أعلنت الحكومة اليمنية أنها ستطلب من الجماهيرية الليبية رسمياً تسليمها النائب يحيى بدر الدين الحوثي شقيق زعيم «التمرد» في محافظة صعدة (شمال غربي البلاد) ونجل السيد بدر الدين الحوثي الزعيم الروحي لتنظيم «الشباب المؤمن» الذي يخوض منذ نحو 3 أسابيع حرباً مع القوات الحكومية هي الثالثة منذ صيف العام 2004. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» انه تم حشد ما يزيد على 50 الف عسكري لحسم تمرد «الحوثيين» عسكرياً. وكانت وزارة الداخلية اليمنية أعلنت في وقت سابق أنها طلبت من «الانتربول» ملاحقة يحيى الحوثي والقبض عليه وتسليمه اليها باعتباره مطلوباً في جرائم «إرهابية» على خلفية تورطه في تمويل «التمرد» الحوثي في صعدة ومسؤوليته المباشرة، وغير المباشرة، عن قتل العشرات من المواطنين الأبرياء من مدنيين ومن عناصر قوات الجيش. ولم تعلن الحكومة، حتى مساء أمس، أي اجراء لرفع الحصانة البرلمانية عن الحوثي تمهيداً لملاحقته قضائياً أو أمنياً. وتوجه الحكومة اليمنية اتهامات غير مباشرة الى ليبيا بالتورط في دعم «المتمردين» في صعدة وتقديم أموال مقابل تنفيذ أهداف غير مشروعة في اليمن واستهداف دولة مجاورة (...). وأكدت مصادر في صعدة ل «الحياة» أن عدد القوات الحكومية، المنتشرة في مناطق التوتر والمواجهات، تجاوز 50 ألفاً من مختلف وحدات وفروع الجيش والقوات الأمنية ووحدات خاصة بمكافحة «الارهاب» بهدف حسم التمرد عسكرياً بعد سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية بنيران «الحوثيين» في هجمات وكمائن وعمليات قنص. وقالت المصادر إن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اللواء ركن أحمد الاشول توجه الاربعاء الماضي الى محافظة صعدة برفقة عدد من كبار الضباط في مقدمهم العميد الركن علي صالح محسن قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية لقيادة العمليات العسكرية والأمنية ضد «الحوثيين» والاشراف على عمليات الدهم والاعتقالات التي تقوم بها القوات الحكومية ضد المطلوبين واقتحام التحصينات الجبلية التي ينطلق منها «الحوثيون» في شن هجماتهم على القوات الحكومية. وتم اعتقال أكثر من 150 حوثياً في الأيام الأخيرة وقتل عدد غير معروف في هجمات متفرقة بالاضافة الى استيلاء القوات الحكومية على مواقع جبلية مهمة كانت بيد «الحوثيين». وباتت محافظة صعدة منطقة مغلقة تعيش حال طوارئ غير معلنة منذ 10 أيام حيث ان الاتصالات الهاتفية (اللاسلكية) مقطوعة والتجول محظور ليلاً والانتشار الذي تنفذه وحدات من الأمن والجيش غير مسبوق.