تناقلت بعض وكالات الأنباء منذ قليل خبر إندلاع مواجهة مسلحة عنيفة هذا اليوم بين قوات الأمن التونسية ومجموعة مسلحة وصفتها المصادر الرسمية التونسية ب"عناصر إجرامية خطيرة" مما أدى إلى سقوط عدد غير محدد من القتلى دائما حسب نفس المصادر. وقد حصلت المواجهة حسب تحريات الوكالات الأجنبية قرب مدينة سليمان في الوطن القبلي جنوبي العاصمة تونس . يحصل كل هذا في ظل توتر أمني غير مسبوق في كل أرجاء البلاد منذ المواجهة المسلحة التي شهدتها منطقة حمام الأنفجنوب العاصمة منذ أيام تجلت أبرز مظاهره في نشر عناصر الجيش وأعوان الفرق الأمنية المختلفة بأسلحتهم في كل مدن البلاد وتكاثر الحواجز بين المدن وحتى داخل الأحياء السكانية حيث يتم تفتيش السيارات والتثبت من هوية الركاب والمارة. ويسود قلق شديد عموم المواطنين الذين لا يصدقون البتة, حسب مصادر متواترة, الرواية الرسمية التي ربطت المواجهات بعصابات ترويج مخدرات و الذين يتداولون إشاعات وتسريبات من جهات أمنية وروايات لا وجود لمن ينفيها أو يؤكدها حول مواجهات مزعومة هنا وهناك وحول إكتشاف مخابئ أسلحة ومخططات تفجيرات ... ويبدو أن الوضع متجه لمزيد التوتر في ظل التعامل الأمني الأحادي مع الأحداث و في ظل التعتيم الإعلامي المطلق الذي لن يزيد المواطنين إلا قلقا ورفضا لروايات السلطة ومبرراتها وربما , وهذا هو الأخطر, تعاطفا مع الجهات المفترض دخولها في مواجهة مسلحة مع هذه السلطة التي لا تحترم مواطنيها ولا تقيم إعتبارا لأحد. لقد دق ناقوس الخطر في البلاد فهل من عقلاء يطفئون نار الفتنة في المهد, أم ستواصل السلطة هروبها إلى الأمام وتجر البلاد والعباد لأتون حرب أهلية بدأت في أغلب البلدان التي عرفتها بأحداث معزولة كتلك التي عرفتها ضاحيتي حمام الأنف منذ أيام و سليمان اليوم وإنتهت كما رأينا جميعا بمآسي و أنهار من دماء وأحقاد ليس أصعب من إطفائها. *مسؤول موقع المؤتمر من أجل الجمهورية