اعلن نبيل عمرو مستشار الرئيس الفلسطيني ان الحكومة الفلسطينية التي ستشارك فتح وحماس في تشكيلها ستكون جاهزة "في اقل من اسبوع" بعد الاتفاق الذي ابرم الخميس بين الحركتين في مكةالمكرمة والذي شددت حماس على انه "لا يعني اعترافا باسرائيل". وقال اسماعيل رضوان المتحدث باسم حماس لوكالة فرانس برس "ان الاتفاق الذي جرى في مكةالمكرمة لا يعني اعترافا بالكيان الاسرائيلي". واوضح المتحدث "ان حماس شيء وحكومة الوحدة شيء اخر لكن حكومة الوحدة تستند الى وثيقة الوفاق الوطني (الاسرى) التي لا تعترف بالكيان الاسرائيلي". ولم يشر الاتفاق بين الحركتين الى نقطة الاعتراف باسرائيل الامر الذي يطالب به المجتمع الدولي حركة حماس كشرط لفك الحصار اضافة الى التخلي عن العمل المسلح. الا ان التكليف الرئاسي لتشكيل الحكومة يدعو رئيس الوزراء المكلف اسماعيل هنية الى احترام الاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية. وقد قبل هنية هذا التكليف الذي جاء "بحسب صيغة قبلت من الطرفين". وتضمن بيان التكليف دعوة الى "احترام قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير" وبالتالي الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال للصحافيين الجمعة في مكةالمكرمة حيث وقع مع رئيس المكتب السياسي لحركة فتح خالد مشعل وبرعاية سعودية اتفاقا سياسيا تتشارك بموجبه حماس وفتح في الحكم على اساس برنامج سياسي موحد "ما كنا نتمناه من اتفاق وصلنا اليه بحكومة وحدة وطنية". واضاف "نتمنى ان نبدأ صفحة جديدة في فلسطين ولا نعود الى الايام السوداء والا تعود الايام السوداء ابدا" في اشارة الى الاقتتال الفلسطيني الداخلي الذي حصد منذ 25 كانون الثاني/يناير ارواح 67 شخصا. من جهته قال مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل عمرو لوكالة فرانس برس الجمعة في مكةالمكرمة "خلال اقل من اسبوع ننهي التشكيلة الوزارية والان يجري تداول الاسماء". وكان قياديو حركتي فتح وحماس اتفقوا على تكليف رئيس الوزراء اسماعيل هنية تشكيل حكومة الوحدة على ان يعين الرئيس الفلسطيني محمود عباس نائبا لرئيس الوزراء من فتح التي ستحصل على ست وزارات مقابل تسع وزارات لحماس. وفي هذا السياق قال عمرو ان "نائب رئيس الوزراء سيكون من بين الوزراء الذين ستحظى بهم فتح والرئيس عباس يمكن ان يسمي احد وزراء فتح الستة نائبا لرئيس الوزراء". وحول المرشح لمنصب وزير الداخلية قال عمرو "هناك اسماء طرحتها حركة حماس ويجري تداولها حاليا" بينما يقضي الاتفاق بين الحركتين بان تعين حماس وزيرا مستقلا للداخلية شرط موافقة الرئيس الفلسطيني عليه. من جهة اخرى تحدث عمرو عن اتفاق حول القوة التنفيذية الموالية لحركة حماس والتي كان الرئيس الفلسطيني اعتبرها غير شرعية. واكد في هذا السياق ان القوة "سيتم دمجها في الاجهزة الامنية بحسب اتفاق كان تم التوصل اليه سابقا" مشيرا الى وجود بحث في امكانية تشكيل مجلس للامن القومي يشكل مظلة لجميع الاجهزة الامنية. وحول الشراكة السياسية بين فتح وحماس قال عمرو "ستجري محادثات لتحقيق الشراكة السياسية وفق القانون الاساسي للسلطة الفلسطينية". ورأى عمرو ان "هذا الاتفاق جاء لدوافع شعبية فلسطينية دفعت فتح وحماس للتوصل الى اتفاق. كان هناك رعب يخيم على الطبقة السياسية الفلسطينية من الانزلاق نحو حرب اهلية". واضاف ان "الفلسطينيين وقياداتهم اثبتوا ان لديهم قدرة على اتخاذ قرارات مهمة بعيدا عن الاجندات الاقليمية المتصارعة". وتابع "سنعمل سويا على معالجة الاثار المدمرة للاشتباكات الداخلية بما في ذلك تقديم تعويضات للمصابين والجرحى والدخول في اوسع مصالحة وطنية واتخاذ ترتيبات للحيلولة دون العودة لهذه الدوامة المرعبة". الا ان عمرو قال ان التوقعات بفك الحصار الدولي عن الحكومة الفلسطينية "غير عالية". لكنه اعرب عن اعتقاده بان "الظروف تهيأت للعمل بشكل افضل لانهاء الحصار والسعودية التي وقع الاتفاق على ارضها ستعمل الى جانبنا لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني". في الاثناء رحب وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي بالاتفاق بين حركتي فتح وحماس حول تشكيل حكومة وحدة وطنية معتبرا ان برنامجها السياسي يشكل "خطوة" نحو الاعتراف باسرائيل. كما اشادت روسيا بالاتفاق ورأت فيه خطوة في اتجاه "استقرار" الوضع في الاراضي الفلسطينية. وفي بروكسل اعلن الاتحاد الاوروبي انه يحلل "بطريقة ايجابية لكن حذرة" الاتفاق الذي وقع مساء الخميس بين حركتي حماس وفتح لتشكيل حكومة وحدة وطنية. من جانبه اعلن البيت الابيض اليوم انه لم يطلع بعد على الاتفاق. وقالت مساعدة الناطق باسم البيت الابيض دانا بيرينو للصحافيين "لم نطلع بعد على الاتفاق ومن المهم" ان تاخذ الولاياتالمتحدة "الوقت لدرس هذا الاتفاق لا سيما بتفاصيله". وصرحت للصحافيين "اننا بالطبع نشعر بامتنان كبير على المساعدة التي قدمها العاهل السعودي لجمع الجانبين".