طلبت وزارة التعليم الفرنسية عدم توزيع كتاب "أطلس الخلق"، للمؤلف التركي المسلم هارون يحيى (واسمه الحقيقي عدنان اوكتار) على التلاميذ في المدارس والجامعات الفرنسية بسبب رفض الكتاب نظرية التطور البشري الداروينية. وأوضحت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية اليوم أن معظم الجامعات والمدارس الفرنسية تلقت هذا الكتاب الفخم بطباعته وصوره قبل نحو أسبوع. وأشارت الصحيفة إلى توزيع نحو عشرة آلاف نسخة من الأطلس انطلاقا من تركيا وألمانيا، وقالت في مقال بعنوان "هجوم للخلق الإسلامي في فرنسا" إن المؤلف يحاول على مدى 770 مزودة بالصور والرسوم التوضيحية التنديد بما يسميه "خدعة التطوريين، وتأكيداتهم الخاطئة"، خاصة ب"الروابط الخفية بين الداروينية والإيديولوجيات الدموية كالفاشية والشيوعية". إذ يرى المؤلف يحيى أن نظريات العالم شارل داروين (18091882)، هي "المصدر الحقيقي للإرهاب"، فعلى سبيل المثال يكتب أسفل صورة لإحداث الحادي عشر من سبتمبر، تعليقا يقول فيه "هؤلاء الذين ينشرون الرعب في العالم هم في الحقيقة داروينيين، فالداروينية هي الفلسفة الوحيدة التي تعطي قيمة للنزاع وتشجعه". وحسب الصحيفة، فإن المؤلف المسلم لا يدعي أن العالم تم خلقه قبل ستة آلاف سنة وخلال سبعة أيام كما تقول قصة الخلق، لكنه يقول بالمقابل إن عمر الأرض 4,6 مليار سنة، وهو عمرها الحقيقي. ويستند يحيى على بعض الأفكار التي تم تداولها منذ قرنين للقول بأن "الأنواع لم تتغير أبدا"، ويشير كثيرا إلى القرآن. وتساءلت الصحيفة الفرنسية عمن يدعم المؤلف التركي ويقف وراءه ومن يمول تطبيعه وتوزيعه الكثيف والمجاني رغم تكاليف طباعته الباهظة، موضحة أن الأطلس هو الجزء الأول من سلسلة تضم سبعة أجزاء. وتساءلت أيضا "كيف حصلت دار النشر على أسماء المرسل إليهم التي كتبت بشكل صحيح على الطرود البريدية؟".