيدان جراد ورمضان في فصولها، ضمن «كتلة القراقنة» المعروفة تاريخيا صلب الاتحاد العام التونسي للشغل، فإن معلومات مؤكدة تفيد بأن علي رمضان، بات على قناعة بأن الوفاق على النحو الذي يطرحه الأمين العام لم يعد ممكنا، حتى وإن كانت هذه الكتلة مهيمنة فيه، على اعتبار أن الرهان يتجه صوب موضوع «الخلافة»، الذي أسال لعاب عدد من الأسماء المعروفة من بينها السادة علي رمضان والهادي الغضباني ومحمد شندول، على الرغم من التكتم الشديد حول هذا الموضوع من قبل ثلاثتهم .. وبصرف النظر عن هذه التأويلات والقراءات والمعلومات المتداولة بقوة في كواليس المؤتمر ومحيطه ودائرته الواسعة، فإن علي رمضان، الذي راهن عليه كثيرون، اتجه منذ يوم أمس نحو خيار قائمة من خارج قائمة الأمين العام، تتضمن بالخصوص السادة علي رمضان وعبد النور مداحي وعبد المجيد الصحراوي وكمال سعد والمنصف بن رمضان، فيما يوجد خلاف حول شخص السيد سمير الشفي عضو الاتحاد الجهوي بصفاقس، الذي لا تبدو بعض القواعد على قناعة بصعوده، على الأقل في هذه المرحلة من الحياة النقابية.. في المقابل، وعلى الرغم من وجود تطمينات مؤكدة لصعود السيد الهادي الغضباني إلى المكتب التنفيذي الجديد، فإن المعلومات المتوفرة إلى حدود ساعة متأخرة من مساء أمس، تفيد بأن الرجل قرر الدخول في قائمة منفردة تتألف من سبعة أشخاص، هم السادة: الهادي الغضباني ورضا بوزريبة وسليمان الماجدي والمنصف اليعقوبي ومحمد الشابي والمنجي عبد الرحيم وتوفيق التواتي، وهو ما يعني أن ثمة مفاجآت قد تكون تسربت لبعض المرشحين بشأن إمكانية التخلي عنهم ضمن «قائمة الأمين العام»، خصوصا في ضوء وجود بعض الغموض في اختيارات القيادة النقابية التي تحرص على أن تكون قائمة متوازنة تراعي التكتلات الجهوية والحساسيات السياسية والتوجهات النقابية، وهو أمر يعده المراقبون من قبيل «السهل الممتنع»، سيما وأن تغييرات كبيرة طرأت على مورفولوجيا التمثيل الجهوي والسياسي صلب الاتحاد خلال العقد الماضي على الأقل .. تبقى الإشارة إلى قائمة الأمين العام التي يتردد أن نسبة التجديد فيها قياسا بالقيادة المتخلية، لن تتجاوز الاثنين بالمائة، حيث من المتوقع القيام بعملية استبدال ربما طالت عنصرين فقط هما السيدين ناجي مسعود ، الذي قرر الابتعاد بمحض إرادته عن دفة التسيير في الاتحاد، وعبد النور مداحي الذي أعرب في تصريحات سابقة عن ترشحه خارج دائرة الأمين العام، الأمر الذي قد يكون أحرج السيد عبد السلام جراد، وقلص حظوظه في التواجد ضمن قائمة الأمين العام .. وعلى أية حال، فإن إمكانيات التوافق باتت أضيق مما كانت عليه من قبل، ولا يعرف ما إذا كان الأمين العام المتخلي سيمضي في حرصه على قائمة وفاقية مثلما وعد بذلك أم أن مراكب الوفاق، أحرقت جميعها ولم يبق سوى خيار القائمات المتعددة التي قد تكون شتتت الأصوات، وأربكت بعض الحسابات، فيما أسقطت أخرى في مياه نقابية أبرد من ثلج الشتاء كما يقال .. صالح عطية