استقبل وزير الداخلية الفرنسي والمرشح للرئاسة نيكولا ساركوزي مساء اليوم الجالية اللبنانية في باريس في مبنى وزارة الداخلية، وطالب، في خطاب له، ب"نزع سلاح حزب الله وفقا للقرار 1559، الذي ينص على نزع سلاح الميلشيات". وصفق لساركوزي عدد محدود جدا من الحاضرين لدى مطالبته بنزع سلاح الحزب وبضرورة بسط سيطرة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها. وتعرض ساركوزي إلى حرب الصيف الماضي على لبنان، محملا مسؤوليتها لحزب الله الذي وصفه ب"المعتدي". واعتبر الرد الإسرائيلي "مبالغا فيه"، لكنه جدد موقفه بأن لإسرائيل الحق بالدفاع عن النفس"، ودعا ساركوزي إلى مشاركة جميع أطياف المجتمع اللبناني في الحكومة، مقابل تخليهم عن السلاح. وأدان ساركوزي ما أسماه "الجماعات الإرهابية في لبنان"، مؤكدا "دعمه" لحكومة فؤاد السنيورة. واعتبر كل محاولة للزعزعة في الشارع "غير مقبولة"، وذكر أن "الانتخابات التي أدت لوصول الحكومة كانت نزيهة وحرة". وذكر ساركوزي اللبنانيين بأنه "صديق إسرائيل"، ثم أكد صداقته للشعب اللبناني وتضامنه معه ومع حكومته معتبرا أن الشجاعة تقضي أن يقول الحقيقة كما يراها للبنانيين. ودعا ساركوزي إلى وقف تحليق الطيران الإسرائيلي في الأجواء اللبنانية، وإلى منع تدخل جيران لبنان الآخرين في شؤونه، مشددا على ضرورة احترام استقلال البلاد. كما حيا ساركوزي مبادرة الرئيس جاك شيراك لعقد مؤتمر باريس 3 لدعم لبنان الأسبوع الماضي. وقال المرشح للرئاسة الفرنسية إن بلاده لها "ماضي مشترك" مع لبنان ولا يحق لها أن تتركه، وشدد على أهمية لبنان الحيوية لأمن العالم، وعلى "المستقبل المشترك" لفرنسا ولبنان متعهدا بالوقوف إلى جانب الأخيرة الآن وفي حال وصوله إلى الرئاسة الفرنسية. وفي بداية خطابه أشاد ساركوزي بتاريخ لبنان وحضارته وتنوعه الديني والثقافي معددا طوائفه الدينية المسيحية والإسلامية، وقال إن هيكل سليمان بني بأخشاب من أرز لبنان، ووصف التنوع ب"المعجزة اللبنانية". هذا وحضر الاستقبال الذي دعا إليه ساركوزي على شرف الجالية اللبنانية عدد كبير من اللبنانيين من مختلف التيارات السياسية في لبنان، سواء في المعارضة أو الموالاة.