قررت النيابة العامة في محافظة "كومو" ( 50 كم شمال شرق مدينة ميلانو) توقيف زوجين، "أولندو رومانو" و "أنجلا روزا باسي" على ذمة التحقيق و وجهت إليهما تهمة القتل المتعمد لأربع أشخاص مع سبق الارصاد و الترصد و قد تم نقل المتهمين من مركز شرطة مدينة "آرب" إلى السجن المدني " باسوني" بمدينة "كومو" في ساعة متأخرة من يوم الاثنين 8 يناير 2006، بعد تحقيق تواصل لأكثر من ثلاث ساعات و نصف الساعة ليستمر في السجن إلى ساعة متأخرة من الليل. و للتذكير فانه يوم 11 ديسمبر أفاقت مدينة "آرب" من محافظة "كومو" على وقع مجزرة راحت ضحيتها عائلة المهاجر التونسي "عزوز مرزوق": زوجته "رافيالا كستانيا" و ابنه "يوسف" و حماته "باولا قالي" إضافة إلى جارته "فالاريا شروبيني" في حين نجى زوج هذه الأخيرة من الموت المحقق، كما أضرم الجناة النار في المنزل تاركين وراءهم نقمة السكان و حيرة المحققين. و كانت وسائل الإعلام الإيطالية وجهت التهمة في البداية إلى الشاب التونسي "عزوز" خاصة و أنه من ذوي السوابق العدلية، لكن وجوده في تونس ذلك اليوم جعل الشكوك تتحول إلى غيره، فتوجهت الأبحاث حول الفاعلين الحقيقيين و بعد أقل من شهر توصل المحققون إلى وجود قطرة دم لغير العائلة إضافة إلي شعرة وجدت في البناية و بالتحاليل الكيماوية تبين أن الدم لامرأة و قد تكون جارتهم الموقوفة على ذمة التحقيق، خاصة و أنها كانت تعيش في مشاكل مع زوجة التونسي الهالكة منذ ديسمبر 2005 و لهم قضية أمام قاضي السلام بالمدينة كانت مبرمجة بعد يومين من هلاك "رافيالا". كما اكتشف المحققون بقايا دم على ثياب الجارة بعد غسلها -ربما لطمس آثار الجريمة-، و بالرغم من إنكارهما أمام الصحافة و قاضي التحقيق و إصرارهما على البراءة بقولهما " نحن بريئان، لسنا مجرمين" و ادعائهما الوجود في مطعم ساعة الجريمة و تجوالهما في أسواق المدينة مستظهرين ببعض القسيمات الجبائية، إلا أن مما يزيد شكوك المحققين هو عدم قدرتهما على تغطية ثلاث ساعات من الفراغ يوم الجريمة. و في تعليقه الأولي للصحافة، على اتهام الجارة و زوجها، قال الشاب التونسي عزوز ( 25 سنة ): أن هناك بعض المشاكل المادية بين زوجته و الجارة و لكنه استبعد أن يتطور ذلك إلى القتل قائلا " إن فعلاها هما فعلا، فانهما حيوانان". و ستكون الساعات المقبلة حاسمة في توجيه التهمة رسميا إلى الزوجين ما لم يطرأ على التحقيق أي جديد خاصة و أن الصحافة الإيطالية كيومية "كورياري دي لاسيرا" الواسعة الانتشار ذكرت أنه يمكن أن تكون المطالبة بتعويضات قدرها 3500 أورو لصالح زوجة التونسي عزوز وراء جريمة القتل إضافة إلى فراغ ثلاث ساعات من حياة الزوجين يوم الجريمة. و للتذكير فان الشرطة العلمية الإيطالية تمتلك القدرة الفائقة على اكتشاف مثل هذه الجرائم ,حيث أن أغلب الجرائم في الفترة الأخيرة في إيطاليا تم اكتشافها عبر الشرطة العلمية و التحاليل الكيماوية.