* أعود اليوم مجددا الى مأساة واحد من أبرز العلماء العرب وواحد من أبرز الشخصيات الأكاديمية الدولية ,ألا وهو البروفسور والمهندس الأول الدكتور المنصف بن سالم ,الذي سبق لي وأن تشرفت بحمل أمانة ادارة الشؤون التنسيقية للجنة العالمية للدفاع عنه أيام كان مضربا عن الطعام في شهر أبريل من السنة المنقضية , وحيث أن ظروف عالم الفيزياء والرياضيات التونسي وظروف أفراد عائلته المقيمين بمدينة صفاقسالتونسية لم تتغير كثيرا بعد مرور حوالي سنة على اضرابه الأخير عن الطعام ,باستثناء مراجعة قرار طرد ابنه أسامة من الجامعة التونسية مع تخفيف نسبي لاجراءات المراقبة البوليسية اللصيقة التي كان يتعرض لها بمقر سكناه بنفس المدينة المذكورة ,بناء على ذلك فان الظروف التي حفت بتأسيس اللجنة العالمية ومن ثمة مناشطها من أجل تمكينه وأفراد عائلته من حق السفر كما استرجاع حقوقه المالية المحروم منها منذ سنة 1987 علاوة على تمكينه من حق العودة الى رحاب البحث العلمي والتدريس الجامعي ,مع تمتيعه بحقه الطبيعي والدستوري في التغطية الصحية والاجتماعية , فان هذه الظروف المشار اليها انفا مازالت قائمة وهو ماسيدعونا على مايبدو الى اعادة احياء أشغال اللجنة ,بمايعنيه ذلك من تنشيط الاتصال بكل الدوائر الأكاديمية والحقوقية والاعلامية الدولية الفاعلة والمؤثرة قصد رفع الحصار الجائر عنه وعن أفراد عائلته الكريمة ومن ثمة رفع القيود عن حقه وأفراد أسرته في السفر وتلقي العلاج ومواصلة المسيرة العلمية المتألقة عالميا. ابتداء نذكر بصفتنا منسقا للجنة العالمية للدفاع عن البروفسور المنصف بن سالم بأن موكلنا في الموضوع من مواليد سنة 1953 بمدينة صفاقسالتونسية وهو حائز على مجموعة من الألقاب والوظائف العلمية والأكاديمية التي نوجزها فيما يلي : حاصل على ديبلوم مهندس أول في الصناعات الآلية بباريس و دكتوراة الفيزياء النظرية (1976) و دكتوراة في الرياضيات بباريس أيضا (1980) . شغل قبل إعتقاله المناصب التالية : - مدير قسم الرياضيات و مؤسسه بجامعة صفاقس . - عضو بالمجلس العلمي في نفس الجامعة . - مشرف على البرمجة لجميع الفصول الجامعية . - مؤسس و رئيس نقابة التعليم العالي بصفاقس . - عضو لجنة الإنتداب بالوزارة .
- مقرر بمركزية الرياضيات ببرلين ( برلينالغربية سابقا) . - مقرر بمركزية بمتشيغان ( الولاياتالمتحدةالأمريكية ) . - عضو بالمركز الدولي للفيزياء النظرية بإيطاليا التابع لليونسكو. - عضو بالوكالة الدولية للطاقة الذرية . - عضو بالجمعية العلمية العربية - عضو بلجنة النزاعات الدولية و القانونية - عضو بإتحاد الفيزياء و الرياضيات العرب و الذي كان مقره سابقا في العراق، وانتخب في المؤتمر الرابع كاتبا للمؤتمر . - مرسم باتحاد الجامعات الناطقة كليا أو جزئيا بالفرنسية في كندا وله علاقات واسعة بمؤسسات علمية و شخصيات أكاديمية عالمية ... وحينئذ فان المتأمل في شخصية العلامة التونسي يقر في وهلة أولى بعد التأمل في مجمل الألقاب الأكاديمية التي حملها بأننا أمام شخصية علمية فذة يكرم وجودها في بلاد العالم المتحضر ,غير أن الواقع السياسي العربي والتونسي الرديء جعل من الدكتور بن سالم يخضع ومنذ سنة 1987 لظروف استثنائية جائرة وممعنة في الاحتقار والاهانة الى الدرجة التي يصدق أن نصف فيها هذه الظروف التي أخضع لها بظروف الاهانة المستديمة في بلد كثيرا ماتغنى فيه الخطاب الرسمي بما ترسمه الدولة من خطط وبرامج من أجل تحقيق التنمية المستدامة !!! تنمية مستديمة في ظل اهانة ثروة بشرية كثيرا مااعتد بها مؤسس دولة الاستقلال الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة الى الدرجة التي كرم فيها بمناسبة يوم العلم أبرز علماء تونس حتى وان كانوا من المعارضين أو من المتعاطفين مع المعارضة على مستوى مايدلون به من اراء أو مايعلنونه من توجهات ,ولعل التونسيين يذكرون ضمن هذا الاطار توجيهات الرئيس الراحل التي كانت تبث تلفزيونيا وبصفة يومية قبيل النشرة الاخبارية الرئيسة ,حيث كان يعدد فيها ميزات القطر التونسي الذي وصفه بالخلو من الثروة الباطنية المعتبرة ومن ثمة دعى الى الاعتناء البالغ بما وصفه بثروته البشرية من خلال شديد العناية بالتعليم والصحة جاعلا بذلك أعلى وأرفع مخصصات الدولة موجهة الى هذين القطاعين... اليوم تنقلب في تونس الصورة من خلال ارتفاع مقدرات ميزانية الأمن على حساب ميزانيتي التعليم والصحة ,وهو ماجعل دور المؤسسة السياسية يتقزم الى درجة الاضمحلال ودور المؤسسة العلمية يتراجع الى درجة تدهور المردود ..., لتجد البلاد نفسها أمام عملية تسيير أمني مفتوح لم تعد تعير اعتبارا للدور الأكاديمي والبحثي والجامعي لعشرات الالاف من التونسيين والتونسيات المتقدين ذكاء وتفوقا علميا ومعرفيا على أكثر من صعيد برغم قساوة الظروف السياسية والمادية التي أحاطت ومازالت تحيط بهم... حالة الدكتور والعالم الفيزيائي والرياضي والمهندس المنصف بن سالم ,وهو يحرم اليوم من حق التدريس والبحث الجامعي مع حرمانه من مستحقاته المادية وحقوقه في التغطية الصحية والاجتماعية منذ سنة 1987 ,هذا بالاضافة الى منعه وأفراد عائلته من حق السفر تشكل بلاشك وصمة عار في جبين المؤسسة الرسمية التونسية ,ولاسيما بعد أن شارفت تونس على احياء الذكرى الواحدة والخمسين للاستقلال الوطني ... لست مبالغا اذا قلت أنه في ظل واقع الاحتلال ربما لم يكن المستعمر نفسه ليغفل عن خدمات مثل هذا العالم ,وذلك اذا ماعلمنا أن فرنسا اليوم وسائر البلدان الصناعية ذات الماضي الاستعماري تدفع اليوم أعلى المرتبات لمثل هذه الخبرات العلمية والتقنية مع اتاحة كل الامتيازات المادية والمالية من أجل استبقاء الأدمغة العربية والاستحواذ على قدراتها الذهنية, برغم أن الكثير منها لايتمتع بما وهبه الله تعالى لعالم تونس البروفسور بن سالم من نبوغ وتفوق... انها دعوة لدولة الاستقلال كي تكفر عما ارتكبته من خطايا لايمكن تقدير انعكاساتها على الأجيال الشبابية الصاعدة ولاسيما اذا علمت بأن اهانة العلماء سوف تتناقل من قبل الناشئة كواحدة من أبرز علامات الاحتقار الرسمي للتونسيين والتونسيات بعد أن غدت قوارب الموت والهجرة السرية مؤشرا صادقا على رخص هذا الدم التونسي , فمابالكم برخص أنفاس العلماء عندما يوضع الدكتور والعلامة المنصف بن سالم لمدة 120 يوما مع مجرمي الحق العام من الشواذ جنسيا في زنزانة قذرة لاتليق بالحيوانات فمابالكم بالادميين ...!!! نشر بتاريخ 25 فبراير 2007 على صحيفة المصريون + وعلى صحيفتي الوطن الأمريكية والحقائق الدولية(الصادرة من لندن) بتاريخ 24 فبراير 2007 + ليبيا المستقبل+ شبكات اخبارية أخرى. *منسق اللجنة العالمية للدفاع عن البروفسور المنصف بن سالم + كاتب من أسرة الحقائق الدولية ورئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية : [email protected]