تفردت الغارديان بنشر تقرير عن الاستعدادات الجارية في الخفاء بالولاياتالمتحدة لشن حملة عسكرية على إيران السنة المُقبلة على أبعد تقدير. وينقل مراسل الصحيفة في واشنطن إيوين ماك آسكل عن مصادر لم يذكرها بالاسم قولها إن الهجوم العسكري الأمريكي قد يشن العام المُقبل أي قبيل أن تنتهي ولاية الرئيس الأمريكي، على الرغم من نفي الإدارة الأمريكية لذلك. وتوحي التعزيزات العسكرية التي بُعثت إلى منطقة الخليج بأن الولاياتالمتحدة قد تقود حملتها العسكرية على إيران في غضون بضعة أشهر. غير أن مصادر الغارديان تقول إن الرئيس بوش لم يتخذ بعد أي قرار بهذا الشأن، على الرغم من تعرضه إلى ضغط المحافظين الجدد من أعضاء معهد إنتربرايز الأمريكي American Enterprise Institute ونائبه ديك تشيني الذين ينصحونه بفتح جبهة جديدة ضد إيران. ويعارض وزير الدفاع و نظيرته في الخارجية والأغلبية الساحقة من الجمهورية وكل الديمقراطيين مبدأ الحل العسكري ضد إيران. وتقول الغارديان إن فينسنيت كانيسترارو العميل السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA ومجلس الأمن القومي ومحلل المعلومات الاستخباراتية الحالي يؤيد ما ذهبت إليه مصادر الصحيفة. ويُضيف كانيسترارو قائلا :" إن التخطيط جاري على قدم وساق، على الرغم من النفي الرسمي فأهداف الحملة قد حُُددت، كما أن الآليات العسكرية الضرورية للإغارة على منشآت نووية إيرانية جاهزة ... إننا نخطط لشن حرب. إن الأمر في غاية الخطورة." ويقول الكولونيل سام غاردينر، أحد ضباط القوات الجوية سابقا، في هذا الصدد:"علينا ألا ننساق وراء الاعتقاد أن انشغال الولاياتالمتحدة بما يجري في العراق سيمنعها من استهداف إيران، لأن الهجوم سيكون جويا." ...على محمل الجد ويستعرض محرر الشؤون الدبلوماسية في الغارديان جوليان بورجر احتمالات الرد الإيراني على كل هجوم أمريكي، فيقول:" عندما توعد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية أية الله علي خامنئي، باستهداف المصالح الأمريكية عبر العالم، إذا ما تعرضت إيران للهجوم، فإنه لم يكن صيحة في واد." و يُضيف الكاتب قائلا إن إيران تتوفر حاليا -وأكثر من أي وقت مضى - على إمكانيات لإلحاق الضرر بالولاياتالمتحدة. وتوضح الغاردين:" إن تعثر الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، زاد إيران إقداما." وتتراوح وسائل الرد التي تملك خيوطها إيران ما بين جيش المهدي في العراق، وحزب الله اللبناني، إلى جانب طالبان في أفغانستان. وبشأن طالبان يقول سيث جونز، الخبير في شؤون الإرهاب في مؤسسة راند:" هناك مؤسرات على أن إيران ربطت اتصالات مع الحركات المُسلحة في أفغانيستان، ومن بينها مجلس كويتا ( مجلس قيادة طالبان جنوبي أفغانستان)." غير أن قدرة إيران على الرد - حسب الصحيفة - تعتمد على مدى استعداد هذه "الأطراف الحليفة" على الاستجابة. كما أن إيران مُجبرة على نهج أسلوب متوازن في التعامل مع هؤلاء الحلفاء.