علمت الوسط التونسية منذ حين أن إتصالات عديدة تلقاها الصحفي التونسي المضرب عن الطعام منذ 5 أفريل2006 السيد سليم بوخذير بين أمس الخميس و اليوم الجمعة من هيآت دولية عديدة و كذلك من كل أطياف المجتمع المدني التونسي دون إستثناء وقد عبرت له عن فائق التضامن معه كما طالبته بإيقاف إضرابه عن الطعام في الحال بعد أن تدهورت حالته الصحية إلى حد خطير جدا و كان من بين المتصلين الأمين العام للإتحاد الدولي للصحافيين و قياديي منظمة مراسلون بلا حدود و مسؤولون بمنظمات ايفيكس فضلا عن قيادات الرابطة التونسية لحقوق الإنسان و نقابة الصحافيين التونسيين و الأمناء العامون للأحزاب السياسية و المجلسس الوطني للحريات و هيئة المحامين و غيرهم, و قد توجهت بعض هذه النداءات إلى السيد بوخذير أمس في مصحة التوفيق التي يرقد فيها بعد الإعتداء عليه بالعنف الشديد في اليوم العالمي لحرية الصحافة. أما اليوم فقد توجهت هذه النداءات الى منزله حيث رافقته إليه عديد الشخصيات الوطنية بعد اسعافه في المصحة و مازل السيد بوخير في تدهور صحي كبير ذلك أنه مازال يرفض قطع الإضراب عن الطعام رغم إصرار الأطباء الشديد على طلب ذلك منه بسبب وجود خطر على حياته لاسيما بعد تعنيفه يوم 3 ماي ، و قد وعد جميع المتصلين الأستاذ بوخذير بمواصلة حملة التضامن معه لو وافق على إيقاف إضرابه عن الطعام و قال له قياديو الإتحاد الدولي للصحافيين إن الإتحاد الدولي لن يهدأ له بال قبل رفع حصار الحكومة التونسية عن حقه كصحفي في العمل و التعبير و السفر و طالبوه بشدة بإيقاف الإضراب حرصا على صحته ووعدوه بتبني الإتحاد الدولي لقضيته بقوة . و قد عبر الأستاذ بوخذير عن شكره و إمتنانه الشديد لكل المتضامنين معه لكنه أكد أنه سينفذ وعده الذي اعلنه منذ بداية الإضراب القاسي عن الطعام في 5 أفريل الماضي و هو أنه لن يوقف الإضراب قبل الاستحابة لمطالبه المشروعة في العودة للعمل و قال إنه يعرف أن حياته صارت في خطر كبير منذ مدة لكنه قال إن حياته التي تعز عليه هي أقل ثمن من الحرية .. و من جهة أخرى إعتبر بوخذير تعنيفه المتكرر و بشدة يوم عيد الصحافة و هو أعزل إلا من قلمه و إمتناع البوليس السياسي عن مد شيئ من السكر له و هو طريح الأرض بعد التعنيف رغم إستنجاده بهم و كذلك منع أصدقائه من نشطاء المجتمع المدني من الوصول إليه يومها لإنقاذه و إسعافه مع إصرار البوليس السياسي على تصوير الإعتداء عليه و سقوطه أرضا و كذلك تدخل البوليس لمنع إسعافه في مستشفى شارل نيكول كلها أدلة على أن ما تعرض له في اليوم العالمي لحرية الصحافة هو محاولة إغتيال خفية الوسائل قصدت الانتقام منه.. أجل ردد بوخذير هذه العبارة في إتصال هاتفي مقتضب أجرته معه الوسط و أضاف إن له أدلة أخرى على ما يقول ، فقد تفطن أطباء القطاع الخاص الذين باشروا حالته بعد خروجه من مستشفى شارل نيكول أن القارورة التي قدمها له الإطار الصحي لمستشفى شارل نيكول و ربطوها بالدورة الدموية عن طريق عروق اليد لم تكن تحتوي على سيروم سكريات و لا أي دواء من هذا النوع ...و قال إنه رأى و هو في حالة خطيرة بين يدي عبد الرؤوف العيادي و راضية النصراوي و حمة الهمامي في المستشفى عددا كبيرا من أعوان الأمن السياسي يتحدثون بين الفينة و الأخرى مع الإطار الطبي مما يسر سرقة أوراق طبية تشير إلى إصاباته كما سمحوا للبوليس السياسي بالدخول الى غرفة فحصه مما سهل عليهم تجريده من عديد وثائقه و أمواله بالقوة . و أضاف أن البوليس منع سيارة راضية النصراوي أثناء اسعافه من الخروج من المستشفى قصد نقله إلى مصحة خاصة بعد تفطنه مع السادة عبد الرؤوف العيادي وحمة الهمامي لتواطئ البعض من الإطار الطبي مع البوليس و هو ما أفقده الثقة فيهم, ليقرر المغادرة إلى القطاع الخاص، و أضاف أن منع السيارة بحاجز أمني قدره 4 سيارات أمنية و إصرار البوليس على عدم الخروج قبل سحب قارورة السيروم الوهمية و إعادتها إلى المستشفى هو دليل على أن البوليس كان يعرف مسبقا أن القارورة لم تكن تحتوي على دواء يرفع نسبة السكر و بالتالي خوفه من إفتضاح الأمر وقال إن وجود هذا التواطئ بغرض عدم إنقاذه هو دليل على وجود نية الإضرار بصحته و بالتالي قتله ببطؤ و هذا في رأي السيد بوخذير أمر خطير ليس له من عنوان غير محاولة خفية للاغتيال. يذكر أن الصحفي التونسي سليم بوخذير وقع إختياره من قبل منظمة مراسلون بلا حدود هذا العام كواحد من أهم 5 شخصيات صحفية في العالم تعرضوا للإضطهاد و القمع بسبب ممارسة حق التعبير . و قد أوردت قناة الجزيرة يوم تعرض بوخذير للاعتداء في اليوم العالمي لحرية الصحافة تقريرا عن الشخصيات المذكورة و قدمت صورهم جميعا كما تفاصيل الإعتداء عليهم في نشرات المنتصف. و كانت الجزيرة قد بثت خبر اضراب سليم بوخذير و شهرزاد عكاشة عن الطعام قبل عيد الصحافة بيوم واحد و ذلك في نشرة حصاد اليوم مساء 2 ماي 20006 .