قال ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي الاربعاء ان الولاياتالمتحدة تريد انهاء مهمتها في العراق و"العودة بشكل مشرف" على الرغم من تراجع التأييد للحرب في الداخل والشكوك التي تساور حلفاء واشنطن بشأنها. وتأتي زيارة تشيني لطوكيو بعد بضعة اسابيع من قول وزير الدفاع الياباني ان بدء حرب العراق كان خطأ وقول وزير الخارجية ان سياسة الاحتلال الاميركي "غير ناضجة". واضطرت هذه التصريحات رئيس الوزراء شينزو ابي الذي سيجتمع مع تشيني في وقت لاحق الاربعاء الى الاسراع بطمأنة واشنطن بأن مساندة طوكيو للسياسة الاميركية في العراق لم تتغير. لكن استطلاعا للرأي أعلنت نتائجه الثلاثاء أظهر أن أغلب اليابانيين يتفقون مع وزير الدفاع فوميو كيوما في قوله أن الرئيس الاميركي جورج بوش أخطأ ببدء الحرب. وقال تشيني في خطاب أدلى به على متن حاملة الطائرات الاميركية كيتي هوك في قاعدة يوكوسوكا البحرية بالقرب من طوكيو "نحن نعلم أن الهجمات الارهابية لا تنتج عن استخدام القوة بل تحدث نتيجة لافتراض الضعف". وأضاف وسط تصفيق الجنود "نحن نعلم اننا . وأريدكم أن تدركوا أن الشعب الاميركي لن يؤيد سياسة التقهقر". وتابع تشيني الذي يتوجه الخميس الى استراليا للقاء رئيس الوزراء جون هاوارد وهو مؤيد قوي لسياسة بوش في العراق "نريد استكمال المهمة ونريدها ان تتم بالشكل الصحيح ونريد أن نعود بشكل مشرف". وسيرسل بوش 21500 جندي أميركي اضافي للعراق لكن الديمقراطيين الذين يسيطرون على الكونجرس الاميركي يمارسون ضغوطا من أجل تغيير هذه السياسة. وذكرت وسائل الاعلام البريطانية أن رئيس الوزراء توني بلير من المقرر أن يعلن الاربعاء أن بريطانيا ستبدأ في سحب قواتها البالغ قوامها 7100 جندي في العراق في غضون أسابيع. وتابعت تقارير وسائل الاعلام أن بلير من المتوقع أن يقول ان سحب القوات يعكس نجاح بريطانيا في جنوب العراق حيث تم تسليم السيطرة على الامن للقوات العراقية. وفي محادثات جرت في وقت سابق مع كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني ياسوهيسا شيوزاكي شكر تشيني اليابان على ارسال نحو 550 جنديا من القوات غير القتالية الى جنوب العراق عام 2004 في اطار أكبر وأخطر بعثة عسكرية يابانية للخارج منذ الحرب العالمية الثانية. وعاد الجنود الى ديارهم في يوليو/تموز الماضي لكن نحو 200 من قوات السلاح الجوي الياباني متمركزين في الكويت مازالوا ينقلون الامدادات للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة في العراق. وسعى تشيني كذلك لتهدئة أي مخاوف من ان يضعف التزام واشنطن تجاه اليابان ودول منطقة اسيا والمحيط الهادي. وقال في خطابه "الرئيس طلب مني القيام بهذه الرحلة أولا الى اليابان ثم الى جوام وبعدها الى استراليا... لتأكيد التزام أميركا الكبير بتواجد متقدم في منطقة اسيا والمحيط الهادي". ولدى الولاياتالمتحدة قوات قوامها 50 الف جندي متمركزة في اليابان أي ما يعادل نحو نصف اجمالي وجودها العسكري في المنطقة. واتفق الحليفان العام الماضي على اعادة توزيع هذه القوات بما في ذلك نقل ثمانية الاف جندي من مشاة البحرية من جزيرة اوكيناوا في جنوباليابان الى جزيرة جوام الاميركية في المحيط الهادي بحلول عام 2014. وفيما يتعلق بكوريا الشمالية أفاد بيان ياباني أن تشيني وشيوزاكي اتفقا في محادثاتهما على أن الاتفاق متعدد الاطراف بشأن الطاقة مقابل السلاح الذي تم التوصل اليه في بكين الاسبوع الماضي يعد خطوة في الاتجاه الصحيح. وابدى تشيني تفهمه لرفض طوكيو تقديم مساعدات اقتصادية لتمويل الاتفاق حتى يتم احراز تقدم بشأن حل خلاف يتعلق بمواطنين يابانيين اختطفهم عملاء لكوريا الشمالية قبل عقود. ويقضى الاتفاق الذي توصلت اليه الولاياتالمتحدة والصين واليابان والكوريتان وروسيا بأن تحصل بيونجيانج على مساعدات على شكل وقود مقابل اغلاق منشآتها النووية وتفكيكها في نهاية الامر. وليس من المقرر ان يلتقي تشيني الذي زار اليابان من قبل عام 2004 وزير الدفاع كيوما. لكن جدول أعماله المزدحم سيتسع للقاء أبوي أحد المخطوفين اليابانيين في وقت مبكر الخميس قبل ان يغادر متوجها الى استراليا.