كشف رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير في مقتطفات جديدة من مذكراته جانبا مما جرى في الاعداد للغزو الأمريكي للعراق مشيرا كيف أن المحافظين الجدد في واشنطن كانوا يسعون إلى غزو دول أخرى مثل سوريا وإيران والقضاء على «حزب اللّه» و«حماس». وفي كتابه الذي يحمل عنوان «رحلة» أعاد بلير بدء الاستعداد للحرب إلى مراحل التسعينات ولم يخل ذمة الرئيس السابق بيل كلينتون الذي كان من وضع البذور الأساسية للحرب خلال حملة القصف الجوي على الدفاعات العراقية في ديسمبر 1998 بعدما رفض صدام السماح لمفتشين دوليين استكمال بحثهم عن أسلحة للدمار الشامل زعمت بريطانيا والولاياتالمتحدة أن العراق يملكها. وفي كتابه الذي اثار عاصفة عاتية حتى قبل أن يصدر حاول بلير الحصول على «براءة ذمة» من العالم متحدثا فقط عن دور صقور الإدارة الأمريكية وفي طليعتهم ديك تشيني الذي قال إنه كان يعتقد أن الولاياتالمتحدة في حرب مع الارهابيين ومع الدول المارقة التي تساندهم والحلّ الوحيد لدحرهم هو انتصار الولاياتالمتحدة عبر ضربهم ونشر الديمقراطية على حد تعبيره.. وأشار بلير إلى أن تشيني كان يريد بعد 11 سبتمبر 2001 «عالما جديدا» ولو تم تغييره بالقوة وبسرعة. وبعدما دافع عن قراره الاشتراك في الحرب وسرد مراحل الاعداد لها من وجهة نظر شخصية دافع بلير عن ضرب اسرائيل للمفاعل النووي العراقي عام 1981. وقال ان الاعداد لاطاحة صدام بدأ مع صدور ما يسمى «قانون تحرير العراق» عام 1988 وفي عهد كلينتون وتم تثبيت الأمر مع خطاب «حال الاتحاد» في جانفي 2002 عندما أطلق بوش تعبير «الدول المارقة». ولم يكشف بلير الكثير مما عرضه مع كلينتون في الشأن العراقي لكنه عرض مداولاته في هذا الشأن مع بوش وللمرة الأولى عام 2001 في كامب ديفيد بعد هجمات 11 سبتمبر. وقال: «لم أشعر باستعجال لدى الأمريكيين لعمل عسكري إذ ان بوش كان يهدف إلى بناء جبهة يمينية في الولاياتالمتحدة قادرة على ابقائه في السلطة في انتخابات رئاسية ثانية». واعترف بأن التخطيط الحقيقي للحرب، في الجانب البريطاني، وضع قيد التنفيذ بعد اجتماع عقده مع بوش في أفريل عام 2002 في مزرعته في كراوفورد بتكساس مشيرا إلى أنه خلال الاعداد للحرب اثار مرارا مسألة تأثير إطاحة صدّام في العلاقات بين السنة الذين ينتمي إليهم صدام والشيعة في العراق الموالين لايران والانعكاسات في الشرق الأوسط.