ليست مسرحية ولا هي تمثيلية، ولم يكن فيلماً عربياً بل ساحة موت وإعدام واغتيال أبطالها أبناء العلقمي وأحفاد الشيطان.. عملاء الاحتلال ... وأعوانه ...أعضاء عصابات الخوراج التي خرجت عن الإجماع الوطني العراقي، لتلحق بالأعداء من كل الأصناف والأجناس. أرادوا ان يعطلوا فرحة العيد لدى كل بيت عراقي يؤمن بالإسلام والعروبة.. أرادوا اغتيال الفرحة بالعيد واغتيال البسمة على وجوه أبناء الأمتين العربية والإسلامية، هؤلاء الابناء الذين وقفوا سابقاً مع عروبة العراق، ويقفون الآن صفاً واحداً ضد الإرهابيين والعنصريين والطائفيين من حكام العراق المقسم والمحتل. إذ كل واحد منهم يحكم من محميته أو منطقته. يحكمون العراق الجريح بمساعدة الذين جرحوه وبمعونة الصهاينة والأمريكان أعداء العرب، وأعداء السلام والحرية و الحياة.. فبوش الصغير لم يجرؤ على مشاهدة إعدام صدام حسين، وذهب للنوم منبها الجميع عدم إيقاظه عند بدء الإعدام. تصوروا هذا الصغير يخاف صدام لأن الأخير قوي الإرادة وصلب الموقف وشجاع ومتمسك بقناعاته حتى آخر لحظة من حياته بينما بوش يظل صغيرا كما عرفه العالم أجمع.. صدام حسين الذي استطاع خلال فترة حكمه بناء دولة عصرية ومتقدمة وقوية في العراق، واستطاع تخريج وتعليم مئات العلماء والباحثين، وبناء قوة عسكرية عراقية لا بأس بها، هذا الرجل الصادق مع نفسه والمؤمن بعقيدته، الذي يرفض أن يخضع ويخنع للذين اعتقلوه بعدما اعتقلوا العراق كله بمساعدة الإجرام الأمريكي والغربي. سيظل في أذهان الناس رجلاً مميزاً وقائداً من هذا الزمان، وقف في أحلك الظروف مدافعاً عن القيم والمبادئ العربية. وشخصيته القوية التي أرهبت الجبناء والعملاء حتى وهو في سجن حلفائهم الأمريكان، وكذلك وهو يتقدم برباطة جأش نحو منصة المشنقة التي أعدها جبناء العراق المحتل لإعدامه. تلك الوقفة الصدامية الأخيرة التي ردد خلالها شعاراته العربية التي كان يرددها في أكثر أيامه عزة وكبرياء وقوة، ردد عاشت الأمة العربية وفلسطين عربية. ونحن نردد مع صدام حسين وهو في قبره الآن في مسقط رأسه العوجة، عاش العراق حراً عربياً سيداً، وعاشت مقاومة الشعب العراقي ضد الاحتلال وأعوانه من الطائفيين والعنصريين والمجلوبين. اغتالوا صدام حسين بطريقة مسرحية فيها الكثير من الغباء والاستعلاء، لكنهم ورغم ذلك لم يستطيعوا كسر شوكة هذا الرجل الشجاع والقوي، رجل العروبة والإيمان بقدرات الأمة على النصر مهما اشتدت حلكة ظلمات الوطن العربي الكبير. لم يتمكنوا من صدام ، الذي أرعبهم حتى في أحلك لحظات حياته، فقد وقف على منصة الإعدام وأخذ يعلمهم دروساً في الشجاعة والانتماء، ورد على أسئلتهم التافهة بهدوء وتماسك وشجاعة، وهذا ما يتناقض مع أقوال العميل الكبير موفق الربيعي، المجلوب على ظهر دبابة أمريكية.الذي قال عن الرئيس صدام انه كان منهاراً وغير متماسك قبل الإعدام، ثم عاد وقال أقوالا متناقضة بعد بث شريط الفيديو الذي أكد أن الأخير كاذب وجبان ومنافق. كما قال احد القضاة الذين حضروا عملية اغتيال الرئيس صدام أن الأخير تحلى بالصبر ورباطة الجأش حتى النهاية. و أضاف القاضي المذكور أن صدام تحداهم كلهم وظل كذلك قبل مماته وحتى النهاية. وعندما سأله أحد الحضور من عملاء الاحتلال وأعوانه: هل أنت خائف؟ أجابه " أنا لا أخشى أحداً. أنا طول عمري مجاهد ومناضل وأتوقع الموت في أي لحظة.. ثم ردد " يسقط الأمريكان ويسقط الفرس". وفي مكان آخر وقبل أن يسمع ويرتعش القاضي المذكور رعباً من طقطقة عنق الشهيد المغدور ، قال صدام حسين : " عاشت الأمة وعاشت فلسطين عربية". سوف يبقى اسم صدام خالداً في ضمير كل عربي يؤمن ومؤمن بعروبته وبأن المعركة مع الأعداء مفتوحة ولم تغلق أبوابها في يوم من الأيام. فالأعداء موجودين خلف الجدران وفي بيوتنا العربية وفي كل مكان عربي. بدءاً بكلاب الاحتلال وليس انتهاء بقصور الحكام المتعاونين معه. و الأعداء ليسوا فقط الذين يحتلون أراضي العرب سواء في فلسطين والعراق ولبنان وسوريا أو حيثما توجد أراضي عربية محتلة. الأعداء هم الأعداء، وقد بانت وجوههم يوم أمس، يوم اغتيل قائد العراق الحديث، صانع عزته وقوته وعروبته. وفضحوا من جديد يوم أمس، فشقهم العراقي العميل اظهر من الحقد والضغينة والغباء والاستعلاء والاستقواء بالغرباء والأعداء، ما لم تظهره سيوف المغول وأبناء العلقمي في بغداد يوم سقوط الخلافة لأول مرة على يد المغول. أظهروا أنهم لا يكترثون لا بالإسلام ولا بالمسلمين ولا بالعادات والتقاليد والمحرمات، لأنهم بإعدامهم الرئيس الأسير فجر يوم العيد ارتكبوا جريمة كبيرة لا تغتفر لا على الأرض ولا في السماء. عشت أنت يا صدام وماتوا هم.. غابوا هم وظهرت أنت مع شهداء شعبك الأبي.. مع العراق الذي يصنع هذه الأيام فجراً عربياً جديداً، كنت أنت احد المبشرين به. سلاما عليك و على العراق الذي يداوي الجرح بالجرح.. المصدر : الوسط التونسية